ثورة الدبلوماسيين الاميركيين ضد أوباما تبعث الامل في مستقبل المنطقة

أكثر من خمس سنوات على الحرب السورية التي أنتجت أبشع المجازر وأخطرها على الصعيد الانساني، وتراجع في الدور الاميركي في المنطقة بسبب السياسة التي انتهجها أوباما، فالتعويل على التدخل الاميركي لحسم المعركة لم ينجح، مما زاد الانتقاد للسياسة الاميركية داخليا وخارجيا، فهل الانتخابات الرئاسية سنتتج تغييراً في السياسة الخارجية وإعادة للدور الاميركي الفعال كالذي كان؟

شهد منتصف الشهر الحالي تطورا ملفتا في الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية، هذا التطور تجسد في المذكرة التي أرسلها 50 ديبلوماسيًا وخبير في وزارة الخارجية الأمريكية – ما زالوا يمارسون اعمالهم – شديدة اللهجة تنتقد سياسة أوباما تجاه سورية، وتدعو الرئيس لتنفيذ ضربات عسكرية مباشرة ضد نظام بشّار الأسد لاجباره على التفاوض للتوصل الى سلام.

اقرأ أيضاً: إيران تذكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن

هذه الدعوة اعتبرت انتقادا لنهج اوباما الحذر حيال الازمة السورية، وأظهرت التباين بين وزير الخارجية الأميركي الذي وصف الرسالة يوم الاثنين الماضي بأنها «جيدة جدا» وبين البيت الأبيض، ثم عادت الخارجية الأمريكية وأعلنت الجمعة 17 يونيو/حزيران، أن الولايات المتحدة لم تغير سياستها بشأن الأزمة السورية ولن تتخذ قرارا في المدى المنظور ببدء شن ضربات على القوات الموالية لدمشق.

صورة ارشيفية من قصف النظام بالكيماوي

لكن سؤالا يفرض نفسه، ففي خضم هذا التطور المفاجئ الذي يأتي قبل أشهر قليلة من رحيل أوباما، وفي ظلّ استمرار الحرب السورية وتمادي نظام الاسد في قتل وتهجير وتدمير سوريا وشعبها. هل سيكون رحيل أوباما مقدمةً لمرحلة جديدة حاسمة يكون عنوانها «تحقيق السلام في سوريا»؟

الكاتب السياسي مصطفى فحص رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «أوباما الذاهب قريبًا غير مستعد لأن يقوم بأي عمل يعيدمصطفى فحص الاستقرار إلى الشرق الأوسط، وهذه السياسية واضحة منذ اليوم الأول من ولايته الأولى وسيبقى حتّى آخر يوم من ولايته الثانية، وهذا يعود لتأثر أوباما ببعض المستشرقين المبنية مفاهيمهم على عداء المشرق العربي منذ آلاف السنين، وقد انكشف هذا العداء منذ بداية الثورة السورية». وأضاف فحص «يؤمن أوباما بأنّ سقوط الأسد هو إعادة للمنظومة التي أنتجتها سايكس بيكو وهي منظومة الموروث العثماني الذي سقطت في مصر بعد الانقلاب المشؤوم بقيادة جمال عبد الناصر، والذي انتج السلطة العسكرية العربية التي كرسّت سلطة الأقليات العسكرية، والعرقية والمذهبية في المنطقة. أمّا بالنسبة لأوباما فهو يرى أنّ سقوط الحكم الأقلوي سيؤدي حكمًا إلى حكم الأغلبية التي يعاديها ثقافيًا، ولأنّ أغلبية الشعب السوري هو من الطائفة السنية وهو العمق الحقيقي والوجداني للشعب الفلسطيني، فإنّ حكم الأغلبية في سوريا سيهدّد الأمن القومي الاسرائيلي،لذلك فان الحفاظ على النظام السوري يضمن ضعف وتشتت الساحة العربية وهو ما يخدم مصالح اميركا ومصالح اسرائيل»

أمّا بالنسبة لمذكرة دبلوماسيي الخارجية رأى فحص انه «على الصعيد الداخلي الاميركي توضع هذه الرسالة في مسار اطلق في واشنطن منذ بداية السنة الاخيرة في ولاية اوباما، وهي من اجل التحضير لاستعادة مؤسسات صنع القرار الاميركية لدورها، بعد ان صادرته ادارة البيت الابيض فهناك نظره في واشنطن ان المؤسسات الاميركية لم تسمح لاي رئيس مقبل ان يتصرف بنفس الطريقة التي تصرف بها اوباما وادارته، الذي قام مثلا بتعطّيل دور وزارة الخارجية ووزارة المخابرات والبنتاغون لصالح مجموعة من مستشارينه يتصرف اغلبهم بمنطق خاص متناقض مع نظام المصالح الأميركية في الشرق الاوسط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فاعضاء هذه الادارة حاولوا التخلي عن الثوابت التي حكمت المنطقة منذ اتفاق سايكس بيكو وفرض امر واقع على الاغلبية العربية و الاسلامية».

اقرأ أيضاً: «اللجوء السوري» من افرازات الحرب على الإرهاب

وختم فحص «فإنّ المؤشر الأهم في مذكرة ال 50 ديبلوماسي هو تأسيس لمرحلة جديدة تعيد الدولة العظمى الوحيدة في العالم الى مكانتها، وبأنّ الموقف من الشرق الأوسط عمومًا والأزمة السورية خصوصًا سيتغير، ليس بالضروري أنّ هذا التغير سيكون لصالح الثورة السورية 100% ولكن سيعيد التوازن للعلاقات الدولية ».

 

السابق
المركزي البريطاني: خطة طوارئ لمواجهة تداعيات الاستفتاء
التالي
الموافقة على تخلية سبيل بهيج ابو حمزة من دون كفالة مالية