الخليفة البغدادي مقدس أيضاً في نظر أتباعه

بغض النظر عن الفيديو الذي قُلّد السيد حسن به، وعمّا إن كانت طريقة التقليد "موضوعية" أو "مبتذلة"، إلا أنّ المرفوض تماماً هو هذه القدسية التي يفرضها جمهور السيد حسن نصر الله على اللبنانيين، والتي تصل حد المحاكمة المعنوية وتهديد كل من يتجرأ على الحدث عنه أو تناوله.

أولاً، هناك فكرة لا بد لنا الإنطلاق منها أو السؤال عنها، هل نحن في دولة ديمقراطية أم في ولاية دينية، وهل يحق للمواطن أن ينتقد من يرأس حكومته وجمهوريته ومجلسه ويحرّم عليه أن يتناول شخصية زعيم حزبي!

أو أنّ هذا الحزب بالأخص هو فوق منطق الدولة والديمقراطية، ويتعامل بتناقض مع الأمرين، فضمن دولته “الديمقراطية” مباحة طالما لا تقترب من حدود دويلته والتي هو زعيمها و وليها.

إقرأ أيضاً: خيار الحرب: حزب الله يستنفر عناصره ويستعد للأسوأ

من انتقدوا تقليد السيد حسن كانت ذريعتهم أنّه رجل دين، مع أنّ السيد حسن نصر الله هو أمين حزب سياسي، يمثله نواب و وزراء، كذلك فإنّ خطاباته وتصريحاته وإطلالاته الإعلامية بأغلبها سياسية – حربية، أما نشاطاته فلا شأن لها بشكل عام لا بالمساجد ولا بالحوزات، وإنّما بالشأن العسكري والسياسي والحربي …

إذاً،السيد حسن نصر الله هو رجل سياسي، رجل يقود جيشاً عسكرياً، ويخوض حروباً، وأما رمزيته الدينية فهي متعلقة بطائفته التي تراه “وليها الفقيه” ولا انعكاس لها حقيقي على الساحة اللبنانية بمختلف مذاهبها ومحاورها.
من هنا، لا فرق بين النبيه والسيد، كلاهما سيدا الساحة الشيعية وكلاهما يمارسان السياسة، وكلاهما حزبيان وبالتالي كما ينتقد النبيه دون تجييش وتعبئة من حاضنته ودون حرق إطارات وشعارات فتنوية كذلك ينتقد السيد حسن.

مناصرو الحزب يحرقون الإطارات
مناصرو الحزب يحرقون الإطارات

هذا القمع والتهويل الإعلامي الذي يمارسه مناصرو حزب الله على وسائل الإعلام والبرامج الكوميدية، ليس بحديث العهد، فكل مؤسسة إعلامية تتعرض حسب توصيفهم “لرمزية السيد” يكون نصيبها التهديد بالحرق بعدما يحاصرها القمصان السود ومن لف لفافهم.
هذه الحالة، كادت أن تؤدي يوم أمس لفتنة مذهبية على خلفية الشتائم التي وجهها بعض المناصرين للصحابة رضوان الله عليهم، لذا على السيد حسن استدراك الأمر فإن كانت قدسيته الدينية خطاً أحمراً فليعتزل السياسة والحرب وليتفرغ للحوزات.
أما إن كان يقر بأنه شخصية سياسية، فليقل لجماهيره الهائجة ذلك، وليضبط شارعه المتفلت، الذي كلما جاءت سيرة “الشاطر حسن”، وضع البلد على كفّ عفريت.

إقرأ أيضاً: ضاحية أبية إلا عالزبالة!

إذ لم يعد من المقبول لبنانياً، على كل تبعية كانت أن تفرض على شريحة واسعة من اللبنانيين تقديس السياسي الذي يمثلها، لأنّه ببساطة لا قداسة في عالم السياسة ولا في عالم الحزبية وعلى كل من يختار أن يكون في أحد هذين الميدانين أن يتحمل الإنتقاد مهما كان نوعه، وإلا فلنسقط الديمقرطية في هذا الوطن ولنعلنها إمارة إسلامية – حزبية وفي حينها ماذا سيتخلف مشروعنا عن مشروع داعش؟

السابق
وزير الإعلام السعودي:كيف نأمن أن المساعدات لن تصل إلى حزب الله؟
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 28-2-2016