موظفو «المستقبل»: أوفياء للحريري.. وأزمته هي أزمتنا‏

تواجه العديد من المؤسسات الإعلامية أزمة مالية. هذه الأزمة انسحبت على عدة مؤسسات إلا أنّ موظفي المستقبل وحدهم من تحوّلوا إلى مادة مستهلكة في الصحف والتقارير الإخبارية لارتباط معاناتهم بأزمة مالية ألمت بالرئيس سعد الحريري.

أزمة الصحف لم تكن حكرًا على المستقبل ومؤسساته المتفرعة، بل طالت كل من جريدتي النهار واللواء ممّا دفعهما لتقليص عدد الورق إلى 12 صفحة، كذلك فان موظفي النهار يعانون منذ 6 أشهر من أزمة مالية، كما أنّ صحيفة السفير هي من الصحف التي طالها الواقع الإعلامي المتهالك ماليًا والتي أعلنت أواخر شهر آيار عن قرار بإغلاق الصحيفة الورقية والموقع الالكتروني ثم تمّ العزوف عنه فيما بعد، لينتشر مؤخرًا خبر لائحة قدّمها مالك السفير الأستاذ طلال سلمان للنقابة وتضم أسماء أكثر من 50 موظفًا في صحيفته العريقة سوف يتعرضون للصرف.

صحيفة المستقبل بدورها وكسائر الصحف تعاني أزمة مالية، إلا أنّ الجدلية الحريرية والعلاقة مع السعودية حوّلتها لمادة تحليلية تلجأ إليها بعض الأقلام المناوئة للتشهير بالرئيس سعد الحريري.

مصدر متابع لأزمة المستقبل أكد لـ”جنوبية” أنّ لا رابط بين وفاة الملك عبد الله وتولّي الملك سلمان والأزمة المالية في مؤسسات المستقبل، مشيرًا إلى أنّ الأزمة لم تبدأ بداية عام 2015 وإنّما موجودة منذ العام 2013 وبشكل متقطع.

وأضاف المصدر، أنّه قبل عودة الرئيس الحريري ومع بدء الأزمة كان موظفو صحيفة المستقبل يتقاضون رواتبهم بما يقارب مرة كل أربعة شهور ومن ثم اشتدت الأزمة في أواخر العام 2015، إلا أنّ بعد عودته لإحياء ذكرى 14 شباط بدأت الانفراجات فتم صرف معاش شهر في شباط، وشهرين في نيسان، وهناك معلومات عن صرف دفعة أو دفعتين قريبًا.
وأردف المصدر مؤكدًا، أنّ ما من أحد من موظفي صحيفة المستقبل لم يقبض منذ عام متواصل، مشددًا على التسهيلات المقدمة من المدراء منذ عام 2015 وأنّه قد تمّ وضع الموظفين في الأجواء الراهنة بكل شفافية ومنحهم الحق في ممارسة أيّ عمل ثان إلى جانب عملهم.

أما عن موظفي المستقبل وموقفهم من الأزمة لا سيما بعد الصرخات التي انتشرت مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتداولها الإعلام، فتؤكد نادين نشابة وهي من مكتب مستشار الرئيس لشؤون الشمال لـ”جنوبية”، ” لا أفكر في ترك المستقبل مهما اشتدت الأزمة ونحن مع الرئيس على الحلوة وعلى المرة”.

وإن كانت تشعر بنوع من المظلومية بسبب الوضع المالي، توضح “لم يظلمني احد وأقل شيء ردّ الجميل، فالرئيس الحريري حينما كان مرتاحًا كان يساند جميع موظفيه، ولا يمكن أن أتخلى عنه في هكذا محنة”.

وفيما يتعلق بالأصوات التي تشكو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أشارت “قد لا أكون أعاني كما غيري ولربما ظروفهم أصعب ولكن هذا لا يعني أن يصدر هكذا كلام، لا سيما وأنّ بنك البحر المتوسط ومدارس الحريري لديهم أوامر بأنّ لا يطالبوا الموظفين بأي شيء”.

الحريري يزور مبنى المستقبل
الحريري يزور مبنى المستقبل

الإعلامية في موقع 14 آذار صفا كراجه أكدت لـ”جنوبية”، أنّ “الأزمة لها تأثير إذ أنّ الانسان لا يمكنه أن يعيش دون مردود شهري”.

وأضافت “أما بالنسبة إلي وأتحدث عن نفسي فقط صحيح أنّ الأزمة أثرت بي ولكن ليس كما يحاول البعض تصويرها، ببساطة من يجد نفسه عاجزاً عن الاستمرار بإمكانه أن يقدّم استقالته وأن يبحث عن فرصة عمل أخرى بدلاً من الانتقادات”.

وعلقت “أنا لن أتخلى عن عائلة لي 10 سنوات أحيا من خيراتها، ولا يمكن أن أفكر بالاستقالة مهما طالت الأزمة إلا في حالة واحدة وهي إن صدر قرار بإغلاق الموقع الذي أعمل به”.

مردفة ” حينما كان الرئيس الحريري في وضع مادي جيد كنا الأكثر دلالاً وما كنا نتقاضاه لم يكن أحد يحلم به ولا يمكن أن أتخلى عنه في أزمته.”

إقرأ ايضًا: هذا سرّ دمعة سعد الحريري عندما زار «المستقبل»!
إعلامي المستقبل خالد موسى أكد لـ”جنوبية” أنّ “المستقبل بيتنا وعائلتنا بعد العائلة الصغيرة وانتماء وخط سياسي نؤمن به كما نؤمن بمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي يهمها مصلحة لبنان أولاً قبل المصالح الشخصية التي يسعى إليها البعض”.

وعن الأزمة المالية قال “صحيح هناك أزمة مالية على صعيد تيار المستقبل ولكن بالنسبة إلي لم تؤثر كثيرًا فأي مؤسسة إعلامية ممكن أن تمر بأزمة، وهناك غيرنا من المؤسسات التي تعاني  مثل السفير والنهار”.

وتساءل موسى “لماذا التركيز على المستقبل، لماذا لا يتحدثون عن النهار التي تعاني من أزمة منذ 6 شهور ولماذا لا يتحدثون على السفير التي سوف تصرف موظفيها”..

وعن مغادرة المستقبل  أكدّ “موضوع عملي في المستقبل ليس موضوعًا ماديًا هذا بيتي ومن الممكن ان يتحسن الوضع قريبًا، وفي أسوأ الأحوال قد ألجأ لعمل آخر إلى جانبه أما المغادرة فهي غير واردة ومستحيلة”.

إقرأ أيضًا: لنا دموع سعد الحريري ولكم دماء حسن نصر الله

مراسلة جريدة المستقبل في إقليم الخروب خديجة حجار أوضحت لـ”جنوبية” “لا يمكن أن أترك المستقبل هو عائلتي والمدرسة التي تعلمنا بها، أنا في تيار المستقبل  قبل أن أصبح مراسلة بجريدة المستقبل”.

وعن الأزمة المالية أشارت “الأزمة لها أكثر من عام ولو كنت أفكر بالاستقالة لاستقلت لكن المستقبل منحنا الكثير  وآل الحريري  قدموا لنا الكثير وليس من الوفاء التخلي عنه بأزمتهم، بل على العس تمامًا سوف أكون إلى جانبهم وأتابع عملي لأخر نفس وروح، لأن معاناتهم هي معاناتنا وهم بكل تأكيد يشعرون معنا وبنا”.

السابق
أسرة الأسعد تقاضي الأخبار
التالي
الحريري للجديد عبر تويتر: اذا حا يمر يوم ما حا تحكوا عني عنجد حا أزعل وشكراً