ما هو «الكيان الموازي» عدوّ أردوغان اللدود؟

فتح الله غولن
في التصريح الاخير لرجب طيب أردوغان أعلن حربه المباشر على كل من يمت بصلة مع "الكيان الموازي"، واللافت في التصريح وعلى ما يبدو أن أردوغان يريد الثأر لكرامته بعد أن هزتها محاولة الإنقلاب الفاشلة، بالإضافة الثأر لكرامة الدولة التركية، الذي كاد ان يطيح فيها الجيش، فهو قال: أن أي شخص تربطه علاقة بالكيان الموازي هو عدوّ له شخصياً.

إرتبط إسم “الكيان الموازي” في تركيا بالداعية فتح الله غولن رفيق النضال والجهاد التاريخي لأردوغان الذي شدّد في كلامه الأخير على إصطياد كل من يعتقد ان إسمه مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بمجموعة غولن وبالكيان الموازي.

اقرأ أيضاً: تركيا…الإنقلاب والخطر القائم

وفي الواقع إن ما تشهده تركيا منذ تسريب مجموعة غلون إلى الإعلام عام 2013 لوثائق تناولت حياة أردوغان الشخصية وعلاقة أبنائه بعالم المال والسياسة،فام ذلك ألقى بثقله على حكومة أردوغان في نزاعها المستمر لإجتثاث الكيان الموازي.

إتهم أردوغان قيادات الكيان الموازي بالتخطيط والضلوع في الإنقلاب الذي شهدته تركيا منتصف تموز الماضي، ونقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان قراره بملاحقة كافة المعاهد والمدارس التابعة للكيان الموازي واصفاً إياها بوكر للإرهاب، مرجحاً ان يكون نجاح الكيان مرتبطاً بعالم الأعمال. لذلك على تركيا كسر كل الإرتباطات التي تجمع الكيان بالمصالح المالية. وذكرت الوكالة أيضاً طلب أردوغان من القضاء التركي التدقيق قي كتب غولن لما تحمله من معانٍ تتعارض مع الدين الإسلامي.

غير ان الحكومة التركية برئاسة بن علي يلدريم كانت قد أعلنت قبل تصريح أردوغان عن قرارها بسحب دعاوى قضائية تم رفعها بحق عدد من الصحافيين والكتاب والسياسيين متهمين بالإرتباط بالإنقلاب الفاشل مبررة الخطوة بأنها تهدف لحماية وحدة تركيا وتكاتف شعبها حول الديمقراطية.

هذان التصريحان المتعارضان لجهة قرار حكومة بن علي يلدرم العفو عن أسماء متهمة بضلوعها في الإنقلاب وسط تصاعد تهديدات أردوغان كان له إجراءات مختلفه، ففي تصريحه الأخير ركز على شخصانية المعركة ضد الإنقلابيين، مؤكداً على أنها تخصه شخصياً حين قال «كل شخص يبدي حججاً من أجل التعامل مع أعضاء الكيان الموازي يعد بالنسبة لي واحداً منهم».

لفترة طويلة وعقود خلت، كان فتح الله غولن جزء من القلعة التي خاض من خلالها الإخوان المسلمون الأتراك التي انبثق عنها “حزب العدالة والتنمية” الحاكم حاليا ،معركتهم الشرسة ضد حزب الجمهوريين العلماني، وتداخلت هذه المجموعة في الهيكلية العسكرية والامنية والقضائية مع توسع نفوذ الإخوان في مطلع القرن الحالي في تركيا.

انقلاب

تتغلغل جماعة غولن وهو الذي هرب من النظام العلماني التركي الى اميركا عام 1999، وتنتشر داخل الدولة التركية عبر شبكة علاقات قوية ليست حصرياً على شكل دولة داخل دولة، وهي كانت تعمل بشكل قانوني وشرعي داخل تركيا، إلا الحين التاريخ الذي قامت به مجموعة موالية لغولن قبل ثلاثة أعوام بالتجسس على الرئيس أردوغان.

قبل محاولة الإنقلاب الأخير، لم يسجل نجاح للإستخبارات التركية في ملاحقة خلايا الكيان الموازي السرية، وقد سجل فشلها في محاولتها الأولى عام 2013، وقد تفشل من الجديد رغم محاولة طمس معالم هذا الكيان السري.

ففي مقال «أردوغان يستعين بتراجيديا الإخوان لينقض على إخوانه» للصحافي اللبناني حازم الامين، يسلط الكاتب الضوء على ما كشفه الإنقلاب من المرحلة التي ستعقب المحاولة الفاشلة وعلى الدلالات الآتية من تصرفات اردوغان في حملة تطهير تركيا من الإنقلابيين بحيث أنها تشير إلى أن نفوذ غولن داخل أجهزة الدولة يفوق نفوذ رئيس الجمهورية الحالي.

مصدر متابع للشأن التركي مقرّب من جنوبية قال “أنه إذا كان أردوغان يأمل بلجم الإنقلاب وخلق مناخ تركي خالٍ من الطامحين إلى إنقلابات جديدة، فيفترض به كف الأذرع الأمنية عن نشر حالة بوليسية. إن أردوغان أخذ المسألة على إعتبار أنها شخصية ونسيَّ أنها تتعلق بكيان تركيا وبالتالي عليه أن لا يتصرف كرئيس عربي. فما زال الوقت متاح له لإنقاذ تركيا من إرتدادات الإنقلاب وإبعاد شبح الكيان الموازي، كما وأن الوقت متاح له لإدخال تركيا في أنفاق لا تعد ولا تحصى”.

اقرأ أيضاً: أي مرحلة تدخلها تركيا بعد «الانقلاب»؟

وتساءل المصدر، كيف لم تلاحظ الاجهزة الإستخباراتية التركية وجود تحركات لجماعات غولن، وكيف لم ترصد تحركاتهم خصوصاً بعد إنكشاف ضخامة أعدادهم وتنوع أدوارهم داخل إدارات الدولة التركية.

السابق
من هو ابراهيم اليوسف الذي أطلق اسمه على اليوم الخامس من ملحمة حلب الكبرى؟
التالي
فصائل المعارضة السورية تدمر مدفعية ورشاش وتقتل طاقمهما