«مذهبية» النفايات تطغى على مراوحة الملف الرئاسي

نفايات لبنان
راوح ملف النفايات مكانه في عطلة الأسبوع من دون أن يُسجّل أي تقدّم، ما دفع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى عدم توجيه دعوة لمجلس الوزراء للانعقاد هذا الأسبوع بانتظار بروز "الدخان الأبيض" الذي طال انتظاره، والذي بات تأخره ينذر باستقالة الحكومة أو تحوّلها الى حكومة تصريف أعمال.

فيما لا يزال ملفّ النفايات في دائرة المراوحة، كان الجديد في الملف ظهور اعتراضات شعبيّة على المطامر التي اقترحتها اللجنة الوزاريّة، وكان أوّل الغيث تحرّك أهالي الجيّة المعارضين إقامةَ مطمرٍ في منطقتهم، ما يُفسّر غيابَ القرار السياسي الواضح بحسم هذا الملف، وسط ما يتردّد عن صفقات وسمسرات تعوق إقرار الحلّ حتى الآن، نظراً إلى وجود نافذين يريدون الاستفادة حتّى من النفايات.
وفي السياق عينه، تنتظرالنفايات طاولة الحوار الوطني المقررة بعد غد الاربعاء الذي سيشكل محطة فاصلة في “حياة” حكومة المصلحة الوطنية. وبلغت المأساة حد “مذهبة” النفايات باقتراح اربعة مراكز – مطامر:
– الاول في برج حمود لنفايات المسيحيين.

– الثاني في الشويفات (كوستا برافا) لنفايات الشيعة.

– الثالث في اقليم الخروب لنفايات السنة.

– الرابع مطمر الناعمة لنفايات الدروزّ.

لكن المفاجأة جاءت أمس وفق “النهار” من رجل الاعمال والمقاول جهاد العرب الذي اعلن عن سقوط خيار مطمر كجك في اقليم الخروب، ورفض النائب طلال ارسلان وجمعيات أهلية في الشويفات “استقبال” نفايات الضاحية الجنوبية، ومطالبة حزب “الطاشناق” بخطة متكاملة لازالة جبل النفايات واقامة معامل للطمر والتسبيخ واعطاء حوافز لبلدية برج حمود.

الامطار والنفايات

 
وعلمت “السفير” أن كُلًّا من الوزير علي حسن خليل وحسين خليل ووفيق صفا يتواصلون مع النائب طلال أرسلان لإقناعه بتليين موقفه حيال المطمر الصحي المقترح في الـ”كوستا برافا”. وأبلغت مصادر مواكبة للمفاوضات أن الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط دخلا على خط محاولة تذليل هذه العقبة، وأن هناك انتظارا لحصيلة هذا المسعى، خصوصا أن المطامر المقترحة هي بمثابة “بازل” مترابط الأجزاء، سياسيا ومناطقيا، وبالتالي إذا لم يسقط فيتو “الإقليم”، فلا إمكانية لتطبيق خطة المعالجة في المناطق الأخرى، علما أن الاتصالات مستمرة لتمهيد الطريق أمام استحداث مطامر في تلك المناطق.

تمام سلام
تمام سلام

وأبلغت مصادر وزارية “النهار” ان سلام أوضح، كما نقل عنه أمس، ان المساعي لتوفير الموافقات على خطة طمر النفايات لا تزال في منتصف الطريق ولهذا السبب لم يوجه الدعوة الى إجتماع اللجنة الوزارية المكلفة الملف اليوم كما كان مرجحاً.

إقرأ أيضاً: نصرالله يستكمل تصعيده ناسفا كل جهود تطويق الازمة
وقالت مصادر “الجمهورية” إنّ سلام لن ينتظر أكثر من أيام قليلة، وهي ستكون المهلة الفاصلة بين إحياء عمل الحكومة أو اللجوء إلى خطوات أكثر صعوبة، فهو لا يريدها ومستعدٌّ لتحمّل مسؤولياته كاملة، لكنّه لن يتفرّج على فشَل الحكومة في ملف النفايات.
وعلى هذا الصعيد، تجزم مصادر سلام عبر “اللواء” أنه لن يبقى مكتوف الأيدي طويلاً، ولن يواظب على أخذ تنصّل السياسيين من أزمة النفايات بصدره، “فليتحمّلوا مسؤولياتهم”، وتذكِّر بأن رئيس الحكومة انتشل البلاد من الشلل مرات ومرات حتى لا تكون فريسة لمزيد من التفسّخ والتشرذم أو الإنهيار، مشيرة إلى أن “لصبر سلام حدوداً”.

إقرأ أيضاً:  الخطاب السنّي لنصرالله اليوم…لم يقنع السنّة!
في المقابل، استبعدت مصادر وزارية في “8 اذار” عبر “النهار” ان يعلن سلام إستقالة الحكومة وان اقصى ما يمكن أن يفعله هو الاعتكاف فترة محدودة في محاولة للضغط على القوى السياسية ووضعها أمام مسؤولياتها واقناع جمهورها بالقبول بإحتضان آلاف الأطنان من النفايات الجديدة والمكدسة على الطرق وفي مكبات عشوائية في أكثر من منطقة. أضافت ان لا مصلحة لقوى “14 آذار” أيضاً في فرط عقد حكومة المصلحة الوطنية التي تحظى فيها بغالبية الثلثين وليس النصف زائداً واحداً من دون احتساب الحصة الوزارية لكتلة الرئيس نبيه بري المتماهية مع مواقف 14 آذار في الحكومة.

السابق
نساء واطفال من عائلة يعقوب يعتصمون في بعبدا على خلفية توقيف حسين يعقوب
التالي
كيف تحمي يا سيّد حسن سنّة سوريا والعراق ؟!