لمصلحة من تهديد الاماكن السياحية في لبنان؟

يعيش لبنان بعد هجوم القاع الانتحاري الانغماسي وسط هيستيريا معلومات وشائعات عن دخول البلد مرحلة أمنية خطيرة، مع كثير من الكلام حول استهداف مناطق هنا وهناك خارج بيئة حزب الله كما كان يحدث سابقا. فما صحّة هذ المعلومات؟ وهل سيكون هناك سيناريو أمني ما بعد القاع ما يستدعي الخوف والذعر؟

بعد تفجيرات القاع الإرهابية غرقت البلاد بسيل من معلومات غير مؤكدة عن استهدافات إرهابية محددة الأهداف في مناطق مختلفة من شمال لبنان إلى جنوبه، ما فرض جوّاً من التوتر والقلق الشديد في صفوف المواطنين، سيما مع ضخّ جملة تسجيلات صوتية ورسائل نصية تروّج لانفجارات انتحارية وشيكة تطاول أماكن عامة ومتاجر وأنحاء حساسة من العاصمة وبعض المدن ومرافق سياحية أساسية، الأمر الذي نفته الأجهزة الأمنية وأكدت العمل على ملاحقة مفتعليه.

اقرأ أيضاً: السلاح الحلال.. والسلاح الحرام: بين القاع وطرابلس!

لكن هذا الكم من الاشاعات لا يلغي حساسية الوضع في لبنان والخطر الأمني المحدق بدليل الخلايا الارهابية التي يتم اكتشافها وتوقيفها من قبل مخابرات الجيش التي نجحت اليوم كما أعلنت “باحباط عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم داعش الإرهابي قد خطط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، حيث تم توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطط، وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمال ارهابية ضد الجيش في أوقات سابقة، لا يزال التحقيق مستمرا باشراف القضاء المختص”. وغيرها من الخلايا التي تم اكنشافها في أوقات مسبقة واعترافت للموقوفين.

تفجيرات القاع

في هذا السياق، حذّر مرجع أمني بارز لـ “جنوبية” من الأوضاع الأمنية في لبنان قائلا “المطلوب من المواطنين أخذ الحيطة والحذر وعدم التنقل في حال عدم الضروة”. كما دعا المرجع “لتجنب اماكن المكتظة والسهر سيما مع اقتراب الاعياد إذ تكون عادة التجمعات هدفا للارهابيين”. مشيرا أن “المطلوب ليس إثارة حالة من الذعر، فالوضع غير آمن تماما ولكنه ليست حالة طوارئ”. لافتا إلى “دور الأجهزة الأمنية باكتشاف الخلايا الارهابية واحباط أهدافهم، لكن هذا لا ينفي ضرورة الحذر”.

وهذا ما يتقاطع مع تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس عن أنه ثمة عشرة أهداف محتملة استناداً الى التحقيقات، لكن “المولات” والشواطئ اللبنانية ليست منها شدد على ان القوى الامنية تنفذ كل الاحتياطات. مشيرا إلى تنوع الأهداف التي لم تعد مركزة على بيئة “حزب الله ” بل تركز على الاجانب ولذا فان الاماكن السياحية هي من الأماكن التي يستهدفها الارهابيون في شكل أساسي.

وبالاستناد الى كلام المشنوق نسأل لماذا يريد داعش استهداف لبنان سياحيا وترك حاضنة حزب الله بعيدا عن الاستهداف؟

اقرأ أيضاً: العمليات الإرهابية في القاع: هل هي داعشية أم مخابراتية؟

مراقبون يشككون بهذا المنطق، ويسألون بدورهم لماذا لم يتبنَّ تنظيم داعش الارهابي عمليات تفجير بلدة القاع المسيحية حتى الآن؟!

السابق
حزب الله: الغاء الاحتفال الجماهيري لمناسبة يوم القدس العالمي وكلمة السيد باقية
التالي
بالصوت.. عقصة للـ«mtv»: قناة الموضوعية نسيت تفجيري التقوى والسلام!