المتحف الفلسطيني يفتتح معرض «أطراف الخيوط» في 25 أيار

يتحضر المتحف الفلسطيني لافتتاح معرض “أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي” أول معارضه خارج فلسطين والذي سيقام في دار النمر للفن والثقافة في بيروت في 25 أيار (مايو) ويستمر حتى 30 تموز (يونيو) 2016، تحت إشراف قيمة المعرض راتشيل ديدمان. ويعد معرض “أطراف الخيوط” أول فعاليات المتحف بعد افتتاح أبوابه في بيرزيت في 18 أيار 2016.
جاءت الفكرة الأصلية لهذا المعرض من المرحومة ليلى المقدادي القطان(١٩٣٤-٢٠١٥)، رغبة منها في تكريم صديقتها ملك الحسيني عبد الرحيم؛ واحدة من الشخصيات الريادية في الحفاظ على تراث التطريز الفلسطيني وإحيائه، ومن أهم المصممين في ذلك المجال، وقد تطورت فكرة المعرض منذ حينه، ليصبح اليوم أوسع من ناحية المواضيع التي يتناولها.

سيضمّ المعرض في فضائه مجموعة من أعمال وداد قعوار وملك الحسيني عبد الرحيم، ليلقي نظرة نقدية حول دور التطريز في صياغة وتشكيل الثقافة والسياسات الفلسطينية التاريخية والمعاصرة، ومن خلال اعتماده على بحث استمر لسنوات بالإضافة إلى العمل الميداني وإنتاج فيلم توثيقي حديث؛ يبحث المعرض في تاريخ التطريز الفلسطيني ما قبل وبعد عام 1948، مستكشفاً الدور الذي لعبه في المقاومة والوطنية وتمثيل الهوية الفلسطينيّة أدائياً.

يتطرق المعرض لأسئلة هامة تتعلق بصورة فلسطين في أعين العالم والتأثير الذي يحدثه أداؤها، وذلك من خلال الرجوع لفترة ما قبل عام 1948 واستعراضاً للمواد والمنسوجات الفلسطينية والأشكال المعاصرة والحديثة على مرّ 60 عاماً.

ترى قيّمة المعرض رايتشل ديدمان، أن التطريز الفلسطيني مادةٌ غنية واستثنائية، تجمع بين ما هو بصري وما هو ملموس، وبين الحميمي والسياسي والشَّاقّ، وفي حين يتحدى معرض “أطراف الخيوط” الارتباطات التقليدية للتطريز بكل ما هو قديم وهامشي، فإنه يفتح آفاقاً جديدة للتوسع والتعمق في مقاربة تاريخ فن التطريز الفلسطيني ما بين أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين.

دعوة

تتناول جوانب البحث الذي بُنيّ عليه المعرض وبعض عناصره الأساسية موضوع تجانس الثوب الفلسطيني سواءً ما قبل أو ما بعد عام 1948؛ مثل التطريز وموضة ملابس المرأة الفلسطينية العصرية في بيروت إبّان الستينيات، واستخدام التطريز باعتباره محوراً لأعمال الفنانين التحرريين الرومنسية تجاه فلسطين التاريخية، ويظهر البحث أيضاً كيف يمكن أن يكون التطريز شكلاً من أشكال المقاومة، رابطاً صورة شكل الثوب على أجساد النساء في مرحلة الانتفاضة بمواقف سياسية قوية، وملقياً الضوء على تاريخ المؤسسات غير الحكومية ودورها في تعميم ونشر التطريز في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى إبراز الأشكال المفاهيمية المعاصرة للتطريز كما يراه الفنانون الفلسطينيون الشباب حالياً.

سيلقي المعرض الضوء على الأثواب الفلسطينية ما بين القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من خلال الحوارات والصور والرسومات والمحفوظات والتصاميم العصرية، من خلال تقديم مواد قليلة التوثيق ونادرة العرض، حيث تدرج البحث في هذا السياق من مفهوم تاريخ المادة الملموس إلى مفهوم الكيفية التي تعكس بها المنسوجات وبشكل حساس التغيرات في المشهد السياسي والاجتماعي الذي أُنتجت خلاله.

يتيح الفيلم الذي أنتجته للفنانة “ميف بيرنان للمعرض، المجال لإبراز صوت النساء اللاتي لازلن يمتهنّ التطريز في فلسطين ولبنان والأردن واللاتي نادراً ما يُأخذ بذكرياتهن ويستفاد من خبراتهن وآرائهن في هذا السياق.

سيرافق معرض “أطراف الخيوط” إطلاق مطبوع بحثي جديد وبرنامج تثقيفي تفاعلي عام في بيروت. يذكر أن عملية تنظيم المعرض والبحث في تاريخ الفن استلزمت عملاً ميدانياً مكثفاً وبحوثاً أرشيفية في المحفوظات، كما شكّلت مجموعات وخبرات السيدتين وداد قعوار وملك الحسيني عبد الرحيم حجر الأساس لمحتوى المعرض.

السابق
«مستقلون» بكفاءات متعددة.. يواجهون لائحة «الوفاء والتنمية» في «البازورية»
التالي
«يديعوت أحرونوت»: بدر الدين نسّق مع مغنية لاغتيال الحريري‏