نصر الله والجولاني: زمن العمائم واللحى

24 ساعة تختصر المشهد السوري. خطابان وقائدان وعمامتان. عمامة بيضاء أطلت من ادلب(على الاغلب)، وأخرى سوداء أطلت من الضاحية(على الاغلب ايضاً). الأول كان ملزما بفك ارتباطه عن القاعدة ليصبح مقبولا دوليا. والثاني يتقبله المجتمع الدولي على وقع الاتفاق النووي. الأول ارهابي بنظر العالم. والثاني يتعامى العالم عن ارهابه ومشروع القتل والتهجير والتغيير الديموغرافي الذي يشارك في تنفيذه. الاول ترفضه واشنطن حتى اذا اعلن فك ارتباطه بالقاعدة. والثاني لم تعطِ واشنطن في أي مناسبة انطباعاً بأنها ضد تضخّم دوره في سوريا والمنطقة. لم يعارض الأميركيون بكلمة واحدة تدخل حزب الله في سوريا والعراق واليمن. لم يستنكر الاميركيون مجزرة واحدة ارتكبها حزب الله في سوريا. حتى بعد اعلان نصرالله عن تدخله في سوريا والعراق واليمن، كان كثيراً على الموقف الأميركي أن يوصف بالخجول.
الصورة الأشمل: حلت العمامات السوداء والبيضاء والخطاب الديني مكان السياسة. نصرالله والجولاني وسليماني والبغدادي يقودون الجبهات. الاسد رئيسا لسوريا. بريطانيا خارج الاتحاد الاوروبي. اليمين المتطرف يتقدم في اوروبا. ترامب في طريقه الى البيت الابيض.
الترجمة الحرفية لدعاء جدتي وهي ترتدي ثوب الصلاة رافعة يديها الى السماء: يا رب يسقط الكوكب بخطية الشعب السوري!

السابق
تطور الاشكال بين الجيش اللبناني والمعتصمين من أبناء الإقليم وسقوط جرحى
التالي
بالصور والفيديو: برجا والإقليم باللحم الحي رفضا للموت المنبعث من معمل الجية