مستشار سابق لأوباما يعتذر عن نصائحه السابقة:كان يجب علينا قصف بشار الاسد

قال المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، فيليب غوردون، إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا تبنت مفهوم إطالة أمد النزاع، دون التوصل إلى حله.

وناقش غوردون، الذي شغل منصب مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في الفترة ما بين 2013 إلى 2015، في مقابلة أجراها جيفري غولدبيرغ من مجلة “ذا أتلانتك”، موقفه من بعض ما ورد حول المقابلة التي أجراها غولدبيرغ مع الرئيس أوباما، ونشرتها المجلة الشهر الماضي، تحت عنوان “عقيدة أوباما”، في محاولة لتوضيح الطريقة التي ينظر فيها الرئيس للعالم، ومبادئه في السياسة الخارجية.

ويقول غولدبيرغ إن “غوردون رجل (موال) لرئيسه، الذي يعتقد أن الولايات المتحدة لا تستطيع تغيير مسار الشرق الأوسط، ويعرف غوردون كيفية تفسير مواقف الرئيس أوباما المترددة في التدخل في كوارث الشرق الأوسط المتعددة، حيث تعلم الرئيس من العراق أن الغزو الشامل الذي يقود إلى تغيير النظام لا حظ له من النجاح، وتعلم من ليبيا أن التدخل الجزئي الذي يفضي إلى تغيير النظام لا ينجح، وتبين له من التجربة في سوريا أن الوقوف جانبا وعدم التدخل لا ينجح، وعندما تعلم الرئيس هذه الدروس كلها من مشكلات الشرق الأوسط، فهل يمكن لومه لتوجهه نحو آسيا؟”.

ويشير الكاتب إلى أن هذا كله لا يعني أن غوردون لم يكن مع ضرب الولايات المتحدة للنظام السوري؛ عقابا له على استخدام السلاح الكيماوي في آب/ أغسطس 2013.

وتستدرك المجلة بأنه رغم تحذير أوباما النظام السوري قبل عام من تجاوز “الخط الأحمر”، وتحضيره للعملية العسكرية بعد هجوم الغوطة، الذي قتل فيه أكثر من 1300 مدني، إلا أن أوباما قرر التخلي عن الضربة، وتحويل الموضوع إلى الكونغرس، مشيرة إلى أن أوباما تحدث بفخر في المقابلة الشهر الماضي حول قراره بعدم المضي قدما بالعملية العسكرية، حيث إنه قاوم الضغوط عليه، وخرق “قواعد اللعبة” التي من المفترض أن يلتزم بها كل رئيس أمريكي، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وتلفت المقابلة، التي ترجمتها “عربي21″، إلى أن قرار أوباما لم يحظ بالدعم، خاصة من دول الحلفاء وأهمها السعودية، التي رأت أنه بدد مصداقية الولايات المتحدة، مبينة أنه عندما تضع دولة عظمى خطا أحمر عليها تنفيذه.

ويعبر غولدبيرغ عن دهشته من معارضة غوردون لقرار الرئيس المتعلق في سوريا، خاصة أنه معروف في دوائر الأمن القومي بتحذيره من مخاطر التورط الأمريكي في سوريا.

وسأل غولدبيرغ غوردون عن الخط الأحمر، فأجاب قائلا: “دون أن ننكر مظاهر قلق الرئيس عن المنزلق، فقد كان من السهل القول إنها ليست عن تغيير النظام في سوريا، وليست عن التورط في حرب سوريا، ولكن عندما تقول الولايات المتحدة إنك لا تستطيع استخدام السلاح الكيماوي فأنت لا تستطيع”.

ويضيف غوردون: “أتقبل القول إن هناك مخاطر الوقوع في منزلق، لو استخدم السلاح الكيماوي مرة أخرى، لكن الأسد هو الذي كان سيدير هذا الخطر، وهذه هي الدينامية التي نواجهها، وعليه، فقد كان علينا أن نزرع في عقله بأن استمراره في امتحان صبرنا سيدخله في مخاطرة كبيرة، وهذا ليس في مصلحتنا، وبالتأكيد ليس في مصلحته، وقد كان هذا هدفا محدودا أكثر من تغيير النظام، وما كان عليه القول (أي أوباما): (سأمنعهم من استخدام السلاح الكيماوي؛ لأنني لو لم أفعل، فإننا نقول لهم تستطيعون استخدام الكمية التي تريدون من السلاح الكيماوي)، وأعتقد أنه من ناحية المصداقية والردع فإن عليك أن تكون مستعدا لعمل أشياء تكلفك كثيرا”، بحسب المجلة.

وتذكر المجلة أنه بالمقارنة مع موقف غوردون، فإن هناك من يرى أن عدم المضي بالحملة العسكرية ضد سوريا ثبتت صحته؛ لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على التعاون مع الولايات المتحدة لتفكيك الترسانة الكيماوية التي كان يملكها النظام السوري.

ويستدرك الكاتب بأن غوردون يرى أن الرئيس أوباما كان يمكنه الحصول على السلاح الكيماوي وإخراجه من سوريا لو نفذ تهديده بضرب النظام، ويفسر قائلا: “كما حصل، فقد كنا محظوظين، وفي المرة المقبلة عندما نقول للبعض: (هناك تداعيات لو تحركنا)، ولم نكن نعني ما نقول، وأعتقد أن هناك تداعيات حصلت في أوروبا وآسيا، فمن ناحية المصداقية والردع، يجب أن تكون جاهزا لعمل أمور مكلفة”.

وعندما سأله غولدبيرغ عن العلاقة بين قرار الرئيس عدم ضرب سوريا ومخاوفه من إزعاج إيران، التي كان يخوض معها محادثات حول ملفها النووي، كما يزعم الصقور في واشنطن، نفى غوردون هذا الزعم، وقال إن إيران لم تحضر في أي من النقاشات، وأضاف: “لا أعتقد أنك بحاجة لهذا التفسير عن عدم رغبة الرئيس بالتورط في مستنقع سوريا”، وقال: “لست بحاجة لاختراع تفسيرات جديدة عن السبب الذي جعل الرئيس مصرا على تجنب مستنقع الشرق الأوسط، وفعل أشياء لتجنب التورط في حروب الشرق الأوسط”.

وتنوه المجلة إلى أنه لدى السؤال عن السعودية، التي لا يحمل الرئيس عنها أي صورة إيجابية، وفيما إن كانت حليفا مهما، أجاب غوردون: “هذا سؤال آخر معقد يتحدى قوانين اللعبة”، وأضاف: “بصراحة فإن السبب الذي يجعلنا نتمسك بقواعد اللعبة، أن هناك سياسات معينة هي من مصلحتنا، ومهما فكر الرئيس عن السعودية، فإنه من المهم أن يكون للولايات المتحدة علاقات قوية هناك وفي منطقة الخليج بشكل عام، ومهما كان يعتقد شخصيا فإنه يتبع سياسات مضت عليها عقود، بالحفاظ على علاقات قوية مع منطقة الخليج، ولو فكرت بهذا فماذا سيكون التحدي لقواعد اللعبة مع السعودية؟ هل هو تغيير النظام؟ رفض بيعهم السلاح؟ وهل سيؤدي هذا إلى نتيجة أفضل؟”.

(عربي 21)

السابق
عام بعد المئة على الإبادة الأرمنية..والمذابح الجماعية مستمرة
التالي
والد سيلين ركان:«يا ريتها ما حكيت»