كذب الروس.. وإن صدقوا

بدأت الحملة الروسية في سوريا في 30 ديسمبر 2015 والتي استمرت حتى 14 مارس 2016 حيث قام خلال هذه الفترة سلاح الجو الروسي بتنفيذ 1391 غارة (حسب تصريحات الكرملين) وشملت الغارات عشر محافظات من أصل 14 محافظة حيث ان الطائرات الروسية لم تنفذ اي غارة في المحافظات التالية:
_ الحسكة الخاضعة بالكامل لسيطرة الأكراد
– السويداء المحافظة الدرزية حيث لا تواجد للفصائل المعارضة او النصرة او داعش

_ طرطوس الخاضعة بالكامل لسيطرة النظام
_ الجولان لموقعها الاسترتيجي بمحاذاة الكيان الصهيوني

اقرأ أيضاً: إلى حزب الله: خصومك فرِحون بقتالكَ في سورية.. وبيئتَكَ هي التي تتألّم

وبحسب أحد الضباط السابقون في المخابرات المركزية الاميركية فإن التكلفة اليومية للتواجد الروسي في سوريا هو 2.2 مليون دولار تصل الى 3 مليون دولار بدون احتساب نقل و تشغيل منظومة صواريخ اس 400 وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان الغارات الروسية قتلت 595 شخصآ من بينهم 48 طفلآ كما ان الغارات الروسية ادت الى وقوع مجازر في مناطق مأهولة ومدارس اطفال واسواق شعبية وباعتراف رسمي روسي ان الحملة الروسية على سوريا قتلت 300 ارهابي على الأقل.

بعد هذا السرد نصل الى تاريخ 14 مارس حين اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهاء الحملة الروسية في سوريا وسحب القوات وذلك بعد تحقيق اهداف الحملة. عن اي اهداف تحققت تحدث الرئيس الروسي؟

سوريا

قوة داعش بقيت كما هي والانتصارات التي حققها الجيش السوري هي على حساب المعارضة المعتدلة وليس على حساب داعش، من بين جميع القيادات المعروفة للتنظيم الارهابي لم نسمع عن مقتل قيادي كبير في التنظيم أو حتى أسر قيادي في التنظيم، إلا المعروف بإسم أبا عمر الشيشاني الذي كان يظهر بعد كل خبر عن اغتياله بحلة وشكل جديدين كأنه بنا يقدم لنا عروضآ عن الداعش ستايل ولم يتأكد خبر مقتله حتى الآن.

ونصل الى السؤال الاعظم والاهم بعد قول الرئيس الروسي بأن الحملة حققت اهدافها هل ان قتل 300 ارهابي هو بحاجة الى كل هذه القوة وهذه الكلفة المادية الباهظة جدآ مع العلم اننا لم نعلم ولن يعلن احد كم هو عدد قتلى داعش من بين هؤلاء القتلى الثلاثمائة؟

اقرأ أيضاً: إلى أين تريدون الوصول بنا؟

خاتمة: الكل يعرف ما هي الظروف والخلافات بين الروسي والايراني في سوريا واللتي ادت الى اتخاذ قرار الانسحاب الروسي المفاجئ إنما المؤكد ان هذه الحملة لم تحقق اي هدف من اهدافها المعلنة لا بالقضاء على داعش او حتى الى اضعافها …….
وكذب الروس ولو صدقوا

السابق
جميل السيد: قرار سماحة سياسة وليس عدالة
التالي
اليسا تعلّق: هذا درسٌ لكل خائن