نصرالله يمهّد لمعركة حلب ويقلل من أهمية الدور الروسي

كتب سامي كليب في “السفير”: نصرالله يمهّد لمعركة حلب ويقلل من أهمية الدور الروسي

اذا اختصرنا خطاب السيد نصرالله الاخير ، يمكن القول اذاً من خلال بعض أفعال خطابه، ان السيد يمهد فعلياً لمعركة حلب، ويحذر القطاع المصرفي في لبنان، ويحمّل السعودية مسؤولية ما يجري في البحرين، رافعاً مستوى المواجهة معها. هو في هذا الخطاب لم يتحدث كقائد للمقاومة ولكن كجزء من منظومة إقليمية تعتبر أن معركتها تمتد من لبنان الى حلب وسوريا الى اليمن فالخليج. هذه المنظومة ترفع شعار المقاومة المغري للرأي العام العربي (ولو أقل بكثير من السابق)، لكنها تقدم الإسلام على العروبة وتجعل ايران في الصدارة، كما أنها تضع بعض دول الخليج (وبعدهم تركيا لاعتبارات العلاقة الايرانية معها حتماً) في مقدمة من تنبغي محاربتهم. ماذا لو استمر الروس في معارضة معركة حلب؟هنا يتعمد نصرالله القول برسالة واضحة الاتجاهات الى موسكو والى من يريد أن يسمع «الحضور الروسي : يجب أن نُذكّر بأن السوريين وأصدقاءهم قاتلوا 4 سنوات… ولم يكن هناك أي أحد لا طيران روسي ولا قواعد عسكرية روسية ولا شيء من هذا القبيل». لعل هذا بالضبط ما يجعل بعض العروبيين في لبنان والخارج، ينتقدون في بعض الغرف المغلقة هذا «الانزياح» عن الالتزام الوحيد بخط المقاومة. هم يطالبون بعودة خطاب نصرالله الى موقعه الطبيعي فقط، أي مقاومة إسرائيل. والابتعاد (نصرالله شخصيا على الأقل)، عن الغرق في متاهات خطاب يغرق أكثر فأكثر في حروب إقليمية وربما يؤثر سلبيا على العمق العربي للمقاومة. وهنا يطرح السؤال: اذا تصالحت ايران والسعودية غدا، فماذا سيقول نصرالله؟ أما هو، فيبدو من خلال تبريرات خطاباته أنه صار يرى المعركة واحدة ضد السعودية وإسرائيل والإرهاب. وهذا يعني أن المعركة طويلة وشرسة.

السابق
الضاهر يدعو الحريري إلى الإستقالة
التالي
هل دفعت «القاع» ثمن تحالف عون – جعجع ؟