الآدمي… زيادة عن اللزوم!!

عادت بي الذاكرة بالأمس عشرات السنين الى الوراء، عندما كنا تلامذة في المرحلة المتوسطة، أقل ما يقال عنا، طالعين من تحت الأرض. كان أستاذ الجغرافيا رجل محترم ومهذب زيادة عن اللزوم. المهم أننا كنا نحول ساعة الجغرافيا الى ساعة للعب والتخابط والتسلية، وكان لا حول ولا قوة للاستاذ الآدمي على ضبط الصف، فكان يطلب منا السكوت والجلوس مكاننا، ولكن من دون جدوى، فصوته لم يكن مسموعاً من كثرة الضجيج، وحتى لو كان مسموعاً، فلم يكن أحد منا على السمع.

إقرأ أيضاً: مستشار تمام سلام (يطرد) الإعلامية لكمّ الأفواه… ومواقع التواصل الإجتماعي ترد!

صحيح أن أستاذنا كان من الأوادم المشهود لهم في بلدتنا، لكنه بالرغم من ذلك، لم يكن قادراً على إدارة حفنة من الطلاب اليافعين الذين كانوا بأمس الحاجة الى مَن ينظمهم ويعلمهم ويهذبهم ويضبط تصرفاتهم.

تبين ويا للأسف، أن التهذيب لا ينفع في كل زمان ومكان، خصوصاً عندما تكون الحاجة بأمسها لفرض القانون والإنتظام العام.

في الأمس، طالب الأستاذ الآدمي تمام سلام  أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله التوقف عن مهاجمة السعودية!! تماماً كما طالبه الكثيرون من قبل بعدم تعريض سلامة لبنان واللبنانيين للخطر، من خلال حشر أنفه في شؤون الآخرين، وتطبيق أجندات خارجية بعيدة وغريبة عنا.

مع إستحالة التشبيه بين تلاميذ أبرياء يافعين وبين عصابات مسلحة ومرتزقة، إلا أن سياسة التراضي لا تنفع مع الإثنين، والتهذيب الزائد أيضاً، “متل قلّتو”، وأسوأ.

إذا بتريد عمو ما بقا تسب، عيب!! يا حضرة الأستاذ المهذب، هناك قوانين لبنانية تعاقب مَن يتهجم على الدول الحليفة والشقيقة ويعكر صلات لبنان بها ويعرض مصالح مئات آلاف اللبنانيين للخطر!! صحيح أن الشتم عيب، لكن على مَن تقرأ مزاميرك؟؟!!

مَن تتوجه إليه لا إعتبار عنده أصلاً لا لموقعك ولا لكل الدولة اللبنانية!! عايش بغير عالم. هذا الرجل يقود فصيلاً تابعاً للحرس الثوري الإيراني وينفذ أوامر المرشد الاعلى بحذافيرها. هو جاهر بهذا بفمه، وأسياده قالوها مئات المرات… وأنتم ترفضون التصديق!!

لماذا نتكاذب ونتحايل على الحقائق ونرفض تصديقها؟!! وهي واضحة كعين الشمس!!

لا يُقيمون أي إعتبار لما يُسمى دولة لبنان. نقطة على السطر. نحن فهمنا هذا منذ زمن بعيد، لماذا ما زلتم تدفنون رؤوسكم في الرمال؟!!

إن كنت يا حضرة الأستاذ المهذب غير قادر على المواجهة، إذهب الى منزلك كما أشرف، أشرف لك بكثير. وإن كنت تملك ما يكفي من الشجاعة، ضع النقاط على الحروف أمام اللبنانيين ليعرفوا ما مدى خطورة هذا الفصيل على مستقبل الكيان اللبناني وعلى اللبنانيين.

يجروننا الى الهاوية وما زلنا نغنجهم ونتحاشاهم!! من حقنا أن نعرف، في دولة بلبنان أو ما في؟؟!!

إقرأ أيضاً: مستقبليون يرفعون الصوت: لا مواجهة من دون عدة

إذا في، تفضلوا وتصرفوا كما تتصرف كل الدول المحترمة وطبقوا القوانين اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، وأكثرية اللبنانيين الساحقة معكم، وإذا ما في، حق اللبنانيين عليكم أن تصارحوهم بالحقيقة ليقرروا هم مصيرهم بأيديهم، فيقرر مَن يريد أن يترك لهم البلد ويرحل، ومَن يريد أن يبقى، فيكون على الأقل يدرك خطورة قراره ويتحمل المسؤولية.

السابق
بالصورة: ويكليكس تكشف مخطط لحزب الله لضرب السعودية
التالي
جوزيف أبو فاضل: السعودية تقامر