رامي الأمين يجرّح بشخص الوزير نهاد المشنوق.. فهل يحقّ له؟

سياسياً، مساحة الإنتقاد واسعة، ولكل منّا الحق في تسجيل نقاط من أيّ زاوية التقطها، سواء كانت موضوعية أم لا، وكذلك حقّ الرد أو الوقوف عند أيّ مفارقة في أيّ خطاب سياسي هو أمر محبذ، إن للإستفهام أو للإستيضاح أو حتى للإنتقاد لمجرد الإنتقاد... لكنّ الإهانة الشخصية والجسدية أمر آخر.

الزميل رامي الأمين، كان موضوع حلقتة الجمعة من “مؤخرة النشرة” مقابلة وزير الداخلية نهاد المشنوق يوم أمس في برنامج “كلام الناس” مع الإعلامي مارسيل غانم.

رامي الذي شبّه المشنوق بالمرشح للرئاسة الأميريكية دونالد ترامب، بعدما خلق تقاطعا بين ما قاله المشنوق عن اللبنانيين العاملين في دول الخليج “ما عجبك ما تشتغل عندهم” وبين دعوة دونالد ترامب “بعدم إدخال المسلمين للولايات المتحدة”، لم يكن مقنعا، لكن من حقّه. من حقّ الأمين أن ينتقد في التصريحات ما شاء ومن يشاء.

إقرأ أيضاً: المشنوق للبنانيين: الخبر الأسوء ان الآتي اعظم

الأمين أيضاً فسّر أو وجّه تعليق الوزير المشنوق على الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله، الذي اتّهم به دولاً بأنّها تسعى للتنسيق مع إسرائيل بقوله: “لنفترض أنّ جزءا من هذا الكلام صحيح، هل تساءل نصر الله لحظة لماذا وصلت هذه الجهات ألى الأمن الإسرائيلي لتحقيق حمايتها؟ وهذا كله افتراض… والجواب: لأنّ لدى الجميع خوف من السياسية الايرانية في المنطقة. اذا كان الأمر الذي تحدث عنه نصرالله صحيحاً، فهو نتيجة السياسة الإيرانية في المنطقة التي مهمتها تخويف الناس”. وقارن بين هذا الكلام وبين العملاء الذين تمّ رصد عمالتهم لإسرائيل في لبنان خالطاً بين حالات متباعدة، منها أنطوان لحد وفايز كرم وزياد الحمصي.

ومع أنّ المقاربة غير منطقية، إذ أنّ ما قاله المشنوق عن فرضية عن توجه الشعوب و”أهل السنّة”، وليس عن أفراد بعينهم، ناهيك عن أنّ كلام المشنوق جاء في سبيل الرد على اتهام نصر الله…. إلا أنّه من حق الزميل رامي أن يستنتج ما شاء من كلام الوزير.

لكنّ المعيب وغير الأخلاقي في حلقة رامي الأمين، والذي وضع فعلاً “المؤخرة” في “المؤخرة” الأخلاقية، هو السخرية عبر تقليد حركة فطرية يقوم بها الوزير المشنوق، من خلال فمه. هذه الحركة اللاإرادية التي أشار إليها رامي عشرات المرات من باب الإستهزاء والسخرية لا ترتبط بالمهنية ولا بالصحافة ولا بالأدب أو الأخلاق، وإنّما يستحقّ وضعها في خانة “من لم يجد ما ينتقده فنال من كرامات الناس”.

إقرأ أيضاً: المشنوق للعرب: عليكم أن تدعموا لبنان لكي لا يكون شوكة في خاصرتكم

الحركة التي قام بها الوزير طيلة المقابلة، لم تكن بكل تأكيد تعبّر عن رأي سياسي، وهي إما عادة مزمنة أو ربما لدواعي مرضية. فأن يحصر رامي الأمين انتقاد الوزير نهاد المشنوق بهذه الزاوية، فهو سقوط كان عليه أن يكون أكثر ذكاء من استسهال الانجراف إليه.

السابق
بالصور: هذه هي إصابة قاسم سليماني‏
التالي
النفايات: مذهبية المطامر هي الحلّ