اقتصاد حزب يختنق.. ومعه اقتصادنا!

هل اعتمد حزب الله مبدأ “عليّ وعلى أعدائي يا رب” فيما يعاني من انهيار اقتصاده؟ وهل بات يصنّف “بقية اللبنانيين” منافسين له فوق ساحة لبنانية لا يزال يعتبرها جمهورية إسلامية تحت حكم الفقيه؟ ربما ليس هذا ما يطفو على السطوح لكنه ما يعتمل سراً في الصدور، ولو استمر كذلك لانهار اقتصادنا بانهيار اقتصاد الحزب لأن هذا الأخير أضحى جزءاً لا يتجزأ من الإقتصاد اللبناني العام.

اقرأ أيضاً: كيف سيتصرف لبنان بعد رسالة تفجير «لبنان والمهجر»؟

فالأرقام والإحتسابات تشير إلى أن “ثروته” أو مجموع اقتصاده بالدولار الأمريكي يعادل 40% من كامل ثروتنا الوطنية. المشكلة التي وقع فيها الحزب وحاول أن يوقع معه جهازنا المصرفي الرائد في المنطقة أنه وضع هذا الجهاز في الخيار/المعضلة: إما أن يقف معه أو مع أمريكا، بل أبعد من ذلك أراده الوقوف معه ضد واشنطن ودول الخليج مجتمعين. وكان لا بد أن يخسر الرهان لسببين: طبيعة الثروة التي يجمعها بأساليب ومصادر غير سليمة تتنافى مع الهندسة المالية التي نشأ معها الإقتصاد اللبناني وتعهدها مصرفنا المركزي، ثم تناقضها مع معايير الإقتصاد العالمي التي لم يسبق أن شذ عنها نظامنا المالي. لقد تمادى الحزب بإنشائه مؤسساته السوسيو/إقتصادية الخاصة بمعزل عن النظام اللبناني العام مستخدما العديد من رجال الأعمال الشيعة الذين استفادوا من مظلته العسكرية ونفوذه الشعبي وأفادوا من النظام المصرفي الحر، ليطوروا هذه المؤسسات بين صحية وثقافية وإعلامية بأموال مشبوهة.

إقرأ ايضاً: تهديد ايراني لمصارف لبنان يستبق تفجير لبنان والمهجر

وسواء كان تفجير “بلوم بنك” الأخير من تنفيذه أو تنفيذ سواه، هذا التمادي سبق ودفع بأمين عام الأممية بان كيمون ليصرح: “سلاح حزب الله لا يحقق للبنان أية حماية، لكنه يؤثر سلباً على قدرات البلد التنفيذية. وجوده المسلح في لبنان يعرّض للخطر سلامته واستقراره”. والحقيقة أن هذا السلاح لم يعد يخيف الإسرائيليين بقدر ما يخيف الساسة اللبنانيين لدى التعامل مع أقرانهم داخل الحكومة الواحدة. أصحاب الكلام الهاديء والعصا الغليظة هؤلاء، الذين يتصدّون لانتخاب رئيس جمهورية ويوقفون أي قانون انتخاب لا يراعي مزاج الفقيه، ينكشفون اليوم مالياً في لبنان والعالم، والمأمول أن يرجعوا لرشدهم وألا يدفعوا باقتصادنا عمداً إلى التهلكة بوضع مصارفنا أمام الخيار الصعب: إما حرب مع الحزب أو مع واشنطن. لكن الأمل ضعيف، فمشيئة الحزب هي في أيدي الإيرانيين.

(مجلة الدبور)

السابق
نائبة بريطانية في حال حرجة بعد تعرضها لاطلاق نار
التالي
دكاكين طبية وفوضى صحيّة في صيدا..