قواعد السباحة في احكام الشريعة… «عيترون» أنموذجاً

أثارت بلدية عيترون الجنوبية والتي يهيمن عليه حزب الله ضجّة واسعة إعلامياً والكترونياً، بعدما تناقل بعض الناشطين، أنّ أعضاء المجلس البلدي من الحزب قد استصدروا فتوى دينية لإغلاق مسبح البلدة، لأنّه لا يجوز للنساء التواجد مع رجال عراة الصدور. فما خلفية هذه الفتوى الدينية التي سببت حالة من الغضب والاستنكار؟!

مصدر من البلدة أكدّ لـ”جنوبية” أنّ “النقاش بدأ بشكل حاد داخل البلدية قبل أن يظهر للعلن، وهو نقاش ضمن منظومة حزب الله وكيانه”.
موضحاً أنّ “الشيوعيون وحركة أمل من جانبهم لم يتدخلوا بهذا الملف حتى يحتدم النقاش ويصل لنتيجة، ولكنهم أكدوا أنّهم لن يقبلوا بهذا الأمر تحت أيّ بند”.
وأضاف المصدر أنّهم “يحاولون إلزام رئيس البلدية من خلال الضغط بورقة (حرام)، لكونه ملتزم دينياً، إلا أنّ الموضوع بعده سياسي وليس ديني فقط، إذ هناك مشاكل ضمن الحزب بالعمق ويريدون إثبات النفوذ بين بعضهم البعض .”

عيترون
وأشار “خلال معارك الانتخابات البلدية كان مرشحو الحزب يهاجمون بعضهم بحدّة عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم أكثر من طرف في البلدة وينقسمون إلى مجموعات متعددة، وبالتالي ما من بنية حزبية وما من هيكلية جامعة، وكل فريق من هؤلاء المجموعات يريد إثبات حضوره”.
وأردف المصدر”إثارة هذا الموضوع في هذه المرحلة هو من أجل الضغط على رئيس البلدية، الذي لا يتقاطع مع المجموعة الحزبية الأقوى”.

وفيما يتعلق بما أورده موقع “المدن”، عن الفتوى الدينية التي استحصل عليها الحزب، تساءل المصدر ساخراً، “جميعهم مشايخ، من منهم ليس بعمامة ولا يصدر فتوى”.

إقرأ أيضاً: إعلاميو المنار: حقدٌ على المرأة وعلى الآخر وعلى الترفيه والسهر

وأكدّ “المسبح لم يغلق ولن يغلق وما زالت أبوابه مشرعة، الحجة التي يتذرعون بها هي أنّه لا يجوز تواجد النساء ضمن محيط المسبح لأنّ الشباب حينما يخرجون من المسبح يكونون عراة الصدور ولباس السباحة الذي يرتدونه يكون قد التصق بالجسد بفعل المياه وهذا كما يدّعون يشكل نوعاً من الإغراء”.

وتابع “هذا الموضوع لا يمكن أن نقبل به وإلا فسوف يقيمون فيما بعد حواجز تفتش كل سيارة تدخل البلدة للبحث عن علبة “بيرة” داخلها”.
مضيفاً “إنّ اللجوء للمحرمات ولهذه الفتاوى هو أمرٌ خطير لن نقبل به نحن أهالي البلدة ولن يوافق عليه لا الشيوعيون ولا أعضاء المجلس من حركة أمل”.

ولفت المصدر أنّ الناشطين قد “أخبروا الحزب أن لا يستثمر البلدية في إشكالية المسبح إذ أنّه ليس بقضية تنموية”.

إقرأ أيضاً: خمور كفررمان: «البيع المستتر» احتراما لحرية الآخرين

ختاماً هذه الحادثة لا تشكل إلا واحدة من كثر يحاول من خلالهم حزب الله فرض هويته الدينية، إذ لم يعد خافياً التطرف الديني لناشطي وإعلاميي الحزب وحتى لممثليه، كما أنّ مواقع التواصل الاجتماعي قد رفعت الغطاء عن العديد من النماذج وعن العصبية الحزبية التي تحاول كبح أيّ ممارسة تتعارض معها متجاهلة التنوع الطائفي والسياسي للبنان.

السابق
البوكيمون: صَيد افتراضي وإرباك أمني حقيقي!
التالي
ما هي حقيقة قرار تخفيض الحد الادنى للأجور في لبنان؟