الإنتخابات البلدية دون الرئاسية…. فدراليات مخفية!

الانتخابات البلدية
هي ليست إلا كزرع عضو في جسم رأسه مقطوع، والساعي إليها ليس إلا كحامل رأس يتكأ على جسد مشلول، وأمره أنه عليل يداوي المريض بالداء، هي حال من الإفلاس واضحة المعالم يتنافس فيها الخصم بالخصوم، هذا عجباً يرشح خصمه لمنصب يأمل فيه أن يفوز، وذلك يعينه تخاذلاً على البقاء شريكاً لدوداً له بعدما حظي بالمستحب المطلوب، لقد أنجب ذلك خلقاً كان بنتيجة تلاقي أمرين قاما مقام الذكر و الأنثى، فضائح متبادلة والجميع بيوتهم من زجاج، والمصيبة أن الشعب باءت بالفشل معه كل محاولات الإنعاش.

ذباب وبعوض وليث، الأول عشقه للنور ومعاشه في النهار والثاني قوته في الليل ومرعاه الظلام والليث عنكبوت لا يطير ولكن الطائر الحذر(البعوض) والصياد منه (الذباب) يصيد. في ظل الشغور الرئاسي، والعجز والتقاسم والإنقسام الحكومي، ومع غياب التشريع النيابي بحده الأدنى الطبيعي، وبإنتظار الحسم الإقليمي، ومع تبخر المال السياسي والدعم الخارجي، بات للمال المحلي ولأصحابه اليد الطولى في حسم معركة رئاسة البلديات ذلك أن المجالس تفصيل والشيطان مجازاً لن يكون هنا إلا صديق، ومحافل أصحاب المصالح إن إتفقت في ما بينها لن تسطيع مواجهتها العناوين والشعارات السياسية ولا حتى وجد لها حلاً القائمون على التعبئة المذهبية من أصحاب الهيبة المكتسبة المتسلحين بكتب التفسير، فطبيعة الناس رغم إنكارها تميل تودداً لمن عنده مال أو وعد بفوز وإن مؤجل ومن ليس عنده منها عنه الناس قد مالوا، وكل ما سيحصل في إنتخابات البلديات الحاصلة حتماً لن يكون أكثر من إنتخاب مجالس لوردات تحمي مصالحها ومصالح رجالات محافلها.

الفيدرالية

وتكون فدراليات مخفية غير معلنة وكارتلات إحتكارية مبطنة لكنها محققة بديمقراطية مصطنعة. عجائب لبنان كثيرة ومتعددة ومتواصلة وهي على الأرجح باقية ما بقي لبنان وبقي الحديث عنه مربوط ب “كان” وأخواتها التي حكمها حكم الأفعال الناقصة التي لا تكتفي برافعها بل تحتاج إلى خبر ناصب يكمل معناها، فكل الأمور إلى الآن تشير إلى وجود علة في الأصل في تكوينه. هؤلاء وأولئك أصحاب ألفاظ في كتبهم وأصحاب تهويل، أعدموا المعاني ومالوا إلى ما هو أيسر وأوجز، وما دام الحديث للخواص موجه فإن الجعلان لو دخلت الورد ماتت وإن اعيدت الى الروث دبت فيها من جديد الحياة.

اقرأ أيضاً: البطاقة الصحية لا تشفي أهل الناعمة من المطمر وكوارثه

السابق
كيف علّق جنبلاط على قرار المحكمة العسكرية
التالي
سجال وشتائم بين أصالة ونضال أحمدية