نجاح أمني للجيش اللبناني …والفشل السياسي مستمر

داعش الجيش
في ظل الفشل السياسي المستمر بدءاً من رئاسة الجمهورية المعطلة وصولا لعدم اتفاق حول قانون للانتخابات النيابية، غير الفشل والتباطؤ في حل أزمة النفايات، والاختلاف حول بناء سد جنة، وغيرها من الملفات الشائكة، يتقدم الامن وتحقق الاجهزة الامنية ولا سيما منها الجيش نجاحاً مميزاً في التصدي للارهاب والارهابيين.

يواصل الجيش اللبناني مواجهة الارهاب، بشقيه الاسرائيلي والتكفيري، حيث تمكن امس من تحقيق انجازين: الاول، تمثل في ضبط قوة منه جهاز تجسس ومراقبة مخبأ داخل مجسم صخري، في منطقة جبل الباروك، وموصول بمضخم صوت موضوع داخل مجسم مماثل، بالإضافة إلى 3 حقائب تحتوي على ركائم لتشغيل الجهاز، وقد حضر الخبير العسكري وعمل على تفكيكه ونقله، وكذلك فقد أوقفت قوة من الجيش في منطقة عرسال، سيارة من نوع «فان»، وضبطت بداخلها عنصرين ينتميان إلى تنظيم «داعش» الارهابي، كانا موجودين داخل مخبأ سري في السيارة المذكورة.

وتأتي العملية بعد يوم واحد من قتل دورية تابعة لمديرية المخابرات في الجيش، خلال عملية أمنية نوعية في محلة الجبان في جرود عرسال، المسؤول في “جبهة النصرة” السوري محمد زكريا سيف الدين المعروف بـ “محمد السلف”.

وأبلغ مصدر أمني انه نتيجة ورود معلومات عن عمليات نقل ارهابيين من عرسال الى الجرود وبالعكس، جرى رصد دقيق أفضى الى تحديد مسار “الفانات” التي تنقل الارهابيين وتوقيت عبورها وعمليات التمويه التي تتبعها. وأوضح ان نقاط الجيش بدأت عمليات تفتيش وتدقيق في السيارات التي تعبر الحواجز في اتجاه الجرود، ورصدت عبور احد “الفانات” المشتبه بها فتم تفتيشه، وعندما ازيلت كل الاغراض، تم اكتشاف مخبأ سري استحدث في قعر “الفان”، يتسع بصعوبة لشخصين طولا وعرضا، فالقي القبض عليهما وبوشر التحقيق معهما. واكد ان عملية التضييق على الارهابيين تتصاعد، متوقعا المزيد من الايجابيات في هذا الاتجاه، على قاعدة انه ممنوع ان يكون هناك موطئ قدم للارهاب في لبنان.

إقرأ أيضاً: حزب الله شريك في إهداء كرامة اللبنانيين إلى العدو الصهيوني

وقالت مصادر متابعة ل”النهار” إن “العملية الكبيرة في ملاحقة الارهابيين قيد التنفيذ ولم تنجز بعد”. وكشفت مصادر أمنية ان خلايا من “داعش” كانت تعد لتنفيذ عمليات ارهابية في مناطق لبنانية عدة، وعلى نحو مغاير للعمليات السابقة اختارت مناطق في قلب العاصمة تتميز بهدوئها وزحمة المواطنين والسياح نظراً الى كثرة المقاهي والمطاعم فيها.

إقرأ أيضاً: صوموا تصحوا…ولكن ليس في زماننا!

ارتدادات سلبية لمعركة حلب

إلى ذلك، تخوفت مصادر أمنية لبنانية من ارتدادات سلبية لمعركة حلب، ليس فقط في ظل حجم العنف والتدمير الذي تتعرض له، بعدما سقطت الهدنة الدولية هناك، وإنما أيضاً بحجم النزف والخسائر البشرية، حيث أن هناك حصة للبنانيين من بين هؤلاء. ولاحظت أن الاهتمام اللبناني بالتطورات السورية من شأنه أن يحجب الاهتمام في متابعة الاستحقاقات المطروحة، ويؤدي إلى تجاذبات جديدة، قد تترك ذيولها على الحوارات الثنائية وطاولة الحوار نفسها.

السابق
من أسوأ إيران أو داعش؟
التالي
شيعيات الغطاء الأسود أم شيعيات أميركا؟