الشيخ العاملي: الإرهاب نتيجة حتمية للفكر الإسلامي الراهن

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
“كان المنتظر بعد تقدم الغرب وتخلف المسلمين، إنكباب العالم الإسلامي على مواكبة العصر والالتحاق بالدول المتحضرة”، هذا ما يراه مدير عام حوزة الإمام السجاد العلمية، في بيروت بلبنان، الشيخ محمد علي الحاج العاملي.

“لكن شهدت الحقبة الأخيرة العكس تماماً، حتى يبدو كأن جهد المسلمين منصب للقضاء على ما تبقى من حضور وقيم وصورة ناصعة للمسلمين في العالم!”.

ويضيف العاملي في مداخلة مع موقع (إرفع صوتك) أنه “إذا كان الإسلام السياسي مقبولاً إلى حد ما، فان الإسلام الجهادي الذي دخل مرحلة جديدة مع الربيع العربي استولد تيارات إسلامية إرهابية، تتسع يوماً بعد آخر، و لم يقتصر إرهابها على مناطق معينة من العالم العربي، بل تعدى ذلك إلى بلاد الغرب”.

إقرأ أيضًأ:عندما يفقد الاسلاميون زمام المبادرة والابداع؟

وبحسب العاملي، كان لوجود “تيارات إسلامية إرهابية”، تداعيات جمة منها:

تشويه الإسلام

إن العنف الراهن أساء للإسلام، وأدى لتشويه صورته. وهذا التشويه انعكس سلباً في مجالين الأول: على غير المسلمين عموماً، وخصوصاً على الغربيين.

الثاني: على المستوى الإسلامي الداخلي، على أتباع هذا الدين.

إعاقة التحديث

خلال العقود الأخيرة، كانت الشعوب العربية نضجت وضاقت ذرعاً من مساوئ الأنظمة الاستبدادية، فطل “الربيع” حاملاً معه بوادر إصلاح الأنظمة. لكن ما أن برز الإسلام الجهادي حتى صار وكأنه يعمل على تجميل صورة الأنظمة الدكتاتورية، حيث استطاعت حركاته أن تجعل تلك الأنظمة “أهون الشرين”. وتالياً توقفت عجلة الإصلاح، وتم إعاقة التغيير والتنمية.

التمهيد للتقسيم

تغيير جغرافية الدول العربية هو أحد النتائج الطبيعية، لأن العداوة الآخذة بالاتساع ما هي إلا عناصر ممهدة للتقسيم. ومع الحساسيات في النفوس بين السنة والشيعة (في العراق ولبنان)، والسنة والعلويين (في سورية)، والسنة والحوثيين (في اليمن والسعودية)، ومع تهجير المسيحيين من أكثر من منطقة، فإن كل ذلك سيولد واقعاً سياسياً وجغرافياً يتبلور في السنوات أو العقود القادمة.

ازدياد التخلف

حالة الاضطراب الراهنة ستزيد من واقع التخلف بسبب الانصراف عن تنمية المجتمع، والاستغراق في الأزمات. وهذا ما يمكن أن نراه واضحاً في سورية والعراق واليمن.

تجذير الطائفية

ساهم الواقع القائم باتساع الشرخ الطائفي بين فرق المسلمين أنفسهم، وبين المسلمين وغير المسلمين. لكن الأكثر إجراماً و سوءاً هو الصراع السني الشيعي، الحاضر بقوة في العراق وسورية، مع بوادر غير مطمئنة في لبنان والسعودية والبحرين والكويت وعموم دول الخليج.

تشجيع الإلحاد

إن نمو الإتجاه التكفيري والإرهابي في الساحة الإسلامية يؤدي للدفع نحو إعادة النظر في الدين، والتطرف في الفكر يعزز حالات الإلحاد ويعطيها زخماً وقوة.

القضاء على التنوع

تتعرض بعض مناطق عالمنا العربي للقضاء على التنوع الديني الذي كنا نتمتع به قبل الربيع العربي، فما أصاب المسيحيين والصابئة والأيزديين وما سيحصل في المستقبل سيفقدنا التنوع، الذي هو قيمة حضارية وإنسانية للعرب .

الخسائر الإنسانية 

وتبقى المشكلة الأكثر إيلاماً هي الخسائر الفادحة التي أصابت الأرواح البشرية، حيث أودت الأزمات بحياة الملايين، وتم جرح وإعاقة الملايين، وتم تشريد الملايين كذلك.

إغلاق المستقبل

الإسلام السياسي أخفق، كما الإسلام الجهادي، والإثنان أنتجا إرهاباً وأنظمة متخلفة. وثمة مشكلة إنسانية هي أن يعي المسلمون أن الجهاد – المرتكز في عقولهم – ليس هو الدين، وأن المفروض فصل الدين عن الدولة، لكنهم لن يصلوا الى ذلك إلا بعد زهق أرواح الملايين.

المزج بين الدين والدولة

إن الإرهاب هو النتيجة الحتمية لـ”الفكر الإسلامي الراهن”، فإن ثنائية الجهاد والمزج بين الدين والدولة، تستولد الإرهاب على الدوام، حتى ولو مرت فترات زمنية دون إرهاب، لكن سرعان ما يعود حسب الظروف والمعطيات

(ارفع صوتك)

السابق
بالصورة..جميل السيد لريفي: ما بتمرق على الله!
التالي
روز اليوسف: المحكمة الدولية تستعد لإستدعاء نصرالله في قضية الحريري