عشاء عسيري وخطاب نصرالله.. سوريا الفيصل

كتب سامي كليب في” السفير”: عشاء عسيري وخطاب نصرالله.. سوريا الفيصل

اكدت إطلالتا نصرالله والسفير السعودي في يوم واحد آخر الأسبوع المنصرم، أن لبنان لا يزال الساحة الفضلى للصراع السياسي بين المحورين السعودي والإيراني، وأن الصراع العسكري في سوريا مستمر وسط قناعة كل طرف بأنه المنتصر في نهاية المطاف. رسائل العشاء: ليس غريباً أن يجمع السفير السعودي كل هذا الحشد وبينه حلفاء لـ «حزب الله» ويوجه اللوم للحزب بحضورهم. السعودية دولة تُسيل اللعاب السياسي والمالي عند اللبنانيين. لا ضرورة لتحميل عشاء أكثر مما يحتمل، فالأكيد أن جمع معظم لبنان إلى طاولة عسيري إنجاز سياسي مهم للسفير وبلاده. مهم لتأكيد الحضور السعودي، ومهم للقول بأن السعودية تستطيع جمع كل خصوم «حزب الله» وحلفائه فتعزله، ومهم ثالثاً لتوجيه رسائل الى إيران والحزب ولمن يريد أن يسمع بأن لا تغيير في المواقف ما لم تغير طهران مواقفها. فالعشاء هو أول تظهير سياسي كبير لدور السعودية بعد وضعها الحزب على «لائحة الإرهاب» وبعد الحرب على اليمن والانخراط في الحرب السورية وما تخلل ذلك من هزات في الحج وغيره مع إيران. رسائل الخطابلم يكن خطاب السيد نصر الله وليد لحظته. هو مقرر منذ فترة. اغتيال القيادي مصطفى بدر الدين سرّع به فتزامن، من دون قصد، مع عشاء عسيري. قال نصر الله: «إن الآتي هو الانتصار في هذه المعركة (السورية)، نحن باقون في سوريا، سيذهب قادة الى سوريا أكثر من العدد الذي كان موجوداً في السابق، سوف نحضر بأشكال مختلفة وسنكمل هذه المعركة». قالها بعدما كال الاتهامات للسعودية. الرسالة في الخطاب موجهة إذاً لها قبل غيرها. فهي المتهمة من قبل الحزب بدعم مسلحين قتلوا بدر الدين. جاء رد عسيري غير المباشر على نصر الله متعلقاً أيضاً بسوريا من دون أن يسمّيها، قال: «إن مصلحة الوطن تتطلب خلال هذه المرحلة إبعاده عن الملفات والتجاذبات الإقليمية كافة وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف… بمعزل عما سيؤول إليه وضع نظام هنا أو نظام هناك»، محمّلا خطابات الأمين العام للحزب من دون أن يسميه أيضا مسؤولية استجلاب: «الانعكاسات السلبية على الاقتصاد والوضع اللبناني عموماً بعدما ربطت نفسها بشؤون إقليمية ومحاور». (…)

السابق
«الحزب الشيوعي» قاد لوائح الاعتراض في الجنوب…وهذه خروقاته
التالي
«حزب الله» والنظام المصرفي: الواقعية نقيض المكابرة