فقدان مسؤول ميداني بحزب الله؟‏

هاجم يوم أمس عناصر من جبهة النصرة يدعمهم آخرون من الجيش الحر موقعاً هاماً يتبع للجيش السوري في جرود رنكوس بمنطقة القلمون الغربي على الحدود مع لبنان، ما أسفر عن مقتل عدداً من المسلحين في الطرفين.

وبعد الأنباء التي تم تداولها عن أسر عشرات المقاتلين من حزب الله ودحض الإعلام الحربي التابع للحزب لذلك، نشرت “النصرة” عبر حساب “مراسل القلمون” صورة تظهر أسرى، لكن ووفق مصادر متقاطعة من بينها ميدانية خاصة بـ “ليبانون ديبايت”، أكدت خلوهم من عناصر حزب الله (إستناداً إلى الصورة المنشورة) حيث إقتصر الأمر على جنود سوريين وآخرين من قوات الدفاع الوطني، لكن الحزب، وفق المصادر، فقد الإتصال بأحد المسؤولين الميدانيين، دون توفر معلومات إن كان لبنانياً أو سورياً.

وأكد مصدر ميداني لـ”ليبانون ديبايت” أن الهجوم الذي إستهدف موقع وتلة وحاجز “الصفا” نفذه عناصر من جبهة النصرة وآخرين من “لواء القادسية” الذي يقوده المدعو أحمد الخطيب وهو ضابط منشق عن الجيش السوري، وعناصر من ما يسمى بـ “جيش تحرير الشام” وهما تابعان للجيش السوري الحر، والغاية كانت تأمين خط إمداد يمتد بين جرود بلدتي تلفيتا وحلبون في عمق منطقة القلمون الغربي.

وتشير معلومات “ليبانون ديبايت” أن حاجز الصفا كما الموقع العسكري الموجود على تلة مرتفعة، خاضع للجيش السوري حصراً لكن قادة ميدان من حزب الله يتناوبون على زيارته وتفحص النقاط الأمنية فيه بشكلٍ دوري، وهو – أي الموقع – يقع في جرود رنكوس بين تلفيتا وحلبون وهو ذات أهمية إستراتيجية كونه يربط جرود وادي بردى بسهل رنكوس.

وبحسب نظرة المصادر الميدانية، فإن الهجوم على هذه النقطة الإستراتيجية غايته إحداث خرق لإيجاد طريق إمداد لتلك المجموعات بين تلفيتا وحلبون وصولاً إلى سهل رنكوس، والغاية إيجاد ثغرات وعناصر قوى تكون ذات قيمة وجدوى في مشروع النصرة والفصائل المسلحة للنهوض من القمقم والحصار وإعادة نشاطها السابق في منطقة جرود القلمون الغربية المنهكة قواها فيها، كذلك يأتي إنطلاقاً من الخوف من تمدد داعش الذي يعتمد إسلوب “لدغ” النصرة في معاقلها ومواقعها حيث لم تسلم من ذلك جرود عرسال اللبنانية.

ويبعد الموقع المستهدف عن تلفيتا أقل من 10 كلم التي تبعد بدوها عن عن رنكوس 30 كلم إذا أخذنا بالاعتبار الطريق الرئيسي، أما من ناحية السنان الجبلية فهي تبعد تقريباً نحو 5 – 7كلم خط نار، وعن حلبون تقريباً نفس المسافة أو أكثر بقليل، فيما يقع الموقع إلى الشرق من صيدنايا وإلى الشمال من الشرقي من رنكوس وتلفيتا والجنوب الغربي من حلبون.. وعليه، تقدر مصادر ميدانية أن المجموعات المهاجمة ربما تسلّلت من جهة رنكوس المدينة نحو السهل كونها تمتلك ثغوراً هناك وكون “لواء القادسية” يتخذ من رنكوس عاصمةً له، فيما يقدر أن النصرة تسلّلت من مناطق نفوذها في منطقة وادي بردى المفعلة فيها هدنة مع الجيش السوري منذ أشهر.

وفي وقائع الهجوم، تؤكد مصادر “ليبانون ديبايت” أن مهمة حزب الله إنحصرت بتنفيذ رميات مدفعية من مواقعه القريبة ضيقت الخناق على المجموعات المهاجمة التي أجبرت أولاً على التراجع بعد خسارة أكثر من 10 قتلى، لكنها عادت وهاجمت ثانيةً متمكنةً من السيطرة على “نقطة الصفا” والتلة بعد إنسحاب عدد كبير من عناصر الجيش السوري نتيجة الضغط العسكري.

وتفيد معلومات “ليبانون ديبايت”، أن أكثر من 30 جندياً سورياً فقد الإتصال معهم بعيد الهجوم الذي غنمت فيه “النصرة” دبابتين وسيارتين رشاش عيار 14.5 ملم ومدفع عيار 57 ملم، بحسب ما أظهرت الصور التي بثتها عبر حساب “مراسل القلمون”.

السابق
برسم القادرين من الدولة إلى أغنياء طرابلس..بحثاً عن مأوى
التالي
ميريام كلينك: أساند حزب الله!