«المارونية السياسية» بين الشيخ يزبك والسيد الأمين

المارونية السياسية

“المارونية السياسية” مصطلح “شماعة” إبتكره اليسار و”الحركة الوطنية” لتعليق كل إنتقاداتهم وأحقادهم عليها في زمن غابر، وها هو رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” والوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك يستحضره مجدداً في “بازارات” الحزب السياسية لتوجيه رسائل “اللمز والغمز”، وكم من الافتراءات نسبت الى هذا المصطلح.

يتمسك يزبك بأنهم شركاء في بناء هذا الوطن، ويحذّر “لن نقبل بالعودة إلى الماضي حيث كانت المارونية السياسية، كما لن نقبل اليوم بتسمية سياسية أخرى رديفة”.

إقرأ أيضًا: السيد محمد حسن الامين: موجة الابتعاد عن الدين سببها التطرّف الإسلاميط

هل الشراكة، بمصادرة “حزب الله” قرار الحرب والسلم في الدولة اللبنانية؟! أم الشراكة، يوم قرر “الحزب” القتال الى جانب نظام الأسد في سوريا وإستدراج شهب النار من الشام الى بيروت؟

هل بناء الوطن عبر تعكير علاقات لبنان بدول شقيقة وصديقة وتهديد أرزاق أبنائه المنتشرين في الخارج وتحويلهم الى “مشتبه بهم” حتى يثبت العكس في مطارات العالم؟ أم عبر ربطه بمحاور لا تنسجم مع هويته وإنفتاحه وتعدديته؟

تدّعون ان الماضي الذي لا تريدون العودة اليه كان يهمشكم ويصادر قرار طائفتكم، فماذا عن الحاضر الذي تفرضونه عبر تهميش الآخرين ومصادرة دورهم، وعلى سبيل المثال المقاعد النيابية المسيحية والسنية في دائرتك بعلبك – الهرمل التي تملأ بفراغ تمثيلي وأسماء لا تمثل بيئتها؟

أشاطر الشيخ يزبك رفضه بقوة “عودة “النغمة القديمة” أن قوة لبنان في ضعفه، ولكن لا اوافقه النغمة الجديدة أن “قوة لبنان في مقاومته وجيشه وشعبه”. قوة لبنان بقيام دولة مؤسسات وقانون يحمي الجميع وجيش لا شريك له.

لا ينفع شجب الشيخ يزبك موقف “من يهدد بأنه لا مساعدات للبنان من دون رئيس للجمهورية، ويحمل الجمهورية الإسلامية و”حزب الله” مسؤولية كل أمر يحصل في لبنان، ومنها عدم انتخاب رئيس”. فالمسألة ألا مساعدات للبنان ليس لغياب رئيس بل  طالما أن “حزب الله” يغرّد خارج سرب الوطن وينفّذ أجندات خاصة تنتهك سيادة دول وخصوصيتها ويجعل سلاحه “بندقية غبّ الطلب”.

وقول الشيخ يزبك إن “حزب الله” يريد تفعيل المؤسسات وإنتخاب رئيس، وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي”، أين يصرف؟! الرغبة بإنتخاب الرئيس لا تترجم بأصوات على المنابر بل بأصوات في الصنايق، وتفعيل المؤسسات لا يكون بإنتهاك دورها حيناً ومصادرته أحيناً.

شيخ يزبك تقول لن نقبل بالعودة إلى الماضي حيث كانت المارونية السياسية، ونقول لك لن نقبل أن يكون حاضرنا “حزباللهية سياسية” تخطف البلد لأن لا مستقبل لأولادنا فيها، ونرفض مقولة “الشيعية السياسية” لأن في الشيعة أخوة وأصدقاء ضنينون على هذا الوطن.

إقرأ أيضًا: السيد محمد حسن الامين: لا مجال للمفاضلة بين العلم والإيمان

وخير جواب على إستخدامك “المارونية السياسية” لغاية في نفس يعقوب، قول السيد علي الأمين في حوار مع جريدة التلغراف الأسترالية في 22 تموز١٩٩١: “كنت منذ زمن بعيد أمقت التعبير- (المارونية السياسية)- لأنه لا يوجد في الحقيقة ما يسمى بالمارونية السياسية وإنما توجد طائفة كريمة هي الطائفة المارونية وفيها سياسيون وليس لها سياسة تخصها، لأننا نعتقد أن السياسة ليس لها طعم الأديان والمذاهب ولكنها تصنعها رجالات وتنظيمات وأحزاب ولا تصنعها طوائف حتى يقال المارونية السياسية أو الشيعية السياسية، ولو سلمنا جدلاً بأن هناك مارونية سياسية، مع أنني أريد أن تحذف هذه الكلمة من قاموس السياسة اللبنانية لأنها تباعد بين الطوائف، لو كان كذلك، فإننا نرفض لأنفسنا ما نرفضه لغيرنا وإلا لا نكون منطقيين وجديرين بالشعارات التي نرفعها. وكما نرفض المارونية السياسية نرفض الشيعية السياسية والدرزية السياسية …”.

(القوات اللبنانية)

السابق
في ملف «السفير»… فتش عن الوزير!‏
التالي
توبيخ «ذي صن» رسميًا بسبب تقرير مضلل عن المسلمين