عيد الجيش في ذكرى خطف الجنود.. ماذا طلب أهالي المخطوفين من داعش؟

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. من المؤلم أن يتزامن عيد الجيش مع الذكرى الثانية لخطف جنوده الموجودين لدى تنظيم داعش، 1 آب و 2 آب، يومان اختصت بهما المؤسسة العسكرية، ليترجمان هذا العام باعتصام لأهالي العسكريين المخطوفين والمطالبة بتحريك الملف الراكد منذ زمن، والتمني على قيادة الجيش بأن لا يحمل العيد أيّ مناسبة فرح في ظلّ الألم الذي يعتصر قلوب الأهالي.

محمد يوسف، علي الحج حسن، ابراهيم مغيط، خالد حسن، حسين عمار، عبدالرحيم دياب، سيف ذبيان، مصطفى وهبة وعلي المصري.. للعام الثاني سوف ترفع هذه الأسماء في ساحة رياض الصلح، في ظلّ تلكؤ من الدولة اللبنانية وغياب أيّ مستجد، فما موقف الأهالي؟ وماذا سوف يحمل حراك يوم الأحد؟

السيد حسين يوسف والد العسكري المختطف محمد يوسف أشار لـ”جنوبية”، أنّ “الاعتصام سوف يكون يوم الأحد 31 تموز الساعة الـ12 ظهراً في ساحة رياض الصلح التي ارتبطت بنا نحن أهالي العسكريين، ولدينا مطلب واحد وهو أن تتحمل الدولة كل المسؤولية فيما يتعلق بملف العسكريين التسعة والعمل على إيجاد حل ومخرج أو أيّ ثغرة تؤدي لحل هذه العقدة، هذه المأساة قد تخطت العامين ولن نسمح لأنفسنا بأن يهمل اي من المسؤولين ملف العسكريين”.
وأضاف “ممنوع على المسؤول ألا يتحمل مسؤوليته أو ليجلس في منزله، أفضل له في حينها أن يكون مواطناً من أن يستمر سياسياً عاجزاً”.

حسين يوسف

و أكدّ يوسف أنّ “الدعوة يوم الأحد هي دعوة عامة لكل إنسان لديه ذرّة كرامة وضمير ومحبة للعسكريين، لأن يقف معنا ويساندنا في تحريك ملف العسكريين ومتابعته بجدية مع كل الدول وكل الهيئات والوسطاء التي يمكن أن تصل إلى حل”.

ولفت أنّ “هناك لقاء منتظر مع اللواء عباس ابراهيم، وهناك تواصل بشكل دائم مع السياسيين المعنيين بالملف ولا سيما اللواء، ولكن للأسف ما نسمعه بكل هذه الاتصالات هو ما يؤلمنا وهو أنّ ما من جديد”.

وتابع يوسف بغصّة “من المعيب ألا يكون هناك جديد في الملف، لا مشكلة لدينا بأيّ معطيات نحن على استعداد لتقبل النتائج مهما كانت قاسية، فقد عانينا الأمرين لعامين في الطرقات وقد انسلخنا عن حياتنا السابقة، نريد أن يحل هذا الملف لنعود ونتابع حياتنا، هذا الملف الذي هو ملف من قدّموا الدماء فداءً للوطن وللمواطن وللأرض ولهؤلاء السياسيين الذين جزء كبير منهم لا يستحقون ذلك”.
وأردف “لقد خرجنا عن طورنا، لم يعد لدينا غير هذا الكلام، فالدبلوماسية بالحديث لم تؤدِّ لنتيجة وجزء كبير من سياسينا لا تنفع معهم الطرق الأخلاقية”.

إقرأ أيضاً: رسالة مؤثرة من حسين يوسف إلى نجله.. أين أصبح ملف العسكريين؟

وعن الخطوات التصعيدية بعد يوم الأحد، أوضح “سوف نتابع، لن نقبل لا بتعتيم ولا بمتاجرة بالملف، على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها أو لتدفع الثمن سواء بقطع الطرقات أو بتحركات مؤثرة بحق الدولة والمعنيين، عساها تدفع كل من لا يتحمل المسؤولية لأن يتحملها”.

العسكريين
وأشار “نحن لسنا بمشاريع مظاهرات، نحن أناس بسطاء، ولم نتخيل أن نقطع يوماً الطريق، وما يؤلمنا كان المواطن اللبناني وكنا نعتذر ومع ذلك كنا نسمع العديد من الكلمات القاسية وكان ردنا، الله يسامحك”.
وفيما يتعلق بمطالبتهم قيادة الجيش إيقاف احتفال عيد الجيش هذا العام احتراماً للعسكريين المخطوفين، قال يوسف “قد جاء وفد مرسل من قيادة الجيش وقف على خاطرنا وأبلغنا رسالة من القيادة وهي أنّ ملف العسكريين ما زال همهم ولا مساومة عليه ولن يتوانوا عن المضي به حتى حلّه”.
ولفت “أعتقد أنّ هناك تجاوب وأتصور أنّ الاحتفالات هذا العام سوف تكون على نطاق ضيق ومحدود إذ لن يستطيع أبٌ مثل قائد الجيش أن يحتفل بالعيد في ظلّ غياب تسعة من أبنائة من العسكر مخطوفين”.

إقرأ أيضاً: حسين يوسف للبنانيين: نتضامن مع أطفال اليمن وأطفال سوريا وكل مظلوم.. ولا نتضامن مع أنفسنا وعسكرنا

بدورها السيدة آمنة عمار والدة العسكري المختطف حسين عمار أشارت لـ”جنوبية” متحدثة عن رسالتها وبأنّ ” ما من رسالة لدينا إلا الحزن والقهر، وأعتب على هذه الدولة التي باعت أبناءنا وأضاعتنا وأضاعتهم”.
ولفتت أنّ “التحرك لن يتوقف الأحد وسوف يكون هناك تصعيد لمعرفة مصير أولادنا، إذ ما من تطمينات وما من عمل على هذا الملف، وحتى اللواء عباس ابراهيم لم يكن هناك تواصل معه منذ سبعة أشهر”.

السابق
بالصورة: البيان الأوّل لجبهة فتح الشام
التالي
استقصاء بيروت.. توقيف مهرب أشخاص