الضجيج الذي احدثه الانسحاب الروسي من سوريا، واعلان السعودية ودول الخليج حزب الله منظمة إرهابية، هي ملفات ثقيلة وهذا ما يفسر اللقاء المطول الذي سيجريه السيد مع قناة فضائية الليلة ويسبق الاطلالة بطبيعة الحال التسريبات عن الملفات التي سيتحدث عنها.
اقرأ أيضاً: هكذا يحاول حزب الله كتم أصوات معارضيه
توضح التسريبات رغبة الحزب في التسويق من خلال مؤيديه من الصحافيين، ان اللقاء اليوم سيتميز في واحدة من قنابله التي تؤكد ان انخراط الحزب في الحرب الدائرة في سوريا واليمن والعراق، ناهيك عن ما لا يعلم به إلا الله لا يؤثر اطلاقا على قدرات الحزب على مواجهة الاسرائيليين في اي حرب مقبلة، رغم اعلانه اكثر من مرة انه غير معني بإشعال جبهة الجنوب اللبناني رغم قدرته على المواجهة.
تقدير المراقبين ان الحزب بغنى عن حرب مع اسرائيل في هذه المرحلة الحساسة في اشارة الى الضغط الذي يواجهه الحزب في سوريا، ما نفاه مراقبون مؤيدون للحزب مع التأكيد على العكس.
التسويق الذي سبق اللقاء مع نصر الله الليلة يؤكد ان ابرز الملفات هو الواجهة مع اسرائيل، ما فسره البعض محاولة لإعادة التحشيد والتذكير بتاريخ الحزب المؤثر في الصراع مع العدو المفترض انه عدو لكل العرب والمسلمين.
اذًا بعد التحفظات والانتقادات التي وجهت للحزب واتهامه بالابتعاد عن البوصلة الحقيقية النقية والصافية والجهاد المقدس، الذي نقضه الحزب من خلال وجوده في سوريا. فها هي الترسيبات من قبل كتاب مؤيدين للحزب في كل سياساته تؤكد أن الوقت الأطول فيما يبدو سيكون لملف الصراع مع اسرائيل.
الاسرائيليون أكدو اكثرمن مرة على لسان مسؤولين سياسيين وعسكريين انهم غير معنيّون بمواجهة مع الحزب، راهنا بسبب انغماسهة بالحرب في سوريا وان اسرائيل مرتاحة لتورط الحزب مع النظام السوري.
لكن اذا تم تكثيف الضوء في حوار نصر الله الليلة على العداء مع الكيان الاسرائيلي، فعندها لا بد وان نفهم ان ثمة ضغوطا يواجهها الحزب يحاول التخفيف من وطأتها من خلال التذكير بأن العدو هو اسرائيل، وانه رأس حربة في مواجهة العدو المشترك وان الحزب عدو لإسرائيل حصراً.
نصر الله سيتعاطى بكثير من الهدوء مع اتهام العرب له بأنه منظمة ارهابية، وسيؤكد ان الانسحاب الروسي ليس له اي علاقة بالحزب، فعلاقته في سوريا فقط مع النظام.
اقرأ أيضاً: حزب الله سيخسر فرنجية وعون
قراءة حوار السيد نصر الله الليلة يجب أن تتم بموضوعية وبهدوء خاصة اذا صحت توقعات بعض خصوم الحزب في سياساته، بأنه حوار لبث التهدئة بعدما يعتقده البعض التأثير السلبي لإنسحاب القوات الروسية من سوريا وتداعيات بوادر تقسيم لاحت من خلال اعلان الدولة الكردية التي شجبها كل من دمشق انقرة موسكو وواشنطن…أما طهران فقد غمز البعض من قناتها لجهة تحقيق حلم الدولة العلوية طالما ان الكرد قاموا بالخطوة الاولى!
