أمين معلوف بين «الأخبار» و«السفير»!

أمين معلوف كاتب عالمي وأديب وأكاديمي فرنسي من أصل لبناني عاش معظم حياته في فرنسا وله مؤلفات عدة، وعلى أثر مقابلة تلفزيونية معه ضمن برنامج ثقافي على قناة إسرائيلية خاصة، تأجج جدل واسع بين اللبنانيين على مستوى إعلاميين ومثقفين بين معارض ومؤيد له، تراوحت بين إتهام الأديب معلوف بالخيانة لصالح إسرائيل، والدفاع عنه وعن المقابلة التي أجريت معه وحقه في ترويج الثقافة.

لنتكلم بشفافية وصراحة، أمين معلوف هذا الكاتب والأديب الصامت الأكاديمي الفرنسي 90 % من الشعب اللبناني لا يسمع به، حتى أنا شخصياً لم أسمع به إلا منذ سنة تقريبا عندما استوقفتني مقولة له معبرة وجميلة تتكلم عن الوضع العربي وهي في قوله “في بلداننا تقوم الثورات باسم الشعب و يجد الشعب نفسه مطروداً ومرمياً على الطرقات”؛ فقرأت بعدها من صفحات كتابه “الحروب الصليبية كما رآها العرب” متهجماً ومنتقداً معلوف في كتابه، الصليبيين أي الأفرنج بعدما اتهمهم بالعدوانية والهمجية، وجهلة لا قواعد للشرف لديهم ولا للكرامة والأخلاق.

الأديب أمين معلوف بمكانته المرموقة، وبمراكزه العلمية والثقافية والأدبية العالية والعالمية، بقي صامتاً وبعيداً عن الهرج والمرج الذي دار بين اللبنانيين بالشأن الداخلي؛ لبنان بالنسبة لأمين معلوف قد يكون آخر همه، ولا يعنيه إلا الجمهورية الفرنسية، معلوف المفكر الأديب والأكاديمي، يتحرك ويتنقل بحرية تامة غير آبه لأحد، ويتكلم بقناعة ذاتية، يجري مقابلاته الإعلامية دون الاستئذان من أحد، وحتى محاضراته الأكاديمية التي يلقيها نابعة من تفكيره الحر داخل بلد يتمتع شعبه بنظام حارس للحريات الفردية المطلقة.

صحيفتا “الأخبار” الالهية و“السفير” البعثية، وباقلامهما الممانعة الخبيثة التي أعتدنا على  دسائس مقالاتهما، التي لا تعتمدان إلا على المزايدات السياسية، و تحليلاتهما الصحفية الركيكة الفارغة من مضمونها، ناهيك عن نقلهما للخبر والحدث البعيدين عن الواقع والحقيقة بعد طمسهما بالكذب والنفاق، خصوصا تلك التي تتعلق بالوضع السوري.

 امين معلوف

“الأخبار” الإلهية و”السفير” البعثية وبعد مقابلة أمين معلوف مع القناة الاسرائيلية الخاصة، مباشرةً أطلقا سهامهما المسمّة عليه بعدما نعتوه بالعمالة لإسرائيل.

 لهاتين الصحيفتين نقول يا عملاء الشمولية يا ايها المزايدون المنافقون، أين كانت أقلامكما عندما خرج محذراً أبن خال الرئيس السوري رامي مخلوف عام 2011 من خلال صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قائلاً: “لن يكون هناك إستقرار في إسرائيل، اذا لم يكن هناك إستقرار في سوريا”، يعني يا أصحاب الممانعة، هذا بمثابة تصريح واضح وصريح بأن الأمن والاستقرار إسرائيل متوقف على بقاء النظام في سوريا الأسد الحامي الوحيد لأمنها ، ثم أين كانت أقلامكما يا سادة يا أصحاب الوطنية والتقدمية في جبهة التصدي والصمود في “الاخبار” الإلهية و”السفير” البعثية، عندما قام القيصر الروسي أبو علي بوتين بمبايعة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو وسمح لسلاحه الجوي بالتحليق فوق الأراضي السورية وضرب مواقع عسكرية تابعة للنظام هناك ولحزب الله، تماماً كم حصل منذ شهرين تقريباً بعد ما قام الطيران الإسرائيلي بقصف قافلة سلاح إستراتيجية كبيرة لحزب الله، وقبلها قامت إسرائيل بتدمير مبنى بالعاصمة دمشق فوق الاسير المحرر سمير القنطار مما أدى الى مقتله على الفور؛ أين كانت أقلامكما المأجورة لطاغية الشام الرئيس بشار الأسد عندما اغتالت إسرائيل بصاروخ موجه جو أرض القيادي الكبير في “حزب الله” مصطفى بدر الدين بمحيط مطار دمشق الدولي، وذلك كله أمام مرأى عيون أجهزة الرادارات الروسية دون أن تحرك الأخيرة ساكناً.

ولإنعاش ذاكرة جميع الممانعين “المكاومين” على صفحات التواصل الاجتماعي أيضا وعلى رأسهم صحيفتي “الأخبار” و”السفير” الوطنجيتين، إيران الجمهورية الإسلامية يا سادة، التي تجاهر نفاقاً بأن إسرائيل شرٌ مطلق تم اكتشافها عام 1986 وهي تشتري السلاح من أميركا عن طريق إسرائيل تحت فضيحة  “Iran Gate”،والوسيط آنذاك كان المسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي والضابط السابق في القوات البحرية الأميركية “المارينز” الكولونيل “أوليفر نورث.

إقرأ أيضًا: حزب الله شريك في إهداء كرامة اللبنانيين إلى العدو الصهيوني

ليس هذا فقط يا سادة يا كرام، في 18يوليو عام 1981 إخترقت طائرة شحن أرجنتينية الأجواء السوفياتية، عندما ضلت طريقها وأسقطتها وسائل الدفاع السوفياتية، كانت تتنقل بين إسرائيل وإيران ليتبين لاحقا ً أنها كانت محملة بقطع غيار لعربات عسكرية وبعض الأعتدة العسكرية وقذائف مدفعية كان يتم شحنها إلى إيران، وكان سمسار هذه العملية آنذاك التاجر البريطاني “ايستويب آلان”.

أين كانت أقلام صحيفتي “الاخبار” و”السفير” عام 8200 عندما غازل إسفنديار رحيم مشائي، المستشار الأول وصهر الرئيس أحمدي نجاد إسرائيل قائلاً، “أن إيران صديقة الشعب الإسرائيلي“.

إقرأ أيضاً: اهداء الدبابة الاسرائيلية سياسة… وأمين معلوف خائن؟!‏

أين كانت أقلامكم في عام 2011 يا من تنعتون الآخرين بالعمالة، لتخط وتكتب معترضة يا زمرة النفاق والممانعة، يا أصحاب “المكاومة” والشعارات الرنانة، أمام فضيحة تهريب النفط الإيراني من ميناء “بندر عباس” في جزيرة خرج الواقعة جنوب إيران على متن السفن الإسرائيلية التابعة لشركة “عوفر براذرز” للنقل البحري، وذلك بسبب الحصار المفروض على إيران من قبل القوات البحرية الأميركية.

أخيراً وباللهجة العامية، ” يلي بيتو من زجاج ما براشق الناس بحجارة” ونقطة عالسطر!

السابق
استقالة جماعية في المنصوري… بطلب من السيد نصرالله
التالي
لهذا يصوّر «باب الحارة» المسلم همجي… واليهودية راقية!