أوباما وبوتين التقسيم أو الفدرلة ؟

لا يحتاج تطور الأوضاع ميدانياً في سوريا لا الى بيانات ولا الى توضيحات، وخلافاً لكل ما يقال تتقدم عملية التقسيم بخطى ثابتة، ويبدو واضحاً أكثر فأكثر الإتفاق عليها ضمناً بين الروس والأميركيين.
كان من المثير ان تنقل وكالة “سبوتنيك” الروسية الخبر عن ان الأكراد أو “قوات سوريا الديموقراطية” تستعد لشنّ حملة عسكرية على الرقة وان لقاء جمع في الأيام الاخيرة رئيس الإتحاد الديموقراطي صالح مسلم مع وفد من “التحالف الدولي”، في قرية خراب عشق جنوب كوباني تحضيراً لمعركة تحرير الرقة، التي يبدو ان الأميركيين يريدون ان يفوزوا بها، وقت يركّز الطيران الروسي قصفه على حلب دعماً لهجوم كبير يشنه النظام مع حلفائه الإيرانيين وأذرعهم العسكرية .
آخر الأخبار ان قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط جوزف فوتل، الذي كان يتولى قيادة القوات الخاصة الأميركية وهو أعلى مسؤول أميركي يزور سوريا، رأس إجتماع خراب عشق مع الأكراد، الذين سبق لهم ان حصلوا على دعم أميركي حقيقي ونجحوا في تحرير كوباني العام الماضي، وعلى دعم مماثل لتحرير تل ابيض ومن ثم عين عيسى، التي تبعد أقل من خمسين كليومتراً عن الرقة حيث يستعد “داعش” لمعركة حاسمة .

اقرا ايضًا: التقسيم في سوريا عدوى يخشاها الجميع!
لا يجوز الوقوع في هامشية الحديث عن سباق أميركي – روسي للوصول الى الرقة، فكل ما يدور في الميدان السوري سابقاً واليوم، يوحي بتوزيع أدوار متفق عليه بين جون كيري وسيرغي لافروف، للخلاص من “داعش” في نهاية الأمر، ولكن الخلاص من وهم إمكان إستعادة او حتى إعادة سلطة بشار الأسد على كل سوريا، لا الأميركي يقبل بهذا ولا فلاديمير بوتين يرضى بأن يضع في سيرته التاريخية أنه قمع شعباً بأكمله في بلد مدمّر فيه ٣٠٠ الف قتيل و١٢ مليون لاجئ من أجل ان يُبقي رجلاً في منصبه، وهو لا يصدق ان كل المعارضين من الإرهابيين!
اذاً لماذا لا يترك الروس الأميركيين يدعمون الأكراد ويساعدوهم على تحرير الرقة وإقفال خطوط الإمداد مع تركيا، ويصير من حقهم الطبيعي إقامة دولتهم أو فرض الفيديرالية، ليموت رجب طيب اردوغان غيظاً، ويخلو لبوتين في المقابل الجو لترسيخ قيام دولة الساحل العلوية، التي تكفل لروسيا موقعها الإستراتيجي على المتوسط، وتضمن لها حصة أساسية في مخزونات الغاز والنفط الهائلة، التي قيل إنها موجودة على الساحل السوري ؟
ينصرف الأميركيون والروس الى رسم حدود الدولتين الكردية والعلوية، وتندفع “جبهة النصرة” و”جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” الى التذابح من الغوطة الى الشمال، لإسقاط ما تبقى من مبررات بقاء الدولة السورية… وهذه مجرد خلاصة لنظرة الى الخريطة وتأمل في التطورات !

(النهار)

السابق
ما صحة الصرف التعسفي للموظفين في «العربية»؟
التالي
«سرايا المقاومة»: 7 أيار اليومية