الكلمة الحرفية لحسن نصرالله

بسم الله الرحمين الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.

السادة العلماء، السادة النواب، الاخوة جميعا والاخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يقول الله عز وجل في كتابه المجيد “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” صدق الله العلي العظيم.

اولا، أرحب بكم جميعاً في هذه الاحتفال التكريمي لهذا الشهيد القائد، واشكركم على هذا الحضور الذي يعبر عن روح المواساة والاحتضان والمساندة والدعم والتضامن والمحبة. أتوجه اولاً بأحر مشاعر التعازي والمواساة وايضا التبريك للوالدة الحنونة الصابرة المحتسبة الحاجة ام عدنان، الى زوجته المؤمنة المجاهدة، الى ابنه العزيز وبناته العزيزات، الى اخوته واخواته الكرام، الى كل عائلته الشريفة، الى كل رفاقه واحبائه واخوة الدرب والطريق والمقاومة.

نحن اليوم في هذا العزاء شركاء وأهل لأن شهيدنا القائد كان ابن عائلته الصغيرة وابن عائلته الكبيرة.

أتوجه ايضاً بين يدي هذا القائد الكبير الشهيد الى كل عوائل شهدائنا الذين صبروا واحتسبوا والذين عبّروا عن افتخارهم بشهادة ابنائهم في كل الساحات والميادين وخصوصاً الشهداء الذين سقطوا في ميدان سوريا حيث كان قائدهم هذا الشهيد الكبير العزيز.

يجب ان اتوجه بالشكر الى كل الذين عزوا وواسوا وباركوا سواء بالحضور المباشر او من خلال ممثلين عنهم او من خلال اصدار البيانات او ارسال البرقيات او اقامة مراسم العزاء والتبريك في لبنان والعالم.

أود في هذه الكلمة ان اقسّم كلامي الى ثلاث نقاط، المقطع الاول عن شخص السيد، المقطع الثاني عن حادثة الاستشهاد وما حولها، المقطع الثالث عن ما بعد الاستشهاد الى اين نحن ماضون وما هو موقفنا؟

كالعادة عندما نتكلم عن الشهداء، غالبا ما نستخدم في حياتهم اسمائهم الحركية او الجهادية، فأقول السيد ذو الفقار، الحاج رضوان، الحاج علاء، الحاج فلان، اما بعد شهادتهم نعود الى اسمائهم الحقيقية غالبا فنقول السيد مصطفى، الحاج عماد. لذلك انا ساستخدم هذا الاسم، السيد مصطفى.

المقطع الاول تعريف بهذا القائد الجهادي الكبير، السيد مصطفى من اوائل رجالات المقاومة منذ لحظاتها وساعاتها الاولى، كان في مقدمة المقاتلين في مواجهة العدو الاسرائيلي في معركة خلدة مع مجموعة من الاخوة المجاهدين الذين شكلوا النواة الاولى والمجاميع الاولى في المقاومة الاسلامية واصبح بعضهم وهو منهم السيد مصطفى من خيرة قادتها لاحقا.

قاتل السيد مصطفى وهؤلاء الاخوة كتفا الى كتف مع الاخوة في حركة امل في معركة خلدة ومع الاخوة الفلسطينيين ايضا واُصيب بجراح بليغة تركت اثرها على جسده وفي رجله مما اثّر على حركته ومشيه وبقيت اثار هذه الجراح معه الى الشهادة، لذلك ايضا هو من اوائل الجرحى في هذه المقاومة الاسلامية عندما نتحدث عن شريحة الجرحى. في الاشهر الاولى والسنوات الاولى شارك مع بقية اخوانه القادة في تشكيل المجموعات الجهادية وتاهيلها وتدريبها وتعليمها ونقل الكفاءة اليها وتجهيزها وتسليحها وادارتها ايضا مما ادى في ناتج هذا الجهاد والعمل المتواصل الى جانب ما كانت تقوم به بقية فصائل وحركات المقاومة في لبنان الى طرد الاحتلال الاسرائيلي من الضاحية وبيروت والجبل وصولا الى خط الساحل وصولا الى عام 1985 الى صيدا، صور، النبطية والتوقف عند الحزام الامني.

في التسعينات، عام 1995 تولى السيد مصطفى المسؤولية العسكرية المركزية في حزب الله الى منتصف العام 1999، عمل من خلال هذا الموقع القيادي على تطوير بنية المقاومة وعملها، والكل يذكر انه من اوائل التسعينات الى 2000 شهد عمل المقاومة تطورا كميا وكيفيا ونوعيا وخطا بيانيا تصاعديا حتى انتهى الى الانتصار الكبير عام 2000. من اهم التحديات التي حصلت اثناء مسؤةليته العسكرية المركزية كانت المواجهة الكبرى في حرب نيسان 1996 في مواجهة العدوان الاسرائيلي الذي سماه الصهاينة بعناقيد الغضب والذي حصلت فيه ايضا مجزرة قانا حيث صمدت

المقاومة وثبتت، وبفضل صمودها وثباتها وعزمها وارادتها فشلت اهداف الاسرائيليين وبالتحديد شيمون بيريز من تلك الحرب، وانتهت الى ما سمي في ذلك الحين بتفاهم نيسان الذي اسس لمرحلة جديدة من عمل المقاومة ادت الى الانتصار النهائي عام 2000. من اهم الانجازات ايضا اثناء توليه للمسؤولية العسكرية كانت الكمين النوعي والمعروف بكمين انصارية الذي حكي عنه كثيرا وتابعه كل اللبنانيين، وكانت منذ اللحظة الاولى لاكتشاف الهدف على المستوى الفني كما عرضنا يفي يوم من الايام الى نهايات العملية، كانت ادارة كمين انصارية مسؤولية مشتركة بين الشهيدين القائدين السيد مصطفى والحاج عماد. ايضا من التطورات المهمة التي حصلت اثناء مسؤوليته العسكرية ما يرتبط بالاعلام الحربي والحرب النفسية حيث كان له رؤية متقدمة ومزاج خاص وتعلق كبير في هذا المجال، بعد ذلك واصل عمله كجزء من قيادة العمل الجهادي في حزب الله وكان واحدا من قيادة الحرب في مواجهة العدوان في حرب تموز 2006 التي سماها العدو الاسرائيلي بحرب لبنان الثانية. بعد ذلك تولى مسؤوليات عديدة بعد استشهاد الاخ الشهيد الحاج عماد، وكان من جملة انجازاته تفكيك شبكات العملاء الاسرائيليين بعد عام 2008 الى السنوات التي لحقت حيث كان لوحدات الامن في حزب الله وفي المقاومة دورا اساسي ومركزيا في هذا المجال وكان هناك تعاون وثيق بين امن المقاومة والاجهزة الرسمية الامنية التي ايضا كان لد دورا كبيرا ومركزيا في كشف هذه الشبكات. عندما قرر حزب الله الدخول الى سوريا ولو هذا الدخول التدريجي والتصاعدي أوكل الى هذا الشهيد القائد السيد مصطفى مسؤولية ادارة الوحدات العسكرية والامنية لحزب الله العاملة داخل سوريا وعلى الاراضي السورية وتحمل هو مسؤولية ادارة وقيادة هذه الوحدات.

في المرحلة الاولى من تحمله لهذه المسؤولية كان يدير العمل من لبنان حيث كنت امنعه من موقع مسؤوليتي المباشرة عنه امنعه من الذهاب الى سوريا حرصا عليه وصوناً له، ولكن لاحقا وباصرار منه، لأنه كان يقول لي لا يمكن ان ادير ساحة بهذه الاهمية والخطورة وبهذا التحدي من لبنان، ايا تكن المخاطر يجب ان نقتحم هذه المخاطر، لا عقلي ولا قلبي ولا عاطفتي تسمح لي ان ابقى هنا. وقضى اغلب وقته خلال السنوات الماضية في سوريا وتحمل المسؤوليات الجسام وفي اصعب الظروف، وببركة ووجود بقية الاخوة من قياديي المقاومة من اخواننا الاعزاء هناك وببركة دماء شهدائنا التي نزفت هناك وببركة آلام جرحانا الذين اصيبوا هناك، كان لمقاومتنا شرف المساهمة الى جانب الجيش السوري وكل القوات الشعبية وكل الحلفاء والاصدقاء في تحقيق الانجازات، والانجاز

الاكبر والاهم هو منع سقوط سوريا في يد التكفيريين وسادتهم الاميركيين وعملائهم في المنطقة في مواجهة هذه الحرب الكونية المستمرة منذ سنوات. ومن نفس الموقع كان للقائد الشهيد السيد مصطفى الدور المركزي في مواجهة شبكات الارهاب في لبنان التي ضربت بالسيارات المفخخة في تفكيك هذه الشبكات وضربها ومواجهتها على المستوى الامني متكاملا ايضا، لاننا نعرف بكل فضل وبكل حق وبكل جميل، تكاملا مع كل الجهود الكبيرة التي بذلتها ايضا الاجهزة الامنية الرسمية في لبنان في تفكيك هذه الشبكات وتحصين الامن الداخلي ومواجهة المجموعات الارهابية ومنع السيارات المفخخة.

هذه خلاصة عن بعض الانجازات وليس كل الانجازات.

هذه الخلاصة، نحن امام رجل من كبار رجال المقاومة الاسلامية في لبنان وواحد من عقولها الكبيرة ومؤسسيها الاوائل الذين امضوا حياتهم فيها مقاتلا في الميدان وقائداً في الساحات وشهيدا في نهاية المطاف كما يهوى كل مقاوم وكل قائد.

السيد مصطفى معروف للجميع بشجاعته وصلابته وجرأته من جهة، ومن جهة اخرى بذكائه الحاد واحترافيته العالية وهمته القوية ونشاطه الدؤوب الذي لا يعرف الكلل ولا الملل، ومن جهة ثالثة بالعاطفة الجياشة، هذا السيف البتّار كان سخيّ الدمعة عندما يتطلب الموقف دمعة، وسخي الدم عندما يتطلب الموقف دم، وحاد السيف عندما يحتاج الموقف الى سيف بتّار، هنيئاً له الشهادة التي تمناها وسعى اليها والتي يغبطه عليها كل رفاقه الباقين.

المقطع الثاني،

عندما كنا نتناقش في فكرة الذهاب الى سوريا، كان يدير الموقف من هنا من بيروت من الضاحية وهو كان يصر على الذهاب، في مرحلة من المرحل قبلت له في الذهاب الى الحدود فقط، الى المصنع، ويستدعي الاخوة المسؤولين الذين يعملون معه داخل سوريا ويتابع معهم ثم يعود الى بيروت وان لا يتردد كثيرا، لكن امام اصراره الشديد على الذهاب الى سوريا، قلت له: يا سيد انت تختلف عن بقية القادة الجهاديين، ان العديد منهم غير معروف وحتى من كان معروفا منهم لا غموض حول شخصيته، ليست شخصية اشكالية صنعها الاعلام الخارجي، فاذا ذهبت الى سوريا، وسوريا ساحة حرب ومطحنة، وفي ذلك الوقت كانت منطقة السيد زينب بخطر واغلب الغوطة الغربية بيد المسلحين، وكانت الجماعات المسلحة يقطعون احيانا طريق مطار دمشق بالنار،

العاصمة مهددة، كثير من المنطاق نتواجه تحديات خطيرة وكان احتمال الشهادة واضح، اذا اُستشهدت يا سيد في سوريا “بدنا نلحق على القال والقيل” كما حصل مع حبيبك وعزيزك الحاج عماد، لان الحاج عماد ايضا صنع منه الاعلام الخارجي شخصية اشكالية، عندما تكون هناك شخصية اشكالية في ميدان معين وتستشهد هذا سيفتح الباب للكثير من الكلام عند الاعداء والخصوم وعند فاقدي القيم والمتربصين بهذه المقاومة وسمعتها ومعنوياتها، هذا اشكال اساسي، فقال: يا سيد اذا استشهدت في لبنان الامر نفسه، الاشكالية نفسها مطروحة، بل يمكن لو قضيت شهيدا في لبنان لكانت الاشكالية اكبر ولا يجوز ان تشكل هذه الملاحظة مانعا لي من ان اذهب الى سوريا واتحمل المسؤولية لأن المعركة في سوريا اكبر من كل هذه الملاحظات، نحن نقدم شهداء في سوريا ولا يجوز ان نقف امام هذه الملاحظات، وقال ممازحاً: “الا اذا بدك ياني ما استشهد وموت عالفرشة”.

في كل الاحوال مضى في طريقه. نحن لدينا عدد كبير من الشهداء في سوريا، نحترمهم ونجلهم ومن بينهم شهداء كانوا يتحملون مسؤوليات اساسية الى جانب السيد مصطفى، منهم الشهيد القائد الحاج ابو محمد سلمان، الحاج ابراهيم الحاج من البقاع الغربي، قضى سنوات في سوريا من القلمون الى حلب الى ريف دمشف، تواجد في عدة جبهات، ثم عندما حصلت احداث العراق واجتياح داعش للمحافظات العراقية ذهب الى العراق واستشهد هنا، لكن احدا لم يثر اشكالات ولا كتب مقالات ولا اثار شبهات، لان الحاج ابو محمد سلمان لم يكن شخصية اشكالية وهو قائد كبير وصاحب تاريخ في المقاومة. الشهيد القائد الحاج علاء الذي استشهد قبل اسابيع ايضا هو قائد كبير في الفمقاومة، ومنذ الايام الاولى التي ذهب فيها السيد مصطفى الى سوريا، الشهيد علاء كان في سوريا، من منطقة السيدة زينب الى الغوطة الشرقية الى الغوطة الغربية الى حلب الى طريق اثريا الى سهل الغاب، هناك ساحات عديدة، استشهد الشهيد القائد الحاج علاء، لا مشكلة لأنه ليس شخصية اشكالية. ايضا هناك عدة امثلة مثل الشهيد القائد ابو محمد الاقليم، في لبنان الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، بعض هؤلاء الاخوة استشهد بالرصاص، وبعضهم استشهد بالقصف المدفعي والصاروخي، لكن احدا لم يثر اشكالية.

طبعا يختلف موضوع الشهيد القائد سمير القنطار لأنه كان في وضح النهار والاسرائيليين قصفوا المكان الذي يتواجد فيه، اذاً هذا الامر الذي واجهناه خلال الاسبوع الماضي وسنبقى نقرأ ونسمع،

فالماكينة شغالة من 2005 ومن قبل 2005، الماكينة شغالة على المقاومة وعلى حزب الله وصورته وهيبته ومعنوياته وايمان جمهوريه. انا اعتبر ان هذا امر طبيعي لأننا نتحدث عن شخصية خاصة ومميزة وعن شهيد قائد خاص ومميز.

في هذا الموضوع سأذكر عدة نقاط، النقطة الاولى قيمية اي تعود الى القيم، بالنسبة الينا مقام الشهداء ودرجة الشهداء والشهداء هم أولئك الذين يقتلون في سبيل الله عز وجل في مواجهة الاحتلال او العدوان، او في الدفاع عن شعبهم واهلهم وامتهم ومقدساتهم وقيمهم ودينهم وقضاياهم المركزية والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقتلون وهم يواجهون مشاريع الهيمنة الاستكبارية الاميركية والاسرائيلية على بلادنا وعلى منطقتنا، هؤلاء هم الشهداء سواء قتلوا بيد اسرائيلية او بيد اميركية او بيد تكفيرية او بيد اي عميل يقاتل في الجبهة الاخرى، من ناحية القيمة لأن بعض الناس يكتبون او يقولون ان هناك فرق بين شهداء وشهداء، شهداء المقاومة هم شهداء المقاومة سواء قتلوا في جنوب لبنان او على ارض فلسطين او على سوريا او العراق او على اية ارض يقاتلون فيها في سبيل الله اعداء الله. الامر لا يختلف لأن المعركة واحدة والعدو واحد والمشروع واحد.

في القيمة الدينية، نحن المسلمون جميعا نجل ونعظّم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام الذي هزم يهود خيبر وفتح بابها وقتل ماردها ويسّر الله على يديه الفتح، والقصة مجمع عليها بين المسلمين عندما قال رسول الله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كوّال غير فوّال واعطاها لعليّ وفتح الله على يد عليّ وجاءت الاحداث والتطورات وانتهت الى حرب النهروان بين عليّ بن ابي طالب والخوارج الذين خرجوا من الاسلام ومن امة المسلمين الذين بقروا بطون الحوامل وقتلوا صحابة النبي واعتدوا على كرامات الناس وقاتلهم عليّ في النهروان وبقي منهم بقية، عليّ في مسجد الكوفة لم يقتله ناجم من يهود خيبر وانما قتله ناجم من خوارج النهروان، هل يشك احد في مقاوم ودرجة وعظمة شهادة عليّ بن ابي طالب؟ هذه اول نقطة.

في القيمة، ثانيا، في الموضوع الاسرائيلي الذي اثير ايضا خلال اسبوع، للاسف الشديد ان ما ساذكره الان وساعلّق عليه ما قاله الاسرائيلييون، للاسف الشديد ان اقول لكم ان عدونا الاسرائيلي الحاقد الذي يوجد بيننا وبينه 34 سنة من الدماء انصفنا، ولكن المستعرضين خدمت اميركا واسرائيل، الاسرائيليون اكثر من الاسرائليين هم الذين اثاروا هذا الكلام وكتبوه وعملوا عليه في وسائل اعلام وحرضوا عليه بجمهورنا وما زالوا يفعلون في لبنان وفي المنطقة، عندما قالوا ان حزب الله لم

يتهم اسرائيل بقتل قائده الشهيد السيد مصطفى ولم يحملها المسؤولية لانه جبُن وخاف من توجيه هذا الاتهام لاسرائيل لان ذلك سيلزمه بالرد على هذا القتل وهذا العدوان مما قد يؤدي الى تطورات هائلة في المنطقة وحزب الله الان غير مؤهل لمواجهة حرب نتيجة كذا وكذا وكذا من تفاهاتهم التي يذكرونها، للاسف الشديد ان يقول هذا عرب ولبنانيون ووسائل اعلام، الاسرائيليون انصفونا، قالوا لا هؤلاء حزب الله صادقين، لماذا يعرفونا اننا صادقين، نحن في صراع مع العدو الاسرائيلي منذ 34 عاما، ويعرف العدو تماما من خلال الميدان اننا لم نكذب في اي يوم، لم نقل يوما اننا فجّرنا عبوة ولم يكن يوجد عبوة او اقتحمنا موقع ولا يوجد موقع او قمنا بانجاز ولا يوجد انجاز، ولم نعد او نهدد في اي مرة الا ونفذنا، تصوروا خلال اسبوع الاسرائيلي يعترف بصدقنا وبشجاعتنا وهؤلاء الاعراب الذين هم اشد كفرا ونفاقا يشككون بكل هذه الصفات التي ثبتتها الوقائع التاريخية، لا، المسالة ليست كذلك، كنا خلال 24 ساعة من استشهاد السيد مصطفى كنا معنيين ان نعرف بالضبط ما الذي جرى، الاعتداء الاسرائيلي كان احد الفرضيات، نحن فحصنا جيدا، الموضوع ليس ما نتمنى بل نحن نريد الذهاب الى الواقع وقمنا بفحص لها علاقة بالجو وبحركة الاسرائيليين وبطبيعة ما وجدناه في ساحة الانفجار، لا يوجد لا مؤشر ولا معطى ولا دليل ياخذنا الى الاسرائيلي، الموضوع له علاقة بالصدق والحقيقة، نحن لا نبرئ الاسرائيلي انما لا نتهمه لأنه ليس لدينا دليل اتهامي، نحن لا نتهم في السياسة كغيرنا، اسهل شيء في السياسة ان اقول اسرائيل وسيروا، اسرائيل سيروا على رد الفعل وعلى كل التداعيات، الا اننا لا نتهم بالسياسة، حتى عدونا لا نتهم، نحن نمارس حرب نفسية مختلفة عن كل حروب العالم، في حروب العالم يدرسون في الاكاديميات والجامعات والكليات، الخداع اولكذب والتزوير هو جزء من الحرب النفسية اما نحن حتى في الحرب النفسية لا نكذب، وهذه حرب نفسية لا مثيل لها في التاريخ البشري الا في زمن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وصحابته واهلا بيته، نحن حتى في الحرب النفسية لا نكذب ولا نتهم بالسياسة.

عندما تدلنا المعطيات على الجماعات الارهابية المسلحة الموجودة في المنطقة، فكيف لي كحزب صادق وكمسؤولين صادقين ان اقول لعائلة الشهيد او لجمهورنا او للناس غير ذلك، وبالتالي عليّ ايضا ان علينا اتحمل تبعات هذا الاستنتاج وهذا الالتزام.

انا اليوم اريد ان أعيد الموقف ذاته الذي قلته منذ أشهر في سياق هذه النقطة،

اولا، عندما تكون لدينا معطيات على اتهام اسرائيل نتهمها وتكفينا المعطيات الظنية لنتهم، يعني ليس شرط اليقين، المعطيات الظنية، كما حصل في استشهاد الحاج عميد رحمة الله عليه، أما عندما تكون الامور واضحة كما حصل مع شهداء القنيطرة، ايضا الامور واضحة، ثانيا تاريخنا يقول انه ولا يوم من الايام قتلت اسرائيل منا احدا وجهّلنا الفاعل، احضروا شاهد.

ثالثا تاريخنا يقول انه عندما نتوعد في الرد نرد، كما حصل في القنيطرة، وما خشينا وقلنا لكم بوضوح نعم، كان يمكن لعملية الرد على شهداء القنيطرة ان تؤدي الى حرب، ونحن كنا جاهزين للحرب، نحن في ذلك اليوم اخلينا معسكراتنا كلها، كان لدينا الالاف في معسكرات التدريب، اخلينا نقاطنا العسكرية وعملنا كل اجراءاتنا وفتحنا غرف العمليات وكنا جاهزين للذهاب الى الحرب، لأنه ما كان يحسم ان نسكت على هذا القتل في وضح النهار الذي حصل لاخواننا في القنيطرة، وعندما استشهد سمير القنطار ايضا ورغم كل التهديد والتهويل الاسرائيلي انه اذا عملتم شيئا سنعمل رد فعل، دخل اخواننا الى عمق مزارع شبعا والى قرب الموقع العسكري الاسرائيلي وزرعوا عبوة كبيرة كان يمكن ان تدمّر موكبا وتقتل ضباط، الله سبحانه وتعالى شاء ان الية مصفحة جدا ولا يصاب فيها الا 3 جرحى، هذا لم يكن له علاقة بارادتنا، هذه مشيئة الله، لكن قرارنا كان ان نرد. اكرر تاريخنا لا يقول اننا نجبن او نخاف او نتراجع عندما نظن ان الاسرائيلي هو الذي قتلنا. قبل اشهر انا قلت بمناسبة، هذا قرار نحن درسناه سوياً في قيادة حزب الله وفي اطار القيادة الجهادية ايضا، من الان فصاعدا، حذّرنا اسرائيل من ان تمد يدها الاثمة لقتل اي من مجاهدينا وليس اي من قادتنا، اي من مجاهدينا، والا سيكون ردنا قاسياً ومباشراً. واليوم انا اقول للاسرائليين (الذين انصفونا) وللأعراب الذي هم اشد كفراً ونفاقاً الذين اتهمونا وللعالم وللعو وللصديق في هذا اليوم، في اسبوع الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين ذو الفقار، اذا انقضت يدكم الى اي مجاهد من مجاهدينا ايها الصهاينة سيكون ردنا مباشراً وقاسياً وخارج مزارع شبعا، وبكل وضوح، واي تكن التبعات.

النقطة الثالثة، شهدنا ايضا خلال الايام القليلة الماضية اي منذ شهادة السيد مصطفى الى اليوم تعليقات وكلام سخيف وتصرفات من بعض الجهات والشخصيات السياسية ومن بعض وسائل الاعلام، بس بدي قول جملتين ونقطع عنا، تعبّر عن مستوى الانحطاط الاخلاقي الذي وصل اليه البعض في هذا البلد. انحطاط اخلاقي، شعور انساني ما في. والذين لا يقيمون للمشاعر الانسانية

لدى الاخرين اي قيمة والذين لا يتصرفون الا على اساس الاحقاد والضغائن ويقدمون انفسهم انهم حضاريون واهل قانون ورجال دولة، انتم رجال دولة؟ انتم عصابات، اسوء من العصابات. يا اخي المحكمة الدولية التفاهة تبعكن بعد ما حكمت على الرجل وادانته وانتم تحكمون عليه في كل يوم وتتصرفون على هذا الاساس؟ انتم جماعة قانون؟ انتو بالأول عندكم مشاعر اخلاقية ومشاعر انسانية؟ على كلٍ، طبعا كلنا بشر ونتأذى من هذه الكلمات ومن هذه التصرفات ولكن انا ادعو جمهور المقاومة وأحباء هذا السيد الشهيد الى تجاوز ما سمعوا وما رأوا فقط لأن كل إناء ينضح بما فيه، من فيه شرف ينضح شرفاً، ومن فيه خسة ينضح خسة، ومن فيه كرامة ينضح كرامة ومن كله عار ينضح عار، وانتهى، بيكفي هلقد.

في موضوع المحكمة الدولية، نحن سمعنا كلاما هذه الايام ومطالبات من المحكمة الدولية، هذا الموضوع تواصيت انا واخواننا ان لا نعلق عليه وان لا ندخل في سجال لسبب بسيط، نحن يا اهلنا ويا ناسنا ويا احباءنا، كل شيء عندنا يتعلق بالمحكمة الدولية قلناه منذ سنوات، ملف المحكمة الدولية بالنسبة لنا غير موجود اصلاً، في دائرة النسيان، اذا علمت كشف على دماغنا لا تجد مكان اسمه المحكمة الدولية، وتحدثنا بما يكفي عن بطلانها وعن تزويرها وعن تسييسها وعن استخدامها كسلاح من اسلحة استهداف هذه المقاومة وقادة هذه المقاومة واغتيالهم المعنوي والجسدي، ولذلك كل ما يقال في هذا الشان وكل ما يطلب منها او يطلب لها في هذا الشأن لا يعنينا على الاطلاق ولا تستحق منا اي تعليق على الاطلاق. هذا موضوع المحكمة انتهى.

النقطة الخامسة، ايضا خلال الايام الماضية، خلال اسبوع من الشهادة الى اليوم قرأنا وسمعنا تعليقات متقاربة، بعضها معادي ومتربص يتكلم عن حزب الله والخسارة والوهن والضعف، وقمنا بمجلس عزاء، وبعضها تعليقات صديقة، من موقع المحبة والخوف علينا والحرص والقلق، مما اصابنا بفقد قائد بمستوى السيد مصطفى، ايضاً من واجبي لان هذا جزء من الحر القائمة ان اعلق على هذا الموضوع، اولاً حزب الله ومنذ سنوات طويلة، اصبح تنظيماً كاملاً ومؤسسة حقيقية في جميع الابعاد وفي مقدمها البعد الجهادي، واثبت التجاوب ايضاً كما هو واقع الحال ان هذه المؤسسة لم تعد تتوقف في حركتها وبقائها وتطورها على وجود شخص محدد مهما كان كبيراً، او على وجود اشخاص محددين مهما كانوا كبار، وهذه المقاومة في حالة تطور ونمو كمي وكيفي، وأقول للاعداء

حتى يخسئوا وللاصدقاء حتى يطمئنوا ويفرحوا هذه الحقيقة من موقع التأهيل والتعليم والتدريب ومن موقع التجربة المتراكمة انتقال التجربة من جيل الى جيل.

ثانياً نحن في العمل الجهادي في حزب الله، ليس لدينا قائد واحد اواثنان او عشرة، نحن لدينا جيل من القادة واعمارهم بين الاربعين والخمسين، ولدينا جيل من القادة اعمارهم بين الثلاثين والاربعين ولدينا جيل من القادة الميدانيين كبير، والا فليشرح لنا احد كيف يتواجد حزب الله في لبنان ومواجهة التحديات وفي سوريا وفي ميادين وبلدان اخرى؟ ويقدم الشهداء وهؤلاء القادة ويستمر ويتواصل في الحراك، عندما يستشهد احد قادتنا، بالتأكيد بالنسبة لنا عاطفياً اخوياً شعورياً بالمميزات الشخصية له يحدث فراغاً سرعان من يملؤه اخوانه من جيله او من الاجيال التي لحقت جيله، ولذلك من هذه الجهة كونوا مطمئنين.

ثالثاً قادتنا الكبار عندما يستشهدون يبنى على الدم وعلى هذا العطاء اندفاعة جديدة وعزم جديد، روحية جديدة ومسؤولية جديدة، تحدي جدي، همة جديدة، الم يحصل هذا مع الشيخ راغب؟ مع شهادة السيد عباس؟ مع شهادة الحاج عماد؟

رابعاً بعد استشهاد الحاج عماد قيل الكثير عند العدو والصديق ان بنية حزب الله ستضعف وتتآكل، انما العالم كله يعرف انه بعد العام 2008 وبناء على انجازات الحاج عماد وتضحياته وعقله وعطاءاته ودمائه الزكية،، بقية اخوانه اكملوا المسيرة والمسار وتعاظمت القوة الجهادية لحزب الله حيث بات العالم يعترف انه انتقل من قوة محلية الى قوة اقليمية، فهل يكون تراجع؟ هو اصبح قوة اقليمية بالخطابات؟ او بالفعل والحضور الميداني الذي تمثله هذه البنية الجهادية بالدرجة الاولى.

خامساً واخيراً في هذا الموضوع، من يجلس في بيته يموت على فراشه، ان السيد ذو الفقار استشهد والحاج عماد والسيد عباس وعلاء وحسان وغيرهم استشهدوا، طبيعي سيستشهدوا، من يجلس في بيته يموت في فراشه، اما من يحضر في الساحات والميادين والمواجهات والتحدي يمكن ان يوفقه الله في شرف الشهادة ولذلك السيد مصطفى ليس الشهيد القائد الاول في هذه المسيرة ولن يكون الاخير طالما ان مسيرتنا تتحرك الى الامام وتتحمل مسؤولياتها الايمانية والجهادية والتاريخية وطالما ان قادتنا يصرون على التواجد في الميدان، سنستقبل المزيد من القادة الشهداء، وهذا الامر لا يجوز ان يسبب لا الان ولا في المستقبل، كما انه لم يسبب في الماضي اي احساس لا بالضعف ولا بالوهن

ولا بالخسارة لاننا من موقع هؤلاء الشهداء وبدماء هؤلاء الشهداء نتقدم وننتصر ونحقق الانجازات، كما سأتحدث في المقطع التالي.

المقطع الثالث، الوضع الحالي والافق الى الامام بناءً على الماضي، نحن عندما ذهبنا الى هذه المعركة في سوريا، ذهبنا بناءً على رؤية وفهم وتشخيص واضح للاخطار والتهديدات والفرص، هذا الموضوع تحدثنا عنه كثيرا خلال السنوات الماضية وفي المناسبات المختلفة، يوما بعد يوم تتكشف الحقائق وتظهر ايضا الاعترافات والوثائق عن اهداف هذه المعركة، عن دور الاميركيين والغرب في هذه المعركة وحلفائهم الاقليميين، من الذي استغل هذه الجماعات ومن مولها واستقطبها وسلحها وجهزها ودربها وادارها في سوريا وسهّل المجيء بها من كل اقطار الدنيا؟ هذا الموضوع بدأ يتضح يوماً بعد يوم، انا قبل اسبوع نقلت بعض الشهداء، الان لن انقل بعض الشهادات ولكن ادعوكم مجددا، ادعو كل الذين يبحثون عن الحقيقة، ادعو كل الذين ما زال لديهم غمويض في فهم ما يجري، ادعو كل الذين ما زالوا يتساءلون عن صدقية وحقانية هذه المعركة، ان يقطعوا قليلا عن الاعلام العربي لأنه بأغلبه موجه وومتآمر، وانظروا الى الاعلام الاميركي والاعلام الغربي عموما، ماذا يكتب وماذا يقول وماذا يعترفون. جنرالات عسكريون كبار اميركيون وغربيون، ديبلوماسيون كبار بعضهم كانوا وزراء خارجية، رجال استخبارات كبار كانوا في ال CIA وفي غيرها، صحافيون كبار مشهود لهم بمصداقية معطياتهم، اقرأوا ما يكتبون وما يقولون عن بدايات التحضير لكل ما حصل في سوريا. الان بدأوا يتكلون لأنه بدأ الندم وبدأت المحاسبة، هناك يحاسبون، وبدأ السؤال وبدأ البحث عن حلول للنتائج الكارثية التي ارادوها لمنطقتنا فلحقت بهم ايضا. عندما نعود لهذه الحقائق، من لديه غباشة ستزول الغباشة، ومن لديه بصيرة سيزداد بصيرة ووعياً وايماناً بهذه المعركة. كل المعطيات الميدانية ايضا التي تكشفت خلال هذه السنوات تؤكد هذه الحقيقة. هذا تدخل اقليمي، لو أخذت مثالاً واحدا التدخل السعودي في سوريا، تلك التي تلحق بايران لتدينها، انتم قاعدين عم تصلوا وتصوموا بالحرمين الشريفين. التدخل السعودي في سوريا السعوديون يعترفون به، بايدن يعترف بان السعودية ودولا اخرى انفقت مليارات الدولارات وارسلت الاف الاطنان من السلاح والذخيرة وذكر السعودية. الكل يعرف ان السعودية تحرض في الاعلام وتحرض طائفياً وتمول وتسلح وتأتي بالمقاتلين من كل انحاء الدنيا وتزج بهم في سوريا وتدير العمليات ايضا، هناك غرفة عمليات تديرها السعودية في سوريا وموجودة في الاردن، كل العالم يعرف هذا الامر، وايضا هي التي تدير

وفد المفاوضات المسمى بوفد الرياض، هي التي تقاتل في الميدان وهي التي تعطّل في السياسة. ما اهداف السعودية في سوريا؟ نحن الان في يوم عزاء ولمن في يوم جهاد ويوم حقيقة ويوم بصيرة، هذه المعركة استشهد فيها السيد مصطفى. السعودية تريد دستورا جديدا في سوريا، لكن هل لديها دستور؟ لديهم نظام اساسي للملك والعائلة وال سعود، ولكن هل هناك دستور؟ اذا أنا مخطئ قولوا لي. السعودية تريد في سوريا انتخابات نيابية مبكرة وانتخابات رئاسية مبكرة، في السعودية من او ان خلقت حتى اليوم هناك انتخابات نيابية وانتخابات رئاسية حتى تقاتل الشعب السوري بهذه الحجة؟ السعودية تريد في سورؤيا الاصلاح والحريات، هل يجرؤ احد ان يفتح فمه في السعودية؟ يفتح فمه وليس ان يقوم بحركة اصلاحية او مظاهرة او احتفال، اذا انزل سطرين على تويتر يحكمون عليه الف جلدة، بأي دين هذا وبأي فقه؟ لا يوجد فقه اسلامي ينص على 1000 جلدة، فقط عندهم ولماذا؟ لأنه قال كلمتين اعترض فيهما على النظام. انتم تريدون اصلاحات وحريات؟ يريدون تداول السلطة في سوريا، ويريدون تعدد احزاب في سوريا، انتم عندكم حزب ليكون في سوريا تعدد احزاب؟ هذا كله كلام فارغ، كل الكلام السعودي وقيسوا عليه كل الذيم معهم في تلك الجبهة عن الحريات والدساتير والانتخابات والاصلاحات وتداول السلطة وتعدد الاحزاب، كلها اكاذيب وابشع انواع النفاق والرياء. كل المعطيات والاعترافات التي تحصل الان في العالم تؤكد ان استهداف سوريا كان لأنها دولة مستقلة ولأناه خارج الهيمنة الاميركية وهيمنة ادوات اميركا في المنطقة، كان لأنها متمسكة بموقفها القومي والعربي ومناهضتها للمشروع الصهيوني وبارض فلسطين والجولان والاراضي العربية المحتلة، فقط وفقط لانها دولة في محور المقاومة لانها دولة ما زال فيها عروبة، لانها دولة ما زالت تقف وتقول لا لاسرائيل وتدعم المقاومين في لبنان وفلسطين، هذا هو ذنب سوريا. الان اذا يخرج السيد الرئيس بشار الاسد ويعلن باسم القيادة السورية انه حاضر، وانا بحلف يمين على هذا الامر ولا اريد ان اكشف بعض الاسرار وسيحين وقتها وبعض العروضات، انه يعلن انه حاضر ليكون في خدمة اميركا والمشروع الاميركي وخدمة الصهاينة ستنتهي الحرب في سوريا وسيجمع هؤلاء هذه الدول الاقليمية كل هذه الجماعات المسلحة. هذا هو هدف الحرب الحقيق، وللاسف الشديد ايضا ان الولايات المتحدة الاميركية وبالتعاون والتشاور مع حلفائها الاقليميين وجدت في المنطقة بعد فشلها المباشر وفشل الجيش الاسرائيلي وجدت في المنطقة من تسخرهم لقتال محور المقاومة ولقتال انتفاضات الشعوب الحقيقية، ولقلب الاولويات في كل العالم العربي الذي شهد انتفاضات شعبية، من

اولوية الاصلاح الى اولوية مواجهة الارهاب، وهؤلاء الجماعات التكفيرية واحد، داعش ونصرة وبقية الاسماء واحد جوهر وفكر واحد وطبيعة واحدة، لا يختلفون في شيء عن بعضهم، وجدت الجنماعات المغذاة فكرياً والممولة، لا داعي لان يدفعوا من جيوبهم اي فلس، السعودية تدفع وقطر تدفع والامارات تدفع، وتركيا تعطيهم سلاح وتفتح الطريق وتسهل ودوزل اخرى ايضاً، وجدت الجماعات التي لديها القدرة على التدمير، من يريدون ان يدمروا؟ مجتمع وطني؟ مطلوب قتال المسيحين؟ الايزيديين؟ هؤلاء جاهزين، حسناً في الدائرة الاسلامية، من اجل تدمير اتباع الديانات الاخرى، هؤلاء جاهزين عقائدياً سياسياً روحياً فكرياً، انتحاريين يرسلون الى هناك، تدمير داخل الدائرة الاسلامية، بقية اتباع المذاهب الاسلامية، هؤلاء جاهزين يعني داعش ونصرة واخواتها، يقتلون ويذبحون ويسبون ويفجرون ويدمرون ويرسلون انتحاريين، بل اكثر من ذلك، في داخل الدائرة السنية، اذا مطلوب تدمير مجتمع في داخل الدائرة السنية هؤلاء جاهزين، هذه مصر، هل هناك قتال سني شيعي؟ هذه ليبيا، هل هناك قتال سني شيعي في ليبيا؟ هذه بوكو حرام في نيجيريا؟ هؤلاء البنات الثانويين الذين خطفوهم بوكو حرام هل هؤلاء شيعة ام سنة، وجدت اميركا واسرائيل الجماعات المبرمجة والجاهزة فكريا وروحيا واراديا وبالامكانات لتدمير كل شيء، المجتمع الوطني، والاسلامي والسني، لا مشكلة لديهم، وهي تستخدمهم حتى الان لخدمة مشاريعها، لحذف اعدائها، من اعدائها في المنطقة؟ بوجه حركات المقاومة في المنطقة، النظام في سوريا، دمروهم، الجمهورية الاسلامية في ايران، الوضع الجديد في العراق، النهضة الوطنية والشعبية والاسلامية في اليمن، وهكذا، هؤلاء جاهزون، لا يحتاجون لقوات اميركية او جيش اسرائيلي، الجيش الاسرائيلي يتفرج وفرح، لانه جاء جيش اسرائيلي اميركي يحمل راية سوداء باسم الاسلام كتب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله، هذا الجيش الاسود المتوحش الجديد كفيل بدمه وسلاحه وانتحارييه ان يحقق كل الاهداف الاسرائيلية الاميركية في المنطقة، وهم يتفرجون، لا يدفعون فلس من جيوبهم، ويوقومون بتوظيفه حتى نهاية المطاف، ثم يقدمون انفسهم لشعوب المنطقة كحام كاذب وكضمانة خادعة ويتخذون داعش والقاعدة ذريعة وحجة في اليمن للعودة الى قواعدهم التي اخرجهم منها الثو وليعودوا الى قواعدهم في العراق التي اخرجتهم منها القواعد العراقية، الاميركيين يعني، وليدخلوا الى سوريا التي لم يسمح لها أسودها في يوم من الايام ان يقوموا على ارضها الطاهرة قاعدة عسكرية، يتخذونهم ذريعة لعودة القواعد العسكرية الى المنطقة، هذه هي الحقيقة.

نحن ذهبنا الى هذه المعركة واستشهد فيها السيد مصطفى بدر الدين، ذهبنا وكل شهدائنا لندافع كما كنا نقول واعيد اليوم لاجدد الموقف بناءً على التساؤلات، لندافع عن لبنان وسوريا وفلسطين وكل الامة، ومحور المقاومة، منذ البداية كنا نعرف تبعات هذا الخيار وهذا القرار، وقلنا اننا نتحملها، وشعبنا واهلنا تحملوا معنا ايضاً، قدمنا اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى وواجهنا حملات شنيعة لتشويه صورتنا وسمعتنا اعلامياً، هناك حرب اعلامي كونية علينا وحصار اعلامي، ممنوع ان يسمع صوتنا، وحصار مالي وتهديد كل من يؤيدنا ويحبنا برزقه او بحياته، ويسقط منا القادة الشهداء، كل هذا نعرف اننا ذاهبون اليه، لكن هذا كله تضحيات في سبيل ما هو أهم لأنه اذا بقى لبنان وبقيت سوريا وبقى العراق وبقيت المنطقة وبقيت فلسطين والقضية الفلسطينية وهزم هؤلاء، فالأمر يستحق كل هذا المستوى من التضحيات، نحن امام هذا المناخ كله المثار، أقول لكم بثقة ويقين نحن على مدى 34 عاما مرت علينا ظروف اسوأ واقصى واصعب من الوضع الذي يصور الان، بل على العكس بالنسبة لكل الظروف الماضية وضعنا افضل، معنوياتنا وبصيرتنا وامكاناتنا وخياراتنا وقدراتنا وشعبيتنا وحضورنا واحترامنا وقوتنا وبينتنا اقوى، وهذه المرحلة سنتجاوزها بعون الله بصبرنا وصمودنا واخلاصنا ومواصلتنا للطريق، وهذا الذي يشكل دافعاً اضافياً، غير القناعة واليقين والبصيرة اننا نحن وبقية الاصدقاء والحلفاء في سوريا في قلب المعركة نتقدم وننتصر، ما يحصل في سوريا احسبوا منذ خمس سنوات الى اليوم عندما كانوا يقولون يسيطرون على سوريا بشهر او شهرين ويبلعوها آل سعود والامركيين واليهود والصهاينة، الان اين هي سوريا نسبة لما كان يُتوقع لها قبل خمس سنوات؟ الان هناك انتصارات وانجازات تحققت على مدى السنوات وتتحقق الان وفي المدى المنظور، لذلك نحن نقول ان استشهاد السيد مصطفى واستشهاد اخواننا في سوريا دماؤهم هي الوقود التي يصنع ويساعد ويساهم الى جانب كل الشهداء الذين يستشهدون في سوريا في صنع هذا الانجاز وهذا الانتصار وفي هذا الدفاع التاريخي الكبير عن الامة وقضايا الامة ووجود الامة، وبناءا عليه، قرارنا هو التالي، لان كثيرون كتبوا وقالوا نجّموا انه هل سيؤدي استشهدا هذا القائد الى خروج حزب الله من سوريا او اتلى اعادة حزب الله النظر لتخفيف تواجده في سوريا؟ اقول لهم اليوم،

اولا حتى اليوم وحتى هذه الساعة لم يخرجنا استشهاد قائد من قادتنا من اي معركة بل كان يزيدنا استشهاد قائدنا حضورا في هذه المعركة، مع الشيخ راغب، مع السيد عباس، مع الحاج عماد، والان مع السيد مصطفى.

ثانيا، ان هذه الدماء الزكية ستدفعنا الى حضور اكبر واقوى في سوريا، هذه الدماء الزكية ستدفعنا الى حضور أكبر وأوقى في سوريا، ايماناً منا بحقانية المعركة وصدقيتها وليقين منا بأن الاتي هو الانتصار في هذه المعركة.

نحن باقون في سوريا وسيذهب قادة الى سوريا اكثر من العدد الذي كان موجوداً في السابق، سنحضر بأشكال مختلفة ايضا وسنكمل هذه المعركة لان هذا هو الوفاء للشهداء ولهذا الشهيد القائد، ونحن على يقين بأن عملنا ودماءنا وجهادنا ومساهمتنا التي دائما اصفها بالمتواضعة الى جانب كل الجهود الاخرى التي تحصل في سوريا ستؤدي الى فشل هذا المشروع الاميركي الاسرائيلي التكفيري الآل سعودي الهيمني السلطوي الاقضائي الالغائي الايبادي، هذا المشروع سيسقط وسيدمر في سوريا، ولن يستطيعوا ان يسيطروا على سوريا لا على قيادتها ولا على شعبها ولا على جيشها ولا على ارضها ولا على خيراتها وبالتالي لن يستطيعوا ان يسيطروا على هذه المنطقة. كل هذا المشروع الذي رسم للمنطقة سقط في سوريا وسيدمر في سوريا ان شاء الله.

الانجاز الاخير في الغوطة الشرقية، من باب المعلومات ايضا، قبل اسابيع كان السيد مصطفى واخوانه يحضرون للمساهمة في هذا الانجاز ودرسوا المشاركة وقرروا المشاركة، واليوم الجيش السوري وبمشاركة كل هؤلاء الابطال استعادوا عددا كبيرا من البلدات في الغوطة الشرقية ليبعدوا الخطر بشكل كبير جدا، حتى لا ابالغ واقول نهائي، عن مطار دمشق الدولي حيث استشهد السيد مصطفى وعن منطقة السيدة زينب حيث قاتل وضحى السيد مصطفى، هذه الانجازات ستكبر وتتكامل عندما نحضر بشكل قوي وكبير.

قبل ان اختم بكلمة اخيرة عن السيد مصطفى ومسؤوليتنا تجاه دمه، اريد من خارج السياق، ولكن لان الجنوب ذاهب يوم الاحد الى انتخابات بلدية اريد ان اقول كلمتين.

انا أدعو أهلنا في الجنوب في كل القرى والبلدات الى امرين، الامر الاول المشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية، لا يعتبروا ان اللوائح المشكلة بين حزب الله واحيانا مع قوى واحزاب اخرى وبالتفاهم مع العائلات.

هناك تحالف مبارك وسليم وصحيح جدا بكل المقاييس العقلية والاخلاقية والجهادية والسياسية والدينية القائم بين امل وحزب الله في كل شيء ومنه في الانتخابات البلدية.

ممكن للبعض ان يعتبر ان اللوائح فائزة ولا نقاش ولا داعي للذهاب الى الصناديق، لا، يجب ان نذهب الى الصناديق، لانه في هذا المناخ الذي يخاض فيه حرب علامية شعواء علينا، يتم استغلال حتى دماء الشهداء كما شهدنا خلال الاسابيع الماضية في شهادة السيد مصطفى، لأنه سيقال انه في هذه البلدة عاصمة المقاومة نسبة لمشاركة مثلا 20%، يوجد نفاق ودجل واستغلال، في النهاية هناك من الناس من سيعتبر ان اللائحة فائزة فلماذا الذهاب؟ حتى لا تعطوا الاعداء والخصوم يلي من جوّا خربانين كذابين ومنافقين ودجالين لا تعطوهم ذريعة وحجة، مع العلم ان اعلى نسبة مشاركة في الانتخابات البلدية حتى الان ربما كانت في بعلبك الهرمل ومع ذلك ركّبوا عليها كلاما معنيا من حيث المجموع من نسبة المشاركة.

ندعو الى أعلى نسبة من المشاركة في الانتخبات البلدية في الجنوب، حتى الجرحى يذهبون بكراسيهم المتحركة امام العالم والكاميرات ليصوتوا، ليقولوا للعالم الا يستغلوا هذا الاستحقاق الطبيعي بهذه الطريقة السيئة.

اطلب الالتزام بلوائح التحالف والائتلاف، لأنه من اهم نتائجه قبل النجاح في البلدية انه يمتّن ويعمق ويجذر هذا التحالف وهذا التوحد الذي نحتاجه في مواجهة كل هذه الاعاصير.

ايها الاخوة والاخوات، في يوم الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين ذو الفقار، ثأرنا الكبير نحن في حزب الله ما هو نظرا للمعركة التي كان يقودها وقضى فيها شهيدا، ثارنا الكبير يكون في امرين، الامر الاول ان نواصل حضورنا ويتعاظم في سوريا، ثارنا الكبير هو ان نلحق الهزيمة النكراء والنهائية بهذه الجماعات الارهابية التكفيرية الاجرامية التي تتآمر على قضايانا وعلى شعوبنا.

والامر الثاني الحفاظ على هذه المقاومة الاسلامية وصيانتها وتطويرها، لأن من أجلها استشهد السيد مصطفى ومن اجل الحفاظ على وجودها وبقائها وبقاء قوتها وقوة محورها. هذا هو ثارنا الكبير وهذه هي مسؤوليتنا الكبيرة.

رحم الله شهيدنا القائد وكل الشهداء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

_____________________________________________________________

السابق
في حاروف: ائتلاف علني…والتشطيب سيكون سيد الموقف!
التالي
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الجمعة 20-5-2016