جنازات قتلى النظام تغزو طرطوس

تحاول وسائل الإعلام الرسمية التابعة لنظام بشار الأسد والأخرى الموالية له تغييب الحديث عن محافظة طرطوس الساحلية وسط سورية، حيث يستنزف النظام الشباب فيها عبر زجهم بكثرة في المعارك الدائرة على جبهات عدة، لا سيما تلك التي يخوضها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في حمص على وجه الخصوص.

وفي الوقت الذي يخفي فيه النظام الأعداد الحقيقة لقتلاه العسكريين، تعج صفحات موالية على وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر” بصور عشرات الجنود من طرطوس ممن لقوا مصرعهم لا سيما في المعارك الأخيرة، ومن بين أنشط تلك الصفحات، صفحة “شهداء طرطوس مصدر العز والفخر”، التي تنشر بشكل يومي صور الجنود القتلى من طرطوس وأريافها.

ولا يكاد يمر يوماً حتى تنشر الصفحة المذكورة صوراً أو خبراً تنعي فيه قتيلين أو ثلاثة على الأقل، ويبدو من خلال متابعة “السورية نت” أن العدد ارتفع مع بدء المعارك الأخيرة التي شنها النظام ضد “تنظيم الدولة” في تدمر، والقريتين، بريف حمص، إذ نشرت الصفحة عشرات الأسماء لمقاتلين من طرطوس قتلوا خلال المواجهات.

إقرأ أيضًا: أكاديمي تركي: «حزب الله» يشرك شيعة من عدة دول بحرب سوريا

الناشط “محمد المحمد” (اسم مستعار) من الساحل السوري، أشار في تصريح خاص لـ”السورية نت” إلى أن المدن الساحلية التي تضم أغلبية موالية للنظام، تعاني حالياً من أمرين أساسيين، الأول ويتمثل في ارتفاع نسبة القتلى من هذه المدن، والثاني في الارتفاع الكبير للأسعار الذي أنهك عدداً كبيراً من العائلات، خصوصاً التي فقدت معيلها جراء المشاركة في المعارك.

وبات مشهد الجنازات التي تجوب شوارع وأحياء طرطوس مشهداً يومياً اعتيادياً لدى السكان، كما أن صور قتلى المدينة المنتشرة في جميع الأرجاء تدل على حجم الخسائر الكبيرة، وفقاً لـ”المحمد” الذي أضاف: “يتشابه الحال في طرطوس، وبانياس، وجبلة، واللاذقية، حيث يُجبر الشباب على الانتقال للقتال في صفوف قوات النظام، والنسبة الكبرى منهم من فئة الاحتياط”، ويلفت بناء على مشاهداته إلى أن الموالين يزداد سخطهم جراء استغلالهم ممن يصفونهم بأمراء الحروب، المدعومين بشكل أساسي من ميليشيا “الدفاع الوطني”، إذ بات هؤلاء عرضة للاعتقال، والخطف، والابتزاز المادي، في وقت تعجز فيه أجهزة النظام عن وضع حد لهذه التجاوزات.

وتزايدت مخاوف الموالين للنظام بعد قرار موسكو في 15 مارس/ آذار الماضي بسحب جزء كبير من القوات الروسية الموجودة في سورية، وهو ما انعكس على مختلف نواحي الحياة اليومية للحاضنة الشعبية للنظام، وفتح ذلك الباب أمام ظهور حالة تتلخص في الانصياع لأوامر النظام وأجهزته إلى الامتثال لأوامر زعماء العشائر، وأبرزها ملاتي، وخياطي، وحدادي. وفي هذا السياق وصف “المحمد” وضع الحاضنة الشعبية للنظام في الساحل بالقول: “باختصار المجتمع الساحلي الموالي ابتعد عن التبعية لأجهزة الدولة، وأصبح مجتمعاً محلياً تحكمه الزعامات العشائرية”، حسب قوله.

تدهور المعيشة

وليست الحاضنة الشعبية للنظام في المناطق الساحلية بعيدة عن الآثار السلبية لتدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار، سيما منذ منتصف الشهر الماضي، حيث انهارت الليرة إلى مستويات غير مسبوقة، ووصل سعر الدولار إلى 530 ليرة.

ويشير الناشط “المحمد” في تصريحه لـ”السورية نت” إلى أن أسواق المدن الساحلية تشهد ارتفاعاً “جنونياً” في الأسعار التي أصبحت فوق تحمل المواطن، لافتاً أن الوضع الاقتصادي أنهك الحاضنة الشعبية للنظام إلى جانب إنهاكها جراء الخسائر البشرية.

إقرأ أيضًا: هل الهدنة مدخل لتقسيم سوريا؟

وتنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صفحات يديرها موالون للنظام، تتحدث باستمرار عن الفساد الذي يمارسه المتنفذون بالنظام من مسؤولين حاليين بالحكومة، أو موظفين مستفيدين من معارفهم بأجهزة المخابرات، وتعكس هذه الصفحات حالة واضحة من التململ من سوء أداء حكومة النظام، لا سيما مع الحديث الآن بشكل غير رسمي عن أن أسعار البنزين في المناطق التي يسيطر عليها النظام ستشهد ارتفاعاً جديداً.

(سورية نت)

السابق
منتدى الأربعاء: إعادة بناء الدولة في العالم العربي على ضوء التطورات الجارية
التالي
إسرائيل: السعودية ومصر قد أعلنتا الحرب علينا بـ «الجسر»