نفايات بشامون وصلّت «ريحتها» لأخلاقيات البعض من البلدية: ما حصل مع الزميل نبيل الرفاعي أنموذجا

فيروس "كوكساكي" الذي صرّحت مصادر ميدانية في بلدة بشامون عن انتشاره، يبدو أنه سبب اثاراً جانبية على أخلاقيات بعض السلطة المحلية، فتناسوا أنّ وسائل الإعلام هي أيضًا سلطة بل و سلطة رابعة، تناط بها مهمّة محاسبة جميع السلطات ومتابعة ملفات الشعب..

للأسف، لا زال البعض في لبنان يظنّ أنّ الإعلامي يتوّسل منه سبقًا أو لقاءً، فيجهل انّ دور الإعلام هو الرصد والإضاءة على مشاكل المجتمع بهدف تحسينها وإيجاد حلول لها، وأنّ إعطاء أيّ شخصية الهواء للتصريح هو كرمٌ من وسائل الإعلام وليس منّة عليهم من أحد.
ما حصل في بشامون اليوم هو “كارثة” إعلامية، فأن يتعرض فريق إعلامي لكيل من الشتائم والإهانات على خلفية متابعته لقضية بيئية – صحية، فهذا يعني أنّ لا صوت يعلو في لبنان فوق صوت الفساد المستشري.
وفي التفاصيل والتي أوضحها لـ”جنوبية” الزميل نبيل الرفاعي، أنّه وبعدما تداولت أنباء عن بيان أرسلته بلدية بشامون لكل من وزارة الصحة و وزارة البيئة، تشكو من خلاله النفايات المتراكمة والتداعيات الصحية التي ترتبت عليها ومنها فيروس “كوكساكي”، قرر فريق إعلام تلفزيون لبنان يتقدمه الرفاعي الذهاب إلى البلدة لإعداد تحقيق ميداني عنها.

النفايات في بشامون
النفايات في بشامون

الفريق الإعلامي الذي قرر و وفق الأصول التوّجه للبلدية أولاً، لاقى من الاستقبال ما يجعل الحرية الإعلامية تأسف، إذ أوقفت الزميل نبيل عند مدخل البلدية امرأة طلبت منه رقم هاتفه ثم سألته لماذا لم يأخذ موعداً قبل المجيء.
فأخبرها أنّه جاء ليعد تقريرًا وفيما هو يقدم لها شرحًا، خرج له شخصًا وبدأ بشتم الإعلام ومهامه، فهنا ظنّ الرفاعي أنّ الشخص المنفعل قد حسبهم من أحد القنوات الأخرى والتي قد يكون هناك مشكلة سابقة بينها وبينهم، فبادر ليخبره أنّهم فريق عمل تلفزيون الدولة “تلفزيون لبنان”.

إقرأ أيضًا: الإعلام نكّل بجثة طفل صيدا أيضًا
غير أنّ “شتّام” البلدية لم يتوقف، ليتابع الزميل نبيل حديثه لنا، بأنّ السباب قد زاد حدّة وتجريح ليصل للدولة والحكومة وللإهانة الشخصية للإعلاميين حتى كاد يحصل سجال بينه وبين من يصرخ ويشتمهم.
هنا طلب المصوّر من الزميل أن ينتهوا من هذا الإشكال، كذلك طلب شخص صاحب مقام ديني منهم الإنسحاب فكان ردهم أن لا مانع لديهم من ذلك غير أنّ رفض التصريح لأيّ وسيلة إعلامية يكون بالكلام الأنيق وليس بلغة الشتم.
كذلك لفت الرفاعي إلى أنّ الشخص الذي هاجمهم لم يسمع حتى سبب قدومهم وهو أخذ رأي البلدية و الإضاءة على وجهة نظرتها، وإنّما رفض كل شيء وبأسلوب مستفز وبعيد كل البعد عن الاحترام.

إقرأ أيضًأ: عنصرية الإعلام المسيحي: إستنفار لـ«موظف» وتعتيم على إتجار ببشر.. لأنهم «مسلمون»

وأضاف أنّه قد تابع تقريره وذهب إلى مستشفى بشامون التي تعاونت معهم وأنبأتهم أنّ الفيروس موجود وانتشر بالفعل وأنّه هناك إصابات عديدة ولكنها ليست بالخطرة، كما أوضحت لهم بوجود تخّوف فعلي من ظهور فيروسات قد لا يكون لها علاج.
وأشار الرفاعي أنّه زار هو وفريق تلفزيون لبنان المصابين والأهالي الممتعضين من إهمال الدولة لهم ولبيئتهم، ولفت إلى المشهد المؤسف لمنطقة جميلة كبشامون تغزوها النفايات المتراكمة إن أمام المستشفى أو بالقرب من مدرسة الأطفال، أو حتى على الطرقات وبين الأبنية المحلات، ناهيك عن الروائح المزعجة.

هذه هي الرسالة التي أدّاها الزميل نبيل الرفاعي وفريق عمل تلفزيون لبنان في بشامون، فما بين البلدية والدولة، المواطنون يدفعون الثمن، والإعلام الذي يتابع ملفاتهم بتفاني يلقى من المعنيين “شتمًا” لا “شكرًا”

السابق
شرشف الشهرة سرقوه من اليسا… فعرّاهم
التالي
البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الاسلامي