تركيا…الإنقلاب والخطر القائم

مهما كانت نتائج محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا الا أن احدا لا يستطيع ان ينكر حجم الاهتزاز الذي لن تتضح نتائجة عاجلاً.

لو بدأنا بشكل عكسي فإنّ عدد الضحايا ليس بالعدد الصغير ما يدل كما الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل والقنوات الفضائية والتي اظهرت بشكل جلي ان العسكر التركي لم يكن ارحم بالشعب من العسكر المصري لجهة اسلوب التعامل من سحل وطحن وكسر عظام في الشوارع واطلاق النار!

اذاً 7000 موقوف من كل المستويات من العسكر الى القضاء الى آخره من اصحاب المناصب المرموقة في البلاد اقتيدوا الى السجن ومن المخططين للانقلاب. 1400 مصاب ناهيك عن القتلى يدل ايضا على فشل المخططين وحزم المؤيدين لأردوغان في التعامل مع المحاولة.

لقد كان درسا قاسيا لمعارضي الطيب ولكن ما العبرة التي سيستخلصها الرجل من الحدث؟؟؟

قمة في الروعة والرقي ما قام به الشعب التركي بكل اطيافه من موالين ومعارضين حين نزلوا إلى الشوارع رفضاً لإعادة البلاد الى الوراء. زمن الانقلابات الذي لم يعد يقبل به الشعب التركي الذي يعرف تمام المعرفة مدى التطور والتقدم الذي وصل اليه بفعل سياسات الحزب الحاكم فيه على اختلاف مشارب الشعب التركي.

تركيا

خارجياً، اللعبة ذاتها لعبها العالم وبالوثائق فقد اطلقت الادارة الامريكية برسالتها الى السفارة الامريكية في انقرة تعريف “انتفاضة الشعب التركي”قبل ان تعود وتسحب التعبير من التداول عندما رد الشعب بكليته عليها وتصدى للانقلاب وللعسكر الذي وصل حد اتهامه بأنه غير تركي، والاسلوب الذي وقف فيه الشعب في وجه الالة العسكرية في الشوارع بصدور عارية تكاد تكون ملاحم بطولية.

عربياً

من سوريا إلى مصر إلى لبنان ولبنان تحديداً المناصر لأيّ دولة اخرى الا لبنان فقد علت وبشكل ساذج الاصوات المرحبة بسقوط الرجل من اللحظات الاولى لإنتشار الخبر والانكى ان المطبلين من الجهال كانوا كثر لكن الافظع أنّ يكون المطبلون من الطبقة التي يفترض انها مخضرمة سياسيا وامنياً وهم الشريحة الاولى التي بدأت وبكل سذاجة بالتصفيق والتهليل للانقلابيين وما لبثوا ان خفت صوتهم واختفوا عن صفحاتهم على مواقع التواصل فبدوا وكأن عقرباً لسعهم.

هؤلاء الذين لم يتغيروا يوماً وهم مع كل الدنيا كل دول العالم الا بلدهم لبنان!!!

إقرأ أيضاً: كيف تصف اسرائيل الرجل الذي افشل الانقلاب في تركيا؟

اما سوريا فمن غير المستغرب أن يخرج أنصار النظام بمسيرات سيارة تضرعاً لله وشكرا على سقوط اردوغان الذي لم يكون اي شيء بعد يدل على سقوطه!!!

مصر الحبيبة لم تغب عن مشهد التفاؤل واعلامياً تمت ترجمة الفرحة ليس مثل سوريا، فقامت الفضائيات التي طبلت وزمرت للسيسي حينها لتزمجر وتستخدم المفرادت المصرية العامية في التهكم على اردوغان وتتالت الخيبات في ساعات لتبدأ الوان مقدمي البرامج في هذه الفضائيات بالتحول الى اللون الازرق!

جميلٌ انتصار الديمقراطية في تركيا بساعات قليلة ولكن….

الخطر قائم,فمع استمرار الطيب اردوغان بدعوة الناس للبقاء في الشوارع حتى يوم الجمعة مؤشر على مخاوف عديدة أو اقله على حذر شديد وربما معلومات أنّ العملية لم تنته بشكل كامل خاصة مع المعلومات التي أدلى بها المستوى الرسمي التركي عن انقلابيين ما زالوا في اسطنبول ويرفضون تسليم أنفسهم فماذا لو وجد هؤلاء حاضنة دوليةً للاستمرار في مواقعهم الانقلابية؟

إقرأ ايضاً: فشل انقلاب تركيا كرّس زعامة أردوغان

من المستغرب أن تدعم جهات دولية بشكل خفي محاولة انقلاب على حكم في تركيا وقَّع منذ أيام قليلة قبل الانقلاب اتفاقية مع اسرائيل، فلماذا يستهدف رغم تقاربه مع الطفلة المدللة لأمريكا؟!

إذا كنا مؤيدين لرجب طيب أردوغان أم معارضين له فالأمثل في المرحلة المقبلة وبعد القضاء على آخر جيوب الانقلاب هناك ، الامثل مراقبة السياسة الخارجية لتركيا الطريق الاقصر لفهم توقيت محاولة الانقلاب وتبعاتها.

السابق
لحزب الله: أمام «التعطيل السعودي»… إنتخب عون فوراً
التالي
فتح الله غولن يعلن التزامه بأيّ حكم قضائي بتسليمه الى تركيا