كلمة السيد حسن نصر الله كاملة

كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم القدس العالمي

 

في هذا اليوم الذي نعتبره يوماً عظيما مجيدا لأنه من ايام شهر الله عز وجل، وفي العشر الاواخر من شهر رمضان، المناسبة التي كان قد اعلنها الامام الخميني قدس سره يوما عالميا للقدس، اود انت اتحدث اليكم في عدة عناوين في الوقت المتاح: العنوان الاول ما يرتبط بالمناسبة، يوم القدس العالمي، قضية الصراع مع العدو والقضية الفلسطينية، العنوان الثاني هو التعليق على التهديدات الاسرائيلية للبنان عموما ولحزب الله خصوصا، وبالاخص ما سمعناه في مؤتمر ارزتسيليا اعود اليه بالتفصيل، والعنوان الثالث هو الوضع الامني في لبنان وحادثة القاع الاخيرة والتداعيات والمسؤوليات.

من المعروف ان انتصار الثورة الاسلامية في ايران 1979 احدث تحولا كبيرا في الاوضاع الاقليمية وفي اوضاع الامة، سقط نظام الشاه الذي كان عميلا لاميركا وخادما لاسرائيل وشرطيا للخليج بكل ما يعنيه الشرطي بهذا المعنى الذي كان يمارسه نظام الشاه. حليف اسرائيل الاول في المنطفة سقط، انتصرت الثورة الاسلامية في ايران، قطعت العلاقات مع اسرائيل اغلقت السفارة الاسرائيلية في طهران وفتحت سفارة فلسطين، وحصل العكس، دائما كان هناك انظمة وعروش عربية من اجل ان تحافظ على وجودها وبقائها وكانتها كانت تعمل في العلن او في السر لخدمة اسرائيلة وتتقرب من اسرائيل من اجل ان تحظى بحماية الولايات المتحدة الاميركية، جاء الامام الخميني قدس سره الشريف ومن اليوم الاول في اليوم الذي كان يحتاج فيه هذا النظام الجديد الى حماية دولية وغطاء دولية والى ان تُعطى له هذه الفرصة، مع ذلك هو ذهب الى هذا الموقف المبدئي العقائدي الحاسم وقطع العلاقات مع اسرائيل وطرد الطاقم الديبوماسي الاسرائيلي وحوّل سفارة اسرائيل الى سفارة فلسطين، وبعدها انتخب هذا اليوم اخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك وما يعنيه من قداسة خصوصاً لدى المسلمين يوما عالميا للقدس، لم يختره يوما عالميا لكربلاء او للنجف او لطهران،او لقضية وطنية ايرانية، وانما لقضية الامة وللقضية التي هي ذات بعد انساني واسلامي واخلاقي وهي قضية القدس. من اهداف هذا الاعلان هو ابقاء هذه القضية حية في الذاكرة كي لا تنساها الشعوب والامة، ولا ينساها خصوصا المسلمون الصائمون القائمون ليفهموا ان هذا جزءاً من التزامهم ومن عبادتهم وصلاتهم وصيامهم، لانه لا يمكن للانسان ان يدعي التزاما حقيقيا بدين الله سبحانه وتعالى وهو يترك كيانا كالكيان الاسرائيلي يحتل مقدسات ويعتدي على الشعب الفلسطيني وعلى شعوب المنطقة ويتآمر على الامة ويعيث في الارض فسادا، اذن ان تبقى في الذاكرة وايضا ان يسلط الضوء في كل عام في مثل هذا اليوم وعلى مستوى الامة وعلى مستوى العالم على قضية فلسطين وعلى شعب فلسطين وعلى المقدسات في فلسطين وعلى الاف الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية وعلى ماي عانيه الشعب الفلسطيني من حصار وضغوط وظروف حياتية قاسية في غزة او في الضفة الغربية او ما يعانيه في اراضي 48 وفي الشتات.

اذن هذا اليوم هو يوم للتذكير ويوم للاضاءة على هذه المسالة وعلى هذه القضية العظيمة ويوم لرسم الطريق وتحديد المسؤوليات بووضح وبعيدا عن المجاملات الديبلوماسية والسياسية.

في هذا السياق يجب التذكير بما يلي والتاكيد عليه، اولا الحق الواضح الذي يجب ان يقال في مثل هذا اليوم في يوم القدس العالمي ان يقال وبقوة ان فلسطين من البحر الى النهر ارض محتلة مغتصبة مسروقة من اهلها واصحابها الشرعيين وان تقادم الزمان لا يحول المسروق والمنهوب الى ملك شرعي وقانوين للسارق وللناهب ولو اعترف به كل العالم. لذلك فان دولة اسرائيل كيان غاصب ومحتل وسارق وناهب وانجز كل ذلك بالارهاب. هذا الكيان لا يجوز الاعتراف به ولا التسليم له ولا تقديم التنازلات له ويجب ان يزول من الوجود ليعود الحق كاملا الى أهله والى اصحابه في شهر الله في شهر الصيام شهر القرءان الكريم شهر العبادة شهر الحق، هذا هو الحق وليس سواه، هذا هو الدين لمن يريد ان ينطق او ينطلق من الدين او يتحدث باسمه، واي كلام آخر هو خداع وتزوير وباطل وظلم وتجاوز لحقائق الدين والاخلاق والقيم الانسانية والتاريخية.

ثانياً في اسوأ الظروف والحالات قد يشعر شعب ما او حكومات ما او دول ما بالضعف، في اسوأ الظروف الضعف قد يسوغ عدم الذهاب الى الحرب ولكنه لا يسوغ التسليم للعدو والاعتراف بشرعية العدو والقبول بالعدو والتوقيع لاعطاء الارض للعدو وصولا الى التطبيع مع العدو واقامة علاقات تجارية وديبلوماسية وامنية مع هذا العدو. بل أكثر منذ لك التواطؤ مع هذا العدو على المقاومين وعلى الصامدين وعلى الرافضين للاستسلام وللخنوع، هذا ما يجري الآن للاسف على مستوى بعض الدول العربية، تصوروا ان الحال وصل ان بعض الدول العربية يصوت لمصلحة اسرائيل في انتخابات احدى اللجان المهمة في الامم المتحدة، ما هي الحجة؟ ما هو الدليل؟ لماذا؟ انت ضعيف لا تسطيع ان تحارب لكن هل انت ضعيف الى حد ان تعترف وتصوت وتنظف اسرائيل امام العالم وجناياتها وجرائمها وتدافع عنها؟ هذا لا يوجد له اي منطق ولا اي عقل ولا اي دين ولا اي اخلاق يمكن ان تبرر هذه التصرفات.

في يوم القدس نقول لكل هؤلاء، لا تعترفوا باسرائيل ولا تعطوها الشرعية، اذا كنتم ضعفاء وعاجزين ولستم اهلا لهذه المعركة المصرية والتاريخية اتركوا هذا الامر للأجيال والمستقبل، فسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، هناك  قانون الهي هو الاستبدال، اذا كان هذا الجيل او الجيل الذي سبق، طبعا هذا الجيل ليس كذلك، ولكن هناك حكام وبعض هذا الجيل هكذا، اذا كانوا ضعفاء او عاجزين او خانعين او مستكينين او مشتبهين في الاولويات، فان الله سبحانه وتعالى لن يترك عباده المستضعفين والمظلومين والمعذبين في فلسطين وفي هذه المنطقة ولن يترك مقدساته ولا الارض التي باركنها حولها لهؤلاء القتلة الصهاينة المفسدين، سيستبدل بهذا الجيل جيلاً غيره، جيلاً لائقاً قادراً كفوءاً مستعداً لتحرير الارض والمقدسات وازالة هذه الغدة السرطانية من جسد وبدن هذه المنطقة، ثالثاً الطريق الوحيد، لا نتحتاج كثيراً ان نتكلم وننظر لان الوقائع والتجارب من عام 1948 الى اليوم تؤكد هذه الحقيقة ان الطريق الوحيد المتاح امام الشعب الفلسطيني وامام شعوب المنطقة التي يستهدفها هذا الكيان ويعتدي عليه هذا الكيان ويحتل بعض اراضيها ويطمع باراضيها وخيراتها ان الطريق الوحيد هو الصموت والمقاومة ولو بالنفس الطويل، المفاوضات الى اين ادت الى الاعتراف باسرائيل الى اعطاء القسم الاكبر من ارض فلسطين لاسرائيل الى فتح الابواب للخانعين العرب ليطبعوا ويقيموا العلاقات مع اسرائيل والى تطويق المقاومين والى فرض اصعب ظروف العيش والحياة على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، الطريق اذاً واضح لا يحتاج الى الكثير من الشرح والاستدلال المنقي والعقلي والمجيء بمشاهد تاريخية لان الوقائع التي عشناها نحن وانتم واجيال عديدة في هذه المنطقة منذ ما قبل 1948 الى اليوم تؤكد هذا المعنى، لكن ما اريد الن اقف عنده في مناسبة يوم القدس هو الوضع الحالي الذي وصلنا اليه وما يلفت ان القوم هم القوم، يعني اليوم ماذا يجري، اليوم يمكننا القول في العقدين الاخيرين بدأ هناك تحول في المنطقة اسمه مشروع المقاومة في لبنان وفلسطين ومحور مقاومة بدأ يتشكل بشكل او باخر عماده الجمهورية الاسلامية في ايران وسوريا وكثير من الشعوب الحية في المنطقة التي كان موقفها قليلاً ايجابي، وبدأ خيار المقاومة يصنع انتصارات وانجازات حقيقية في لبنان وفلسطين وعلى مستوى المنطقة، في اوج تقدم مشروع المقاومة على مستوى الامة مقاومة المشروع تالصهيوني والاحتلال الاسرائيلي يفي اوجه تقدم على مستوى الامة وارادتها وثقافتها وتأييدها لحركات المقاومة وفي سياق تحولات كبرى كانت تحصل في المنطقة نجد ان هناك من دخل من جديد بقوة ليحبط هذا المحور وهذا المشروع ويسقطه، وقام بطريقين الاول هو اخذ المنطقة كلها الى حروب ومواجهات وفتن تحت عناوين كاذبة الحرية والديمقراطية والطائفية والمذهبية واخترع اعداء واخترع تهديدات ومخاطر وزج بامكانات بشرية ومادية وعسكرية هائلة في هذه الحرب والهدف هو ضرب دول وحركات المقاومة من جهة وضرب ثقافة وارادة المقاومة لدى شعوب امتنا، ان نصل الى مرحلة نيأس، من يفكر بعد بفلسطين وان يقاتل اسرائيل ويقف بوجهها وقدس والى اخره، هذا امر عمل به ومازال وبهذه اللحظة ايضاً،

ما زال يتم العمل عليه في سوريا واليمن والعراق وفي اكثر من مكان على مستوى الحروب وعلى مستوى الفتن في اكثر من مكان من البحرين الى ليبيا وافغانستان وباكستان ونيجيريا واندونيسيا وموسكو الخ. والطريقة الثانية هو فتح الابواب لاسرائيل، تطبيع العلاقات معها تطويع العلاقات معها، العلاقات العلنية الموضوع الاعلامي وصولا الى التصويت لمصلحتها في الامم المتحدة ومحاولة تقديمها كصديق وحليف، وهي اليوم باتت جزء من معسكر محاربة الذي هو المقاومة ومحور المقاومة. الملاحَظ ان نفس الانظمة، اذا عدنا الى بداية القرن الماضي الى الثلاثينات، الاربعينات، الخمسينات، الستينات، نفس الانظمة، بل اسمحوا لي ان اقول ان نفس العائلات هي نفسها الحاكمة التي عملت منذ البداية على فتح الطرق امام بريطانيا واميركا ليقيموا دولة اسرائيل وليحصلوا في مقابل ذلك على عروشهم هم الذين ما زالوا الان يقاتلون لتبقى الادوار مفتوحة امام اسرائيل ويحاربون كل امكانيات المقاومة، سواء كانت في مصر سابقا او في سوريا او العراق او في اي مكان، من اجل ان تبقى لهم عروشهم. نفس المعادلة والحيثية والجهات والتاريخ يعيد نفسه، هؤلاء هم انفسهم قبل عقود وفي بدايات القرن الماضي، لم يقاتلوا اسرائيل ولم يسمحوا بقتال اسرائيل وساعدوا لتقوم اسرائيل، هبطوا عزائم هذه الامة وعندما قامت جيوش وحكومات لتقاتل اسرائيل تآمروا عليها وحاربوها وحاربوا كل ما هو مقاوم وقومي وعروبي تحت حجج مشابهة للحجج الحالية، لي سالعنوان الطائفي بل عناوين اخرى، والان هم يعيدون الكرة نفسها في مواجهة محور المقاومة، لذلك اليوم اليس من الصدفة ان الذين يحيون يوم القدس في اكثر من بلد، في اليمن والبحرين وسوريا والعراق وايران في نيجيريا، أنا عددت هذه الدول لأن هناك جامعاً مشتركاً بينهم، لو كشفتم عن ظهورهم لوجدتم سياط هذه الجهات، واعني النظام السعودي وال سعود، لو كشفتم عن ظهور هؤلاء لوجدتم سياط هؤلاء. هذه صدفة عجيبة ان الذي ينادي بالقدس ويتحدث عن فلسطين ويعلن عن استعداده لنصرة فلسطين رغم كل المظالم التي تلحق به، ان ظهرهم عليه اثار هذه السياط، هذا امر ملفت. في كل الاحوال، الرسالة التي اريد توجيهها هي اولا على كل ادوات وخدم اميركا واسرائيل في المنطقة ان يفهموا جيدا، ان ييأسوا من امكانية ان تتخلى شعوبنا وحركاتنا وقوانا الحية عن فلسطين وعن القدس وعن شعب فلسطين. مهما فعلتم، الدليل هو ما ترونه اليوم، اليمن بات له سنة ونصف تحت حرب شعواء وباسم الاسلام، واسمحوا لي وللاسف الشديد والبعض يستخدم باسم اهل السنة والجماعة وباسم الحرمين الشريفين يقتل اطفال باعتراف الامم المتحدة الجبانة التي تراجعت بالمال، باعتراف منظمات حقوق الانسان في العالم، الذي ارتكب في اليمن على مدى عام ونصف تقريبا مهول وخطير وكارثي ولكن هل خرج شعب اليمن ليقول كفرنا بالاسلام وكفرنا بالدين وكفرنا بالحرمين الشريفين وكفرنا بالامة وبفلسطين وبالقدس وبالمقدسات؟ ابداً، خرجوا ليقولوا نحن متمسكون بهذا الاسلام، انتم بريؤون منه، ومتمسكون بهذه الامة ومتمسكون بفلسطين وبالقدس وبشعب فلسطين ولن نتخلى عنهم، نفس المنطق في البحرين ونيجيريا التي قام جيشها وبتحريض من المملكة العربية السعودية بحسب كل المعطيات والوثائق بقتل الف انسان، الف انسان، واعتقال قائدهم وزعيمهم فقط لانهم في هذا المحور وفي هذا الخط، ومع ذلك يخرجون اليوم ليفوا لاولئك الشهداء الذين قتلوا بالحريض على الشيخ الزكزكي وجماعته في نيجيريا كانوا يقومون بمظاهرات في يوم القدس، هو يقول الموت لاميركا والموت لاسرائيل، الشعار عينه في صنعاء وفي طهران وفي بغداد وبيروت ودمشق ومع ذلك هم من يتخلوا.

هذه راسلة واضحة، لن تستطيعوا ان تفرضوا ولا بالحديد ولا بالنار ولا بالقتل ولا بالمجازر ولا بالحروب ولا بالتضليل الاعلامي ولا بالتحريض الطائفي ولا بالاتهام ان تفرضوا على اهل هذا المحور وعلى شعوبه وعلى حكوماته ان تتخلى عن فلسطين او تنسى والقدس او تسمح لاسرائيل بأن تسيطر على هذه الارض المباركة وهذه المقدسات العظيمة وتعيث في منطقتنا فسادا.

وثانيا ان تستيقظ شعوبنا العربية والاسلامية وتخرج من هيمنة الاعلام المضلل وتدقق بالوقائع لتعرف جيدا ان كل ما يجري في منطقتنا اليوم تحت عنوان الحرية والديمقراطية والطائفية والدفاع عن كذا وكذا هي مجموعة من الاكاذيب وان الهدف هو تدمير دول وجيوش ومجتمعات وشعوب وحركات المقاومة والمنطقة وتمزيقها وتفتيتها من اجل حماية اسرائيل وبقائها في المنطقة، عام 2011 كانت اسرائيل تتحدث امام الانتفاضات الشعبية في المنطقة عن خطر وجود جديد، عادت وارادت ان تشكل فرقا جديدة على كل الحدود مع مصر ومع الاردن، الرعب الذي اجتاح اسرائيل بسبب المظاهرات التي اجتاحت العديد في العواصم العربية جعلها تقف من جديد امام خطر وجودي، لكن من الذي حوّل هذا التهديد الى فرصة لاسرائيل عبرت عنه في مؤتمر هردزيليا ساتحدث عنه في النقطة الثانية؟

ثالثا، ان طريق المقاومة موصل للانجاز وللنصر وللتحرير وهو ليس طريقا صعباً انما يحتاج الى ارداة وتصميم.

لو انفق وبذل من جهد بشري ومادي فقط في سوريا واليمن من جهود بشرية ومن تضحيات ومن انفاق مالي ولوجستي، لكان الامر كفيلاً لتحريري فلسطين عشر مرات،

ليس هناك ضعف وليس هناك عجز وليس هناك فقر، في هذه الامة وفي شعوب هذه الامة يوجد جيوش وامكانات واموال وعقول وجنرالات وارادات ولكن هناك مجموعة من خدم اميركا واسرائيل ما زالوا يتسلطون على رقاب هذه الامة وشعوبها ويمنعونها من قتال اسرائيل وكلما استيقظت ووعت على خياراتها ومشت طريقها وضعوا في طريقها السدود وفرضوا عليها الحروب لتتجه وتحارب في اي ساحة المهم ان لا تقاتلوا في ساحة فلسطين، ممنوع عليكم ان تقاتلوا في ساحة فلسطين، طريق المقاومة ممكن وموصل ويجب  على كل شعوب عالمنا العربي والاسلامي ان تضرب على يد هؤلاء الذين يصنعون الحروب ويفرضون الحروب ويصرون على مواصلتها ويعطلون اي شكل من اشكال الحل السياسي في سوريا واليمن او البحرين او ليبيا او اي بلد ويدعمون الحركات التكفيرية والارهابية التي نشأت اساساً في فكرهم واحضانهم وبيوتهم، عندما تأخذ الامة هذا الموقف نعم ممكن ان تقف هذه الحروب وهذه الفتة وممكن ان نعود جميعاً الى الطريق الصحيح والصواب والمعركة الحقيقية التي نستطيع ان ننتصر فيها جميعاً.

العنوان الثاني هو مؤتمر هرتسيليا، وللأسف انه كان فيه مشاركة عربية وهو على علاقة بالامن القومي الاسرائيلي وبيئتها الاستراتيجية، الذل والهوان العربي وصول الى حد المشاركة في هذا المؤتمر، الله جابركن يعني؟ وكان زينته ممثل المعارضة السورية التي شاركت في المؤتمر، الذي يبشر ان سوريا التي تريدها المعارضة هي على شاكلة هذا المؤتمر، بهذا المؤتمر سمعنا الكثير من الكلام، رأينا الاسرائيلي خلافاً للعام 2011، حين كان ان اسرائيل تعيش في بيئة استراتيجية خطيرة جداً وتعيش في وضع خطير جداً، وتكلم عن فرص جديدة وخصوصًا مع سوريا، وتكلم عن تدمير جيوش عربية كما حصل في سوريا والعراق واستنزاف جيوش عربية كما في مصر، سعيد هو وهذا وضع الجيوش العربي ووضع المجتمعات العربية ثم بدأ يريد ان يكون شريكاً في مكافحة الارهاب في حين انه على الحدود مع الجولان يدعم النصرة بالسلاح والتموين والتغذية والمال والمعلومات، وبهذا المؤتمر اتمنى الوقوف عند هذه النقطة، اكثر من احد تكلم بها، تحدثوا بقلق شديد من هزيمة داعش في سوريا، لماذا الخوف من انتصار محور المقاومة في سوريا وهزيمة داعش؟ اتمنى من له شكوك او عدم وضوح ان يعذب نفسه قليلاً ليكون له قراءة صحيحة وقرار صحيح ومن يحب نحن نرسل له، المجموعات الكاملة لمؤتمر هرتسيليا، التقدير الاسرائيلي انه اذا حصل انتصار لمحور المقاومة في سوريا ولحقت الهزيمة بداعش وبالجماعات المسلحة، ما الاثار الاستراتيجية لهذا الامر ومخاطره على اسرائيل؟ لتعرفوا في اي صف يجب ان تكونوا وفي اي جبهة تقفون.

على كل حال حكوا عن ايران وكان لها حظ وافر. ما قلته منذ ايام ليس جديدا، اعتبره البعض انه اعتراف، لا هو ليس اعتراف بل كلام قديم، سماحة القائد ومن المسؤولين في الجمهورية هم يقولون علنا نحن ندعم بالمال والسلاح كل حركات المقاومة ونفتخر بذلك. وبالمناسبة، ليس صحيحا انه اذا قال احد ان هناك حركات او منظمات فلسطينية توقف عنها الدعم بسبب الخلاف او الموقف في سوريا. ابدا هذا غير صحيح، وموقف الجمهورية الاسلامية وكل محور المقاومة وحزب الله اننا صحيح اختلفنا بالرأي في موضوع سوريا مع بعض الفصائل الفلسطينية لكن لم نطلب منه ولم نضغط عليهم ولم نتشاجر معهم حول هذا الموضوع وكنا نقول لكم انتم أحرار تأخذون الموقف الذي تريدون ونتمنى ان تتفهموا موقفنا، لكن في موضوع فلسطين لا يوجد خلاف، في المعركة مع الاسرائيلي لا خلاف.

كان هناك تركيز ملفت على لبنان، وبالتحديد على حزب الله في لبنان، واعتقد ان اغلب الكلمات تحدثت عن لبنان وحزب الله وتحدثت عن طبيعة التهديد الذي يمثله، واطلقت جمل من التهديدات والتهويلات التي اعقّب عليها بكلمتين. في كل ما سمعناه من تهديدات وتهويلات، اقول للاسرائيليين انه يا اسرائيليين لا شيء جديد في ما قلتم وفي ما انتم عليه. هناك امر واحد جديد انكم صرتم تكثرون الكلام، قبل عقود ما كنتم كذلك، الان بتّم تتكلمون كثيراً وهذا جديد عند الاسرائيلي. غير ذلك، ما الجديد؟ انكم ستدمرون، انتم منذ ما قبل ال 48 تدمرون، دمرتم في فلسطين ولبنان وسينا والجولان، وعن قريب من 1989 والحروب على لبنان وصول الى 93 و96 الى 2006 الى قطاع غزة، الحرب الاولى والثانية والثالثة وصولا الى حرب رمضان قبل مدة، لا شيء جديد. معروف انك تدمر، هل لديك شيء غير ان تدمر؟ هذا ليس جديداً، سنقتل، انت اصلا كيان قائم على القتل، تهددنا انك ستقلتلنا وتذبحنا وتشرد نسائنا، انت فعلت ذلك خلال عقود من الزمن وما زلت تفعل ذلك، ومن الطبيعي والمتوفع من كيان مثلك ان يفعل ذلك.

قالوا يا حزب الله ويا فلان، خاطبوني أنا، لو ادركت ما نملك من معلومات عنكم وعن الحزب “مدري شو بتعمل”، من الطبيعي ان يكون عندكم معلومات كبير عنا، فأنتم لديكم اجهزة امنية قوية جدا، وطائرات الاستطلاع في لبنان شغّالة ليل نهار، والاجهزة الامنية الاجنبية كلها بخدمتكم، وال CIA في لبنان يجنّد لخدمتكم، وجزء من المخابرات العربية تعمل في خدمتكم، ويمكن ان يكون لديكم حجم معلومات كبير، لم لا؟ لكن هذا ماذا يقدّم وماذا يؤخر؟ في ال2006 الم يكن لديكم حجم معلومات كبير عنا؟ من قام بمفاجآت في حرب 2006؟ انتم ام نحن؟ كانت حربكم الطبيعية قصف وتدمير وتهجير وهجوم على قرى وضرب جسور وبنى تحتية، هذا ما تقومون به عادة، لكن هذه المقاومة هي التي صنعت المفاجآت في 2006 ، المهم الجديد، حجم المعلومات التي عندنا عن اسرائيل عن جيشها وعن قدراتها وعن محطات الكهرباء فيها ومحطات البتروكيميائيات فيها ومططات ومصانع النووي فيها واماكن التاثير الاقتصادي فيها والتركيبة النفسية والمزاج والمناخ والجبهة الداخلية. ليس المهم ما تعرفونه عنا، المهم نحن كحركة مقاومة ماذا نعرف عنكم. وربما كأول جهة عربية تقاتل اسرائيل يتوفر لديها هذا الحجم الهائل من المعلومات عن هذا العدو وعن نقاط قوته ونقاط ضعفه وعن امكاناته وعن مقدراته وعن كيفية الحاق الهزيمة به. او انتم تملكون معلومات عنا، ما هذا الجديد؟ او مثلا انه يا فلان، يعني خطاب لي لاخاف، انه في الحرب القادمة سنقتلك، على اساس انكم لم تكونوا تريدون قتلي في الحرب الماضية، يعني هذا جديد؟ الم تقوموا بمجازر لتقتلوا فلان وفلان في الحرب الماضية؟ ولا تعملوا في الليل والنهار لتقتلوا فلان؟ هذه حرب مفتوحة بيننا.

اعتقد ان في هذا المؤتمر العظيم الذي باركه العرب وحضره، في ما يعنينا ليس هناك ما يقدم او يؤخر عند الاسرائيلي. الجديد عندنا ونحن الجديد اليوم وفي هذه المرحلة، نحن الجديد في العالم العربي، الجديد هذا خطاب للعدو الاسرائيلي وللصديق حتى ياخذ علما، اليوم هناك مقاومة في مواجهة اسرائيل تملك ارادة وعقيدة القتال، في وجهكم اليوم من لا يقرّ لكم اقرار العبيد ولا يفرّ امامكم فرار العبيد والاذلاء، من لا يعترف بكم من قاتلكم وهزمكم، من يعد العدة ليل نهار للقاءكم، من لا يخشاكم ولا يخشى اسيادكم ولا يهابكم ولا يخافكم، من يمتلك قدرة بشرية وعسكرية حقيقية فرضت نفسها عليكم وعلى خططكم وتدريباتكم ومناوراتكم وجبهتكم الداخلية وتجهيزاتكم وتسليحاتكم، نعم هذا هو الجديد، الجديد ان اسرائيل تقف كلها في هرديزيليا وتعترف ان هناك قوة حقيقية موجودة اليوم بالرغم من كل هذا الدمار الذي ينتشر في المنطقة، وان هذه القوة اسمها “حزب الله” وتملك ارادة وايمان وعقيدة وقدرة ان تقف وان تصمد وان تقاتل وان التهديد بالتهديد وان تقابل الردع بالردع والصاع بالصاع، وتملك من الحزم والعزم والثقة والايمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى ما يمكنها من ذلك.

وكل هذا الكلام الفاضي الذي تقولنه في هردزيليا لن يقدم ولن يؤخر شيئا، نحن نعرف شعبكم وتعرفون شعبنا، نعرف ناسكم وتعرفون ناسنا، نعرف جنودكم وتعرفون مجاهدينا، ونعرف امكاناتكم الضخمة وتعرفون امكاناتنا التي ما اذا اضيفت الى مجاهدينا وشعبنا وايماننا وتوكلنا على الله سبحانه وتعالى لا نتوقع من خلال هذا المسار سوى مزيد من الهزائم لكم والانتصار لنا.

نكتفي بهذا القدر من هرتسيليا لابقي القليل من الوقت، الوضع الامني في لبنان بحث مهم وشاغل اللبنانيين واصدقائنا في المنطقة مهتمون بما يحصل. ابدأ بالهجمات الارهابية في القاع التي شكلت تطور خطيراً في الآونة الاخيرة وعلى كل صعيد، ونحن أدنا هذه الاعتداءات وتضامنا مع اهل القاع واهل المنطقة كلها ووقفنا الى جانبهم وهذا ادنى الواجب الاخلاقي والوطني والديني والله تلطف بالجميع، اصبح واضح عند الجميع ان الاستهداف للقاع البلدة البقاعية المسيحية، وهناك استهداف لها ولأهلها، لماذا استهدافها؟ من خلال التحقيقات الامنية الجارية اعتقد خلال فترة وجيزة سيكتشف البعض من هو المدير والمشغل لهؤلاء الانتحاريين الذي ارسلهم الى القاع عن سابق اصرار وتصميم، وهذا يحكى عنه في وقته، وبالتفصيل المفيد كل المعطيات والمعلومات تؤكد انهم لم يأتوا من مخيمات النازحين، انما جاؤوا من جرود عرسال، يمكن القول انهم جاؤوا من داخل سوريا ولكن الىاين؟ من داخل سوريا وقفزوا الى القاع؟ او ربما باتوا في جرود عرسال لدى داعش، التي تحظى بالتموين اللازم ومحمية وهناك  قوى السياسية في لبنان تقوم بغطاء سياسي لهذا المسلح الارهابي في جرود عرسال، وبقوا مدة جيدة في عرسال باتوا في الجرود وتم تحضيرهم للعمليات وكان مفترض ان يجب ان يجري هذا الشيء في شهر رمضان شهر الرحمة، هو شهر القتل عندهم لذلك كانوا على عجلة قبل العيد ليقوموا بطقوسهم الدينية، اذا اننا امام دين القتل للقتل.

امام هذا الوضع الامني والنقاشات في البلد، سأذكر 3 نقاط، باختصار شديد، اولا البعض استغرب استهداف القاع واهلها، على قاعدة ان الجماعات المسلحة عندما تعتدي في لبنان، لديها تبريرات ان بالهرمل والنبي عثمان وبرج البراجنة مفهوم ان حزب الله ذهب الى سوريا وقاتل، وهؤلاء مساكين ومظلومين، رد فعل، وبالتالي بيستاهلوا اهل الهرمل واهل النبي عثمان اهل الضاحية لأنهم بيئة حاضنة لحزب الله الذي ذهب ليقاتل في سوريا، ليقاتل الثوار. لماذا جاء الثوار وفاجأوكم حين اعتدوا على القاع واهل القاع؟ بالشفاف المشبرح اهل القاع ليسوا شيعة، القاع بلدة مسيحية، واهل القاع ليسوا بيئة حاضنة لحزب الله الذي يقاتل الثوار في سوريا، واهل القاع لم يرسلوا مقاتلين الى سوريا، وبلدية القاع تنتمي سياسياً الى خط سياسي خصم او مخالف ويؤيد الثوار في سوريا، لماذا اتوا الى القاع؟ البعض يقول ان هذا من اجل ان يضغط المسيحيون على حزب الله لينسحب من سوريا. لنستفد من حادث حصل قبل ايام، التفجير الانتحاري الثلاثي في مطار اتاتورك في اسطنبول، بهدوء هناك 3 انتحاريين من داعش، رئيس الحكومة التركية قال من داعش وحددوا جنسياتهم وشخصياتهم، هاجموا مطار اتاتورك في اسنطبول، اسنطبول مدينة مهمة وعظيمة، مدينة سياحية وعاصمة اقتصادية لتركيا. في الوقت الذي الحكومة في تركيا “قاتلة حالها” مع الاسرائيلي ومع الروسي وتعتذر من بوتين وتتنازل في موضوع غزة لأن لديها وضع اقتصادي ويحتاج سياحة. اتى داعش وضربه في المطار. نحن نعرف ما الذي يعنيه ضرب مطار اسنطبول بالنسبة لتركيا واسطنبول اقتصادياً وسياحيا الخ.

انا احب ان أسأل الفريق اللبناني الاخر، جاوبوني، اتركوا القاع جانبا؟ لماذا داعش ضربت مطار اسطنبول؟ انا اقول لكم ما الجواب مع العلم ان تركيا لم تهجم على المعارضة وعلى الثوار ولا حاربتهم ولا ارسلت مقاتلين لتقاتلهم ولا فتحت معهم معركة لا في القصير ولا في القلمون ولا في الزبداني ولا في الشام ولا في حمص ولا في حلب، بل تتبناهم سياسيا وتحارب النظام في سوريا وتعاديه وتفتح حدودها لالاف المقاتلين الذين اتوا من العالم، والسلاح والذخيرة والمال الخليجي كله يدخل من تركيا، والمستشفيات واللاجئين ونفط داعش تشتريه تركيا وتسهّل بيعه، كل ما يمكن ان تفعله تركيا لداعش قامت به، وهذه ليست اول عملية لداعش في تركيا، فقبلها حصل عملية في انقرة في اسنطبول وفي بعض البلدات الحدودية والحكومة التركية رسمياً قالت ان من قام بهذه العمليات داعش وكان هناك افراد اتراك من داعش شاركوا في تنفيذ بعض هذه العمليات، لماذا؟ في السياسة لا يجب ان يعملوا عمليات بالعقل بالمنطق، اترك لي الدين والاخلاق جانبا، بالعقل وبالمنطق توجد دولة تقف معك وتقاتل معك وتفتح لك الحدود وتقدم لك تسهيلات مالية، وتفعل لك ما تريده، لماذا تفجر نفسك فيها؟ المشكلة في عقيدة داعش وهي طبعا عقيدة النصرة وهي عقيدة تنظيم القاعدة وهي نفس عقيدة التكفيريين، انظروا الى الاعلام السعودي الذي يضج الان لانه يوجد شقيقان، هم يقولوا عنهما داعشيان، ما يعني داعشيان؟ يعني ان داعش اتت ونظمتهم؟ هم يحملون نفس الفكر، الفكر الوهابي، نفس العقيدة الوهابية الذين يكفّرون كائنا من كان وكيفما كان ولأبسط الاسباب ويفتون بقتله، اما بوجوب قتله او بجواز قتله وتكسب اجرا عندما تقتله ولو كان اباك و امك، هذه العقيدة تدفع بشقيقين سعوديين الى قتل اباه وامه، هذا هو القرءان؟ هذا هو شهر رمضان؟ وياتي ليقتل اخيه الصغير، وهو لا يزال مخطرا في المستشفى، ويفران. هل داعش دفعهما لذلك؟ ام الثقافة التي يتربى عليها اجيال في المملكة العربية السعودية والتي اتت بها داعش الى العراق وسوريا وتدرّس الان في المناطق التي هي تحت سيطرة القاعدة وجبهة النصرة وداعش؟ واخذتوها الى افغانستان وباكستان وتاخذونها الى بعض المناطق في العالم اليوم.

القتل في اسطنبول لأن في عقيدة داعش، رجب طيب اردوغان كافر حتى لو “عمل حالو خليفة عثماني”، حزب العدالة والتنمية كافر حتى لو قال انا حزب اسلامي، الحكومة التركية والجيش التركي كفار والشعب التركي كافر لأنه يشارك في الانتخابات. عند داعش من يشارك في الانتخابات كافر ويجوز قتله، الشهر شهر رمضان وهؤلاء يريدونا الذهاب الى الجنة، هذه ثقافتهم.

اتى اليّ الشباب بتفاصيل، الان في الكويت والسعودية، هذا يريد قتل ابيه، هذا يتصل بالامن تعالوا وخذوني قبل ان اقتل ابي وامي، هذا قتل اخيه، هذا نتيجة هذه الثقافة.

اعطيكم مثلا لتعرفوا من هم الكفار عند الوهابية، احد كبار مفتي الوهابية، لا اريد الدخول بالاسماء كي لا يقول لنا احد اننا نقوم بمشكلة، من قال بدوران الارض حول الشمس كافر، الى هنا بسيطة، انا اقول بدوران الارض حول الشمس، هكذا علمونا في المدارس، هكذا ثابت علميا، وهكذا يقول علماء الفلك والفيزياء، هكذا هي البشرية اليوم واجماعها ان الارض تدور حول الشمس، النظام الموجود في الارض كله والاتصالات والفضائيات كله مبني على هذا، الى هنا انا اقبل، مفتي وعالم شيخهم لكبير والاعظم يقول انه كافر حسناً كفرتم الجميع يعني اذا مسلم ويقول محمد رسول الله ويصوم ويصلي ويزكي ويدفع زكاة ويقاتل في سبيل الله وطلع علمياً ان الارض تدور حول الشمس كافر؟ يستتاب او يقتل، هذه تتمة الفتوى وتدرس لدى علماء الوهابية ومفتيهم في السعودية، هذا مفتي رسمي، طيب عندما تثقفون الناس هكذا وتأتون بفتاوى اقتل ابوك وامك اذا كانوا كذا، واسهل شيء بدينكم وثقافتنكم ان يكون الناس مشركين وكفار ومحاربين وتقتلوهم وتذبحوهم.

الخطر ايها الشعب اللبناني بكل طوائفه وبكل سياسييه، وقبل ان نحلل لماذا ارسل داعش بـ8 انتحاريين الى بلدة واحدة، ماذا كانوا يريدون ان يفعلوا باهل القاع لو لم يدفع الله وهؤلاء الشباب وقفوا وواجهوا بفضل وعي اهل البلدة، ماذا كانوا سيفعلون الانتحاريين؟ هذا اذا لم يكن هناك غيرهم، لكن لم يصلوا او يتراجعوا لان هناك بعض المعطيات بهذا السياق، الامر على علاقة بهذه الثقافة والعقل والفهم، هؤلاء قوم ثقافتهم قتل ودينهم قتل، اين يقول النبي يقول جئناكم وبالذبح؟ هذا نبي الرحمة؟ الله يقول وما ارسلناك الا رحمة للعالمين، النبي الذي قاتلته قريش وقاتلت اصحابه ووسمية وعمار وعذبوهم وشردوهم ونكدوا عيشتهم عندما فتح مكة لم ينتقم من احد، ولم يثأر من احد وقال اذهبوا فانتم الطلقاء، بالسياسة يمكن التحليل بأي طريقة وخذوا راحتك.

النقطة الثانية في هذا السياق، تفيد ان البعض قال اننا ذهبنا وقمنا بحرب استباقية في سوريا بالزبداني والقلمون والسلسلة الشرقية ودمشق وقلتم هذه حرب استباقية، حسناً اتوا الينا، اذاً حربكم فاشلة، مغالطو وتبسيط وجهل، الفارق انه لولا هذه الحرب الاستباقية يعني لو هم ما زالوا ممددين في جرود عرسال وحدودنا كلها وما زالت القصير والقلمون وبعدها الزبداني يأتي كل يوم 8 انتحاريين يأتون الى بلدات لبنانية في البقاع والشمال ومختلف انحاء لبنان، وبدل السيارة المفخخة كان سيكون هناك عشرات السيارات في المدن والقرى اللبنانية، هذا اليس فارق ونتيجة؟ انظروا ماذا يحدث في المنطقة من حولنا، لان هؤلاء فلتانين والدافع عندهم ولديهم عدد كبير من الانتحاريين وفلوس من الخليج وسيارات مفخخة ولديهم الدافع الايماني، لا نبسط ونغالط الناس، لولا جهد الجيش والاجهزة الامنية ولولا الحرب الاستباقية المقاومة والجيش اللبناني كان لبنان في اسوء حال مع جيران وحوش من هذا النوع، الذي يقتل ابوه وامه واخيه وعمه وخاله، بهذه الثقافة الذي يقتل 48 ويجرح المئات في اسطنبول التي تساعده وتدعمه وفاتحة له الحدود لا يوجد شيء يرده عن لبنان، الحرب الاستباقية والجهد الموجود في السلسلة الشرقية والحدود مع سوريا من قبل الجيش والمقاومة والجهد اللبناني الداخلي هي التي منعت وتمنع ان تجري حوادث خطرة بكثافة.

النقطة الثالثة، نعم ممكن ان يجري خرق ويدخل احد، اريد ان اقول ايها اللبنانيون لا تدعوا احد يخيفكم بأن الوضع الامني في لبنان خطيرو سينهار وكارثة، لا غير صحيح، الوضع الامني في داخل لبنان افضل من اكثر دول العالم الثالث في الحد الادنى، رغم كل ما يجري في المنطقة بفضل جهد الجيش اللبناني والاجهزة الامنية كافة، الان القوى السياسية الناس تتعاون، نحن نحاول ان نبذل الجهد بإمكانات المتاحة، نساعد، هذا كله يتم العمل عليه، ونفس ان الاجهزة الامنية كل مدة تكتشف خلية 8 هنا ومجموعة هناك وحزام ناسف هنا، هذا دليل ان الامن ممسوك، هانك سيطرة امنية في البلد، الامن ممسوك في لبنان ولا شيء يدعو الى الهلع او الخوف مما يمكن ان يحصل بالسياحة والزراعة والاقتصاد والسفر والذهاب والاياب. هذا يجب ان يزيد الثقة، انا ادعو اللبنانيين وادعو كل شعوب المنطقة ان يثقوا بالامن اللبناني وان يثقوا بقدرة الاجهزة الامنية اللبنانية والجيش اللبناني والشعب اللبناني الذي يساعد على الامن والاستقرار وعلى كشف هذه المجموعات والخلايا والشبكات، واذا اخذنا الامور بالنسبية لا تقاس بكثير من دول العالم اليوم. اذا حصل خرق في القاع، فهذا طبيعي، هذه تركيا دولة كبيرة ومهمة وجيش واجهزة امنية وعضو في الناتو “ولحّق” على تفجيرات في تركيا، وتدعم المعارضة في سوريا. هذه فرنسا وبلجيكا واميركا وروسيا، دول عظمى وكبرى لديها عشرات الاجهزة الامنية في العالم، يبقى لديها امكانية ان يتسلل احد.

حتى في موضوع القاع، لو استُكملت الحرب الاستباقية لما حصل موضوع القاع حتى، انتم ترون الجو في البلد وكيف تدار المسائل وكيف تُقاس وكيف تُقرأ، لو استُكملت العملية العسكرية في هذه الجرود ووصلنا الى الحدود وجلس الجيش اللبناني على الحدود واهل القرى مستيقظون، كان يمكن ان لا يحصل ما حصل في القاع. اضافةً الى اليقظة الموجودة في الداخل اللبناني، انا ادعو الى الثقة بالقدرة اللبنانية على ضبط الامن والسيطرة والإمساك بالامن، لا داعي لا للهلع ولا للخوف. قد يقول احد لماذا لغيتم ليلة القدر من مجمع سيد الشهداء، هل هذا يعني ان الوضع خطير جدا؟ لا، هناك فرق، نحن لغينا ليلة القدر من مجمع سيد الشهداء، لكننا احيينا ليلة القدر في مئات المساجد المملوئة بالناس وتم تأمين حماية لها. اذا الوضع منهار نلغي ليلة القدر في كل المساجد، وحتى في موضوع مجمع سيد الشهداء، قد يكون بحد ذاته هدفاً، وهناك تجمع كبير، والاجراءات الامنية التي سنقوم بها ستشكل عبئاً كبيراً على سكان المنطقة، الجراءات ستكون فوق العادة. حتى اليوم موضوع يوم القدس كان يمكننا ان نقوم بإجراءات امنية ونحمي مجمع سيد الشهداء والمراسم، لكن هذا سيشكل عبئاً كبيرا على سكان المنطقة وعلينا وعلى الناس ولا يمكننا ان نحيي المناسبة بطريقة ثانية دون ان نكشف ان نعرّض هؤلاء الناس في هذا المكان الذي قد يكون هدفاً، هم لديهم اهداف محددة يريدون الوصول لها وضربها. العاقل يقول ان لا مشكلة في ذلك، نعطّل ونؤجّل لا مشكلة في ذلك، لكن هذا ليس مؤشرا الى ان الوضع الامني في لبنان منهار.

انا اقول من موقع المسؤولية ان الوضع ممسوك وتحت السيطرة والامور تُتابع بشكل حثيث في الليل وفي النهار وبالجدية المطلوبة، نعم مطلوب كما تحدثنا قبل سنوات عندما قيل انت ورّطونا واتيتم تطالبوننا باستراتيجية، نعم نحن بحاجة الى استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب. لنخرج من هذه الزواريب “وكل واحد لاطي للتاني” معك حق وليس معك حق، يا اخي الان هناك قرى وناس مهددين، سواء معك حق او معي حق، هذا له علاقة بالاسباب، بالنتائج لبنان بحاجة الى استراتيجية وطنية رسمية لمكافحة الارهاب. وعندها نقارب كل المسائل من هذه الزاوية، ويحضر البعد الانساني والاخلاقي والوطني والقانوني في موضوع النازحين والمخميات والجرود والحدود. في كل الاحوال اريد ان اختم هذا المقطع بأن أتوجه الى اهلنا في البقاع الشمالي وخصوصا الى اله القاع الذين واجهوا هذه المحنة خلال الايام القليلة الماضية. احب ان اقول لهم انه بالنسبة لحزب الله ويمكنني ان اضيف حركة امل وكل اهل المنطقة في البقاع لأقول لكم القاه بالنسبة لنا مثل الهرمل، راس بعلبك مثل بعلبك، لا يؤخذ الموضوع فقط طائفي ومذهبي، والفاكهة مثل النبي عثمان، وعرسال مثل اللبوة، وكل اهلنا في البقاع هم اهلنا وناسنا ومسؤولية الدولة ومسؤوليتنا ايضا، الناس يتحملون مسؤولية انفسهم عندما يتخلى الاخرين عن مسؤوليتهم، نحن اهل وجيران وحالة واحدة ومصيرنا واحد

لن نسمح بان يتعرض احد لكم بسوء، لن نسمح بان تحصل اي عملية تهجير في هذه المنطقة تحت اي عنوان وتحت اي ذريعة وتحت اي سبب على الاطلاق. الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية هم المسؤولين بشكل اساسي، لكننا كلنا معهم وخلفهم، يريدوننا امامهم نحن امامهم، ولكن برموش عيوننا، كما كان يقول السيد عباس، سنحمي كل المنطقة وكل اهل المنطقة بلدة بلدة وبيت بيت وحي حي في هذه المنطقة.

هذا الامر بالنسبة الينا هو التزامنا الوطني والانساني والاخلاقي والديني، هذا خطنا، هذه امانة امامنا العظيم والكبير سماحة الامام السيد موسى الصدر اعاده الله واخوانه واعزائه بخير. لذلك الناس في المنطقة هناك يجب ان يكونوا مطمئنين، ما حصل مؤلم ولكن لا يجوز ان يدفع احد الى الخوف ولا الى القلق ولا الى الهجرة ولا الى اعادة النظر بوجوده في المنطقة، المطلوب ان نبقى ونثبت ونصمد وان نتعاون، ونحن قادرون بكل بساطة ان نلحق الهزيمة بهؤلاء الارهابيين، وحتى الان كل معاركنا معهم الحقت بهم الهزائم وابعدتهم، ونحن قادورن على ذلك، لكن المهم التضامن والتعاون والوحدة الوطنية وكذلك ان يكون هناك دولة تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى، لكن ان تحملت الدولة المسؤولية فنحن الى جانبها ومعها وورائها وما تريدوه نحن جاهزون، لكن مثل العادة تماما نحن لا ناخذ كثيرا بالانتقادات والشعارات، عندما يكون الموضوع موضوع دم وحياة الناس وبقائهم منع تهجيرهم نحن جاهزون لان نتحمل مسؤولية بدون اي تردد او اي تصنيف او اي تمييز.

في نهاية المطاف، نحن نأمل ان شاء الله في يوم القدس العالمي بالصبر والثبات والصمود والتضحيات على مستوى كل المنطقة ان تلحق الهزيمة بهذه الموجة التكفيرية الارهابية ويستعيد محور المقاومة عافيته لتعود اسرائيل لتنقاش في مؤتمر هردزيليا الجديد في اي عام مقبل خطر الوجود الذي يحيط بها لانها وجود غير طبيعي، لانها جرثومة فساد، لانها غدة سرطانية، لانها باطل محض لا مستقبل له في هذه المنطقة.

هذا وعد الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

السابق
حزب الله إلى جرد القاع.. ونصرالله: «رجالي بتصرّفكم»
التالي
كمال ريشا لـ«جنوبية»: تواصل مع الشرق مستمر.. وعمر قصقص يؤكد «تلقيت عروضاً إذاعية»