حركة فتح والأسئلة الصعبة؟

1-لماذا انطلقت حركة فتح؟

منذ خمسينيات القرن العشرين وإثر النكبة (1948) رفض الفتحاويون وصفات اللطم والبكاء والعويل والسوداوية والشعارات الزائفة، كما رفضوا مطلقيها ممن سبقوهم من القوميين الشوفينيين والاسلامويين والشيوعيين، وجعلوا الهدف الوحيد تحرير فلسطين التي لا توازيها لدى حركة فتح أي قضية أخرى..فانطلقوا عام 1965 متكلين على الله، وسواعدهم.

2-لماذا تبنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح “حرب الشعب طويلة الأمد”؟

لأن حرب الشعب تتضمن استراتيجية تقبل بتعددية وسائل النضال (الجهاد) من الكفاح المسلح إلى المقاومة المدنية أو الشعبية وما بينهما، وذلك وفق الفهم والوعي لمعطيات القوى المتصارعة والمعسكرات المؤيدة أو المناوئة، وتقديرا للظرف الاقليمي والدولي، وقدراتنا الوطنية؟

إقرأ أيضًا: حركة فتح تفصل اللينو

3-لماذا قامت حركة فتح بعمليات عسكرية مبهرة في العالم ، والآن تتخلى عن مثل هذه العمليات السابقة؟

طبيعة النظر للمرحلة والأهداف المتوخاة والقراءة العميقة للمتغيرات تحدد أسلوب النضال، لذا فإن قيام حركة فتح بالعمليات العسكرية الجريئة (منذ العام 1965-2005م) بأشكالها الخمسة (1-المواجهات العسكرية المباشرة من الخارج عبر الحدود 2-اقتحام المستوطنات وأخذ أسرى 3-حرب التصفيات للأمن الاسرائيلي بالخارج 4-عمليات الإنزال البحرية5-العمليات والمواجهات في الانتفاضتين الأولى 1987 والثانية2000 ) خدم كل منها أسلوب مرحلته، وتم استثماره بوضع فلسطين إلى الأبد على خريطة العالم، ما يعني الاستعداد لخوض أسلوب مقاومة جديد وفق المعطيات المتغيرة، وما لا يعني التخلي عن مبدأ الكفاح المسلح أبدا ما هو حقنا، وإنما التخير الأفضل الذي يخدم الهدف.

 

4-حركة فتح أقامت وبنت السلطة وحققت عديد الانجازات الواعدة، ولكنها تنسق مع الاسرائيلي؟ لماذا؟

نعم حققت حركة فتح نقلة نوعية في حياة الناس في فلسطين، وفي بناء المؤسسات من العدم، وفي تكريس عقلية التطور والأعمار والإبداع، أما ما يتعلق ب”التنسيق” فهو يرتبط بجزئه الأعظم بحياتنا من الهواء فالماء والكهرباء والطعام ..الخ إلى حماية شعبنا من تدخلات الاحتلال الاسرائيلي، ورغم أن هذه المرحلة كان يجب أن تنتهي عام 1999 حسب الاتفاقيات،إلا أن إمعان الإسرائيلي في تحطيم فكرة الدولة بالمستعمرات والتهويد أوصلنا للحال الذي نعيشه، واليوم تضع السلطة اشتراط خروج الاحتلال من المناطق (أ) مقدمة للمناطق الأخرى وإلا فإن سياسة السلطة بعدم الحض على العمل المقاوم العنفي ستتغير.  

5-حركة فتح تبنت الفكر الوطني، والعقلاني في إطار حضارتنا العربية الإسلامية وبالاسهامات المسيحية الشرقية، أم إنها حركة علمانية كما يردد المخالفين؟

نعم، يعد الجزء الأول من السؤال تعبيرا حقيقيا عن فكر حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح الوطني الديمقراطي العقلاني المتسامح الذي يجمع الكل ولا يفرق، لذا كانت الاستقلالية عن التدخلات العربية الفاسدة مسارا لنا، ولذا شكلنا كيانية متميزة عبر المنظمة (م.ت.ف) ثم السلطة ثم الدولة بإذن الله تعالى، أما مفهوم العلمانية على تعريفاته العديدة والمتناقضة ورغم أن كل من الاسلامويين أمثال (أردوغان-تركيا) و(الغنوشي-تونس) و(الترابي-السودان) يدعون لها بمعنى أن تكون الدولة لكل مواطنيها دون تمييز في الدين أو المذهب أو القومية وللمؤمن أو غير المؤمن فهو ما يمثل فهما مستنيرا، ورغم ذلك لا تدخل الحركة في هذا الجدل مطلقا وتعر ف ذاتها كما أسلفنا.

6-لماذا تتبنى الحركة المقاومة الشعبية في هذه الهبة، وليست المسلحة؟

إن شروط تحول الهبة إلى انتفاضة مواجهة عارمة هي خمسة شروط وهي غير ناضجة حتى الآن إذ تتطلب التالي:

1-التوسع السكاني: كي لا تقتصر ديمغرافيا على الشبيبة إذ يجب أن تشمل الكبير والصغير والرجل والمرأة والعامل والفلاح والموظف فتغدو جماهيرية.

إقرأ أيضًا: لبنانيون في «وثائق بنما»: افتح يا سمسم

2-التوسع الجغرافي: فتشمل كل المواقع لا مواقع محددة في الشمال أو الجنوب، وفي الضفة دونا عن غزة.

3-التوسع الزماني: فتصبح الفعاليات غير مقتصرة على يوم واحد فقط أو اثنين بالأسبوع وإنما في إطار كلي متسع.

4-التوسع بالفعاليات: فتتعدد وتتغير وتتراكم وتكبر وتتطور ضمن عقلية اختيار الوسيلة الأمثل وبحجم التقدير لقوانا والعدو وأين وكيف يمكن أن نوجعه.

5-وجود برنامج وخطة واستراتيجية مشتركة وضمن اتفاق وطني شامل

 

7-لماذا لا تتحقق “المصالحة” حتى الآن؟

منذ انقلاب فصيل “حماس” على الشرعية بالسلاح عام 2007 وهو الانقلاب العسكري المدعوم اقليميا الذي خلف ما يقارب 1000 شهيد ، تنامت معه شهوة السلطة وعقلية النزق والاستبداد لتتحكم بزمرة محددة تأسر غزة ولا تريد التخلي عن عقلية (الفسطاطين/المعسكرين) ولا تريد التخلي عن امتيازات الحكم والموقع والطغيان، ولا تريد أن تعترف بانقلابها الدموي فتعلن الندم وتدفع الثمن أمام الجماهير لذا تأخذها العزة بالإثم.

8-هل تميز حركة فتح بين الشهداء؟

بالطبع لا، ولا أخرى أيضا بين الأسرى كما يفعل البعض، بل إن حركة فتح التي تفخر ببطل الأمة ياسر عرفات تفخر بأبي جهاد وأبي إياد (ومؤخرا عثمان أبوغربية) واخوانهم، وجورج حبش وأبوعلي مصطفى، ووديع حداد، وأبوالعباس وعبدالرحيم أحمد، وتتبنى اسماعيل أبوشنب وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وعبدالعزيز الرنتيسي من كافة الفصائل، كما تتبنى ماليا جميع الشهداء بما فيهم شهداء الحروب العدوانية الثلاثة الأخيرة على غزة، وشهداء هذه الهبة دون تمييز مطلقا.

9-لماذا ترفض حركة فتح العقلية الحزبية، وتصر على الوحدة الوطنية دوما؟

حركتكم تنظيم طليعي وجماهيري في آن واحد، لذا لا تؤمن بفكر الحزب المغلق والخاص بفئة، ولا تؤمن بالجماعة التي تفترض أنها تمثل الله أو الإسلام على الأرض حصريا، أو تمثل أي فكرة أخرى إقصائية، فحركة فتح فكر وطني إانساني حضاري وحدوي منفتح جامع للكل الفلسطيني المؤمن بالحرية والتحرير والعدالة والمساواة والكرامة  والقانون والديقراطية.

 

10-لماذا تصر حركة فتح على الاستقلال الوطني والدولة الفلسطينية؟

إن مفهوم الدولة (سياسيا) يعني تحقق الكيان الوطني على جزء من أرض فلسطين التي هي كلها فلسطينينا، لذا فالاستقلال الوطني في إطار الدولة الفلسطينية المستقلة يعني دولة بلا مستوطنات وبعاصمتها القدس والعودة للاجئين، مع استمرار النضال ضد العنصرية و(الابارتهايد) والاستعمار ألاحتلالي الإسرائيلي في كل فلسطين.

(حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح)

(هيئة) امانة سر المركزية

السابق
لبنان: الدولة الضحلة
التالي
وزارة الصحة: اقفال مسمكة مسعود في صيدا ومحل خيرالله في طرابلس