رحيل «محمد علي كلاي» الملاكم الذي هزم خصومه وسياسة اميركا

رحل أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي عن عمر ناهز 74 عاما، تاركا وراءه سجلا من حافلا من الانتصارات الرياضية اضافة لمواقف شخصية بطولية كان لها تأثيرا بالغا على الحياة السياسية والاجتماعية في اميركا والعالم اجمع. وهذه أبرز محطات حياته:

توفي أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي صباح اليوم عن عمر يناهز 74 عاما بعد تردي حالته الصحية في الفترة الأخيرة وبعد صراع طويل مع شلل الرعاش. وعانى محمد علي في اخر ايامه  من مرض في الجهاز التنفسي نقل على أثره يوم الخميس الفائت إلى مستشفى فينيكس في ولاية أريزونا، وبحسب ما نقلت وكالة بي بي سي مصدر قريب من عائلته قال مساء أمس الجمعة، إن محمد علي في حالة خطيرة جدا.).

يحمل سجل حياة محمد علي محطات حافلة بالانجازات والانتصارات والمواقف الانسانية اللافتة، إذ يعد محمد علي كلاي الملاكم الوحيد الذي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات كان آخرها عام 1978، وأعلن عام 1979 اعتزاله الملاكمة، ثم عدل عن قراره في العام التالي وواجه الملاكم لاري هولمس في محاولة لنيل لقب البطولة للمرة الرابعة، لكنه خسر المباراة التي تم إيقافها بناء على طلب مدرب محمد علي بعد الجولة العاشرة.

وهو كان استمر على عرش لعبة الملاكمة لما يقرب من عشرين عاما، حقق خلالها الفوز في 56 مباراة، من بينها 37 مباراة بالضربة القاضية. وهو صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم حيث تعادل قوتها حوالي 1,000 باوند. اعتزل الملاكمة عام 1981 وقد كان عمره 39 عامًا.

اسمه الحقيقي كاسيوس كلاي، وفاز ببطولة العالم على حساب الملاكم سوني ليستون في فبراير/ شباط 1964 فيما لم يكن قد خاض سوى عشرين مباراة فقط، حقق الفوز فيها جميعا.

حياته الشخصية واعتناقه الإسلام:
وُلد محمد علي باسم كاسيوس كلاي في ولاية كنتاكي بجنوب الولايات المتحدة. واعتنق الإسلام عقب فوزه بأول ألقاب العالم في عام 1964 إذ استطاع إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة وكان عمره لا يتجاوز 22 عاماً آنذاك، وعام 1965قام بتغيير اسمه المعروف حاليا بمحمد علي فقط دون اسمه الأخير “كلاي” لأنه كان اسم العبودية المطلق عليه ويعني الطين باللغة الإنجليزية، وكان وراء تلك الحركة المفكر الإمريكي مالكوم إكس وهو كان صديق مقرب وحميم لمحمد علي.
لقد اعتنق الإسلام ولم يضع اهتمامًا لما سيحدث من انتقاص لشعبيته، ولكن شعبيته وحب الناس له زادت واكتسحت الآفاق.
وتزوج كلاي على مدار حياته أربع مرات، وأنجب ستة أبناء، أربعة منهم من زواجه الثاني، واثنان من زواجه الثالث. ولدى محمد علي إبنة تدعى ليلى وهي ملاكمة أمريكية من زوجته الثالثة وهي الأكثر شهرة من بين تسعة أبناء لمحمد علي.

موقفه من حرب فيتنام وتأثيره السياسي
تعرقلت مسيرة كلاي الرياضية لأكثر من ثلاث سنوات حين رفض أداء الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي أثناء حرب فيتنام وقال محمد علي : “هذه الحرب ضد تعاليم القرآن، وإننا – كمسلمين – ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله”. كما أعلن في عام 1966: “لن أحاربهم – قاصداً فيت كونج الجيش الشيوعى في فيتنام – فهم لم يلقبونني بالزنجي”. وفي عام 1967 في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة، تم سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة.

إقرأ أيضًا: حقيقة وفاة الملاكم الأسطورة محمد علي كلاي؟
وفي النصف الثاني من عام 1970 رفع الإيقاف عن كلاي وسمح له بمواجهة جيري كواري ثم أوسكار بونافينا. وفي عام 1974 هزم محمد علي الملاكم القوي فورمان ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره.

نهاية مسيرته الرياضية
تقاعد كلاي عام 1981، بعد أن فاز في 56 مباراة من أصل 61 لعبها. وانخرط كلاي في أعمال إنسانية عديدة، وحصل على ميدالية الحرية تكريما له على ما قدمه من مساعدات إنسانية خيرية، كما حصل على جائزة القيادة العالمية من جمعية تدعم نشاط الأمم المتحدة لدوره القيادي في دعم القضايا الإنسانية.
وأطلقت عليه لقب “شخصية القرن الرياضية”، وقد عرف بأحاديثه الطريفة قبل وبعد المباريات وبمهاراته داخل الحلبة. فهو كان يحب تهديد خصومه قبل كل مباراة والاستهزاء بقدراتهم بشكل مضحك، وكذلك  كان يفخر بعد كل مباراة بنفسه فيقول “انا الافضل انا الاجمل انا الاعظم” وغيرها من العبارات المبالغ بها والتي تضحك جمهوره و والحاضرين من الصحافيين ، وهو صاحب العبارة المشهورة التي يصف بها مهاراته في الملاكمة”اطير كالفراشة وألسع كالنحلة”.

إقرأ أيضًا: كيف علّق أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي على الإسلام!

واشتهر علي بنشاطه في مجال الحقوق المدنية، كذلك عرف بكتابته للشعر.
وحين سئل كيف يحب أن يتذكره العالم قال “كرجل لم يبع شعبه ابدا. أو إذا كان هذا كثيرا فكملاكم جيد. ولا يهمني إن لم يذكر حتى كم كنت جميلا!”.

وانتهت مسيرة علي المهنية بهزائم في مواجهة لاري هولمز عام 1980 وتريفور باربيك عام 1981. ويعتقد البعض أنه كان يجب أن يتقاعد قبل ذلك بكثير

يذكر أن أعراض مرض الشلل الرعاشي بدأت تظهر على كلاي عام 1984، وفي العام 2013 قال أخوه رحمان علي لصحيفة نيويورك إن محمد لم يعد قادرا على الكلام، وإن موته محتمل في أي لحظة، لكن ابنته نفت ذلك.

السابق
توابع الانتخابات البلدية: تعدّيات وإطلاق نار وضحيتان!
التالي
من فتيل الانتخابات البلدية إلى رصاصة الإرث: دماء العائلة تؤجج عكار