حرب من برشلونة: من سبب المشكلة يزايد في مجلس الوزراء

بطرس حرب

ترأس وزير الإتصالات بطرس حرب لدى وصوله إلى مؤتمر الإتصالات الدولي في برشلونة وفد لبنان، وعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع رؤساء عدد من شركات الإتصالات العالمية منها إريكسون وهواوي ونوكيا وZTE وسواها كما كانت له لقاءات مع عدد من اللبنانيين أصحاب شركات اتصالات لبنانية مشاركة في المؤتمر والمعرض.

وخلال لقاء نظمه المهندسون اللبنانيون رواد الإتصالات والذين يتولون المسؤوليات في كبريات الشركات حول العالم في المركز الإعلامي في مؤتمر الإتصالات الدولي السنوي في برشلونة، أداره ناشر مجلة تلكوم ريفيو طوني عيد، تحدث الوزير حرب فأشار إلى أنه كان يزمع المشاركة في المؤتمر منذ يومه الأول، وقد حضر للمشاركة، إلا أن التطورات السياسية التي حدثت في لبنان أوجبت عليه العودة إلى بيروت بعدما كان غادرها”.

وأضاف: “اضطررت للعودة إلى بيروت والمشاركة في جلسة مجلس الوزراء لإيجاد مخرج لا يعطل علاقة لبنان بالعالم العربي ولا سيما بالخليج العربي. وآسف للقول – واحترامي لنفسي يفرض علي قول الحقيقة – إن التوجهات في مجلس الوزراء لم تكن متفقة، وكان المسعى أن نخرج من الجلسة بموقف واضح يزيل الإلتباس ويحل المشكلة، وإذ بمجلس الوزراء ينتهي بكيف يمكننا حل عملية إغضاب المملكة العربية السعودية دون أن يغضب أحد من لبنان، وقد طرحت سؤالا في الجلسة عما إذا كانت هذه الصيغة التي انتهى إليها البيان سترضي السعودية أم أنها سترضينا نحن، ويبدو أنها لم ترضنا كثيرا كما لم ترضي السعودية أيضاً، إذ يظهر أن هناك تدابير بدأت تأخذ منحى تصاعديا من جانب المملكة السعودية، يمكن لا سمح الله أن تؤدي للتضييق على اللبنانيين الذين يقيمون في الخليج ويعملون هناك، وهذا يعني كارثة إقتصادية إجتماعية عربية علينا”.

وتابع: “الواضح أن فريقا رافضا في الحكومة وله حساباته هو الذي سبب تعطيل العلاقة بين المملكة السعودية ولبنان، وإذا لم يغير هذا الفريق الرافض موقفه سيورط لبنان في كارثة كبيرة، وهذا ما يشغل بالنا ويجعلنا نخشى على الوضع عموما وعلى اللبنانيين العاملين في بلدان الخليج العربي. ولو لم يكن لبنان يفتقد رئيس الجمهورية لكان مجلس الوزراء يجتمع ويتخذ المقررات، وهذا يختلف عن وضعنا اليوم حيث اتخذ قرار وصفته أنه باهت اللون، ففي مجلس الوزراء فريق يزايد على مجلس الوزراء وهو نفسه الفريق الذي سبّب المشكلة، ويزايد على مجلس الوزراء في آن. من هنا الخطر موجود ونحاول المعالجة إلا أن استمرار المشكلة يضعنا أمام احتمالات سلبية لانعكاس المشكلة، منها اللبنانيين العاملين في الخليج وكيفية تدبير أعمال لهم متى يتم طردهم فتحل الكارثة وإذاك علينا التفتيش عن عمل لهم، وهذه كارثة إضافية”.

وقال: “يمر لبنان في ظروف صعبة، تعرفون أن خلافاتنا الداخلية حول السياسة الواجب اعتمادها تفرق اللبنانيين. وفي الوقت الذي نتنازع فيه سياسيا يصاب لبنان وموقعه واللبنانيون ومصالحهم بضرر. إلا أنني أستطيع القول أن وزارة الإتصالات يسمح لها نظامها القانوني مواصلة العمل بمعزل عن العواصف العاتية والأمواج العالية وهي غير خاضعة لقرارات كما الوزارات الأخرى، وهذا ما يسمح لنا بالمراهنة أكثر فأكثر على التحسين والتطوير كي لا يغرق لبنان في الجاهلية فيما العالم يتطور قدما”.

وأضاف: “نأتي إلى هذا الحدث السنوي الدولي في برشلونة للاطلاع ومعرفة إلى أين يتوجه العالم وكيف سنفعل حتى لا نتأخر عن مواكبة التطور والحداثة في التكنولوجيا. في السنة الماضية حضرت إلى برشلونة وهذه السنة أيضا، وكلما جئت إلى هنا يتفتح ذهني أكثر على العديد من الأمور والحاجات، وعلى ما يجب فعله. في اجتماعنا السنة الماضية وعدتكم بأننا مقبلون على مشروع الجيل الرابع، وها إني بفرح أقول لكم أن خطة 2020 لرؤية الإتصالات في لبنان تتقدم وال 4 G بدأ بالإنتشار في لبنان وسيعم كل لبنان كما وعدت”.

وتابع: “لقد التقيت بالعديد من الشركات هنا في هذا الحدث المنظم وأطلقت سباقا بين الشركات، ووعدي الذي أطلقته في تموز الماضي هو أن يكون الجيل الرابع قد عم كل لبنان في نهاية 2016، وان شاء الله ينتهي العمل في أيلول المقبل ويكتمل الإنجاز. إلا أن التحدي يبقى لأن الجيل الخامس لن يدعنا نرتاح، وفضلا عن ذلك، فإن الفايبر أوبتيك هو أيضا في المشروع حتى لا يبقى لبناني في آخر ضيعة متذمرا من خدمة الأنترنت، وسينعم اللبنانيون بخدمة 4G+ إذا قريبا تمهيدا لبلوغ الجيل الخامس”.

وقال: “لقد اطلعت في جولتي في المعرض الدولي للاتصالات على أحدث الأمور، العالم يتقدم بسرعة فيما نحن غارقون في خلافاتنا، لقد شاهدت سيارة ركابها يتقابلون في الجلوس بداخلها، ولا أحد يقودها، وهذه السيارة ستصبح يوما ما وربما عن قريب في لبنان، وكذلك شاهدت طائرة يمكنها الطيران بلا قائد، وشاهدت آلة تتصل بآلة، كما استخدمت نظارتين مكنتني من رؤية ما هو موجود خلف الجدار الفاصل، إنه لأمر رهيب وعظيم في آن، لأن ذلك يقضي على كل ما اسمه حميمية في الحياة أو خصوصية وهذا ما يضعنا أمام تحديات جديدة، إلا أن كل من هذه الإختراعات يقابله بلا شك اختراع مضاد”.

وتوجه إلى الكفاءات الحاضرة في اللقاء: “إنني أعتز بكم، وكلما التقيتكم، أعتز بلبنان من خلالكم، ولذا يتضاعف إيماني بضرورة إعادة لبنان إلى موقعه الريادي في عالم الإتصالات ليتقدم ويواكب العصر أكثر فأكثر، وإن شاء الله بالتعاون مع خيرة الشباب اللبنانين الذين تعمر بهم وزارة الإتصالات وهم جنود مجهولون خلف الأضواء، والذين أحييهم سننتقل خطوات إلى الأمام”.

وتابع: “في جولتي اليوم على الشركات في معرض برشلونة، كان أحد مطالبي تخفيف البطالة اللبنانية وأن نتمكن من توظيف الشباب اللبناني في الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال الإتصالات في لبنان، والإلتزامات التي تنفذها الشركات الأجنبية أود أن يعمل بها شباب لبنان فلا تستقدم شركة هواوي الصينيين ولا تستقدم شركة إريكسون السويديين بل أن تعمدا إلى تشغيل اللبنانيين خصوصا أن لبنان يزخر بطاقات علمية عالية تنتظر باب العمل. وأكثر من ذلك طرحنا موضوع التعاون كفتح باب توقيع بروتوكول تعاون مع الجامعات والسفارات للتدريب ورفع مستوى التكنولوجيا ورفع قدرة تلبية أي تطور علمي حاصل في العالم، وأنتم خير نموذج عن اللبناني المبدع الذي حيثما بحثنا أو طرقنا بابا نجد لبنانيا في شركة اتصالات يدير ويرأس ويتخذ القرار وهذا فخر للبنان، فلبناننا لبنان الدولة، لبنان الوحدة، لبنان المحبة والتسامح والإنفتاح وليس الإنغلاق والرجوع إلى الخلف. وإنه ولو كان هناك تجاذب سياسي يريد إبعاد الناس عن بعضهم وتفرقتهم إلا أن هناك فريق لبناني كبير، بل الأكبر في لبنان يرغب أن تكون الحياة في ظل دولة يرعاها الدستور والقانون وليس الطائفية ولا المذهبية ولا الحزبية ولا العائلية”.

وختم حرب : “علينا أن نرد مفهومنا الأساسي للدولة لأن الإنتماء المذهبي والعائلي والحزبي صار أهم من الإنتماء للدولة وهنا الكارثة”.

السابق
الحريري من الطريق الجديدة:حمينا البلد وسنستمر وأقول لكم أنا عدت وسأبقى معكم
التالي
الانتخابات في ايران تحت سقف البيروقراطية الدينية