أربد تصدم عمان

كان الإعتقادُ السائد لدى كثيرين أنها مجردُ ممرٍ لهم "ربما" وليست مقرا ً ،ولا يمكن أن تكون، رغم توافر الكثير من المعلومات التي تحدثت عن غرفة عمليات في الأردن لمتابعة الحربِ الدائرةِ في سوريا.

ربما مرّ عناصرُ تنظيم الدولة عبرها لكن…
اشتباك مع عشرين عنصر ،بأحزمةٍ ناسفة، ولليلة كاملة ورفض عناصر المجموعة المسلحة تسليمَ أنفسهم رغم النداءآت من رجال الأمن وذهابهم في المواجهة إلى النهاية وليست سعيدة ،فقد قتل معظم عناصر المجموعة المؤلفة من حوالي عشرين فلا يمكن فهمه إلا قرارا ً بالمواجهة مع الدولة وانه كان ُيخيل للاردن انها بمنأى عن الصراع.

إقرأ أيضاً: لماذا استثناء اسرى الجيش من صفقات تبادل حزب الله مع داعش؟
في عملية لا يمكن وصفها الا بالجراحيةِ النوعية، تمكنت أجهزة الأمن الأردنية من القضاء على مجموعةٍ مسلحة تمركزت في مبنى واحد ملاصق لأحد اماكن التجمع للفلسطينيين “مخيم إربد”، ومفهوم أنّ المقصود كان الإيحاء أّن أفراد المجموعة من الفلسطينيين ومعروف هنا تاريخ الخلاف مع المملكة الاردنية معهم ولو أنّه بات تاريخاً وربما نُسيَ.
عملية من هذا النوع تدفع الى الكثير من الأسئلة،  هل قرر ما يسمى تنظيم الدولة إطلاق مشاريعه في الأردن؟
وهل للأردن قدرة على مواجهة موجة عنف تضاف إلى معاناة اقتصادية شرحها لنا خبراء بأنّ تسعين بالمئة من الناتج المحلي تذهب كديون، وكثير من الاسباب الاخرى التي تجعل المملكة في وضع لا تحسد عليه فيما لو قرر الدواعش التحرك على أراضيها وهم من تراكمت لديهم خبرة لا بأس بها، إذ أنّ المعلومات تحدثت عن تخطيطهم لإستهداف مراكز عسكرية هي الأهم في البلاد وكذلك نقاط مدنية.

داعش

فأي فاتورة يريد تنظيم الدولة تحصيلها من عمّان؟ أم أنّ العملية التي كانت مقررة أهدافها توسيع حزام النار ليشمل المنطقة؟ أم أنّهم مأزومون وبالتالي فالخطوة لتنفيس الضغط وتمييع صورة تراجع نسب المساحات التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا منذ دخول روسيا في المعادلة بشكل مباشر؟

إقرأ أيضاً: في تفسير اللغز وراء ظهور «داعش»

إربد،ثاني أكبر المدن الاردنية ومفهومة المساحة التي تبعدها عن الحدود السورية “عشرين كلم”فقط.
في الأردن خلايا نائمة أمر حتمي لا يمكن إنكاره ورصدته أجهزة الأمن،فهل إنتهت مواجهة الاردن مع داعش أم بدأت؟!

السابق
وئام وهاب: القرارات الخليجية لا تساوي حبرها وتحية للمشنوق‏
التالي
كلمة المشنوق أمام نظرائه العرب