نفاياتنا… نحو النجومية العالمية!

النفايات
اصبح لبنان غارق بالنفايات من "ساسه الى راسه" ولا من يكترث من هذه الحكومة، بل ومن هؤلاء السياسيين الطائفيين فقط. وآخر إنجازات لبنان العالمية إذ احتل المرتبة الأولى عالمياً في تقرير عُرض على قناة الـCNN، ولكن هذه المرّة الشهرة لم تأتي من التبولة أو الحمص بل أتت من بقايا التبولة والحمّص "النفايات".

“ابسط يا عمّ” كما يقول المصريون، وهو تعبير يعني “إفرح” بعدما أصبح لبنان مشهوراً عالمياً، بفضل تراكمات النفايات.

اقرأ أيضاً: فضيحة النفايات مستمرة رغم الاصوات المعارضة

فبعدما ان عرضت قناة CNN تقريراً بعنوان “نهر النفايات” والذي يجتاح لبنان مقابل عجز واستهتار من قبل المسؤولين في دولتنا لبنان على إيجاد حل لهذه المشكلة والتي باتت تهدد صحة المواطن وتشوّه صورة البلد التي باتت تترافق مع صورة “الزبالة”. وبعدما أخذت وسائل الاعلام العالمية تفرد للنفايات مساحة على الهواء للتعريف بالمعالم البارزة في بلد الأرز وكأنها معلم سياحي.

فالحكومة اللبنانية التي تستحقّ الرجم على سوء إدارتها لملف النفايات، ما أدّى الى تكدّسها على الطرقات وضفاف الأنهار وفي الوديان، والتي على ما يبدو فإن ملف النفايات من أواخر اهتماماتها خصوصاً ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية، والفجوة الخلافية العميقة والتي باتت تتسع رقعتها بين المملكة العربية السعودية وحزب الله وإيران، وترقّب اللبنانيين المسؤولين على صحة وأمن الوطن التداعيات الموجبة لهذه الأزمة. لذلك من المؤكد أنهم لم يعد ملف النفايات من أولويات الحكومة، كما لم يكن دائماً يهتمون للمواطن. فالمواطن اللبناني مجرّد حطب يوقدونها لنارهم السلطوية والتحاصصية.

اقرأ أيضاً: بانوراما الاجراءات السعودية ضد لبنان تتسارع… ماذا بعد؟

فدولتنا باتت “جمهوريّة الزبالة”، والتشريع لجمهوريّة الوحدة الوطنيّة في أيدي الطائفيّين والمذهبيّين، والتخطيط في أيدي المقاولين… فماذا تنتظرون.

لا يستحق اللبنانيون الذين رفعوا اسم بلدهم عالمياً، وبرعوا في كل المجالات، وسعوا ويسعون إلى إيصال لبنان إلى أعلى المراتب العالمية في جميع المجالات، هذا الطاقم السياسي البالي الذين ما فتئوا يجتهدون للحط من جهدهم وإنجازاتهم. فما شاهدناه على CNN مؤسف حد الوجع، فالى متى يستكين المواطن امام شل الدولة ومسؤوليها؟

وهنا يستحضرك سؤال، من يسقط هيبة الدولة دولياً؟ هل يدرك المواطنون الذين هبّوا دفاعاً عن أمنهم الصحي، أن تلك النفايات اثبتت انها نفايات سياسية بامتياز؟

اقرأ أيضاً: النفايات والحائط المسدود

والجدير بالذكر أن ملف “زبالة لبنان” بدأ في شهر تموز – آب 2015، مما يعني أنه مستمرّ منذ نحو السبعة أشهر دون أن تجد هذه الحكومة الموقرة الحلّ. وهذا دليل واضح وصريح عن عدم اكتراث هؤلاء السياسيين لشؤون وشجون المواطن. هذا المواطن الذي لم يحرّك ساكناً بالرغم من غرقه في بحر من الزبالة، وتعرّضه لخسارة أغلى ما يملك وهي الصحة، لعلّه أنّه تابع للزعيم الفلاني ولا يريد أن “يزعل” منه زعيمه الطائفي، وهو الذي يحمل شعار “بالروح بالدم نفديك يا زعيم”، هو السبب الأول ببقاء هؤلاء السياسيين في أماكنهم، وهو السبب الأساسي في جميع الأزمات التي يمرّ بها لبنان. فلو كان المواطن يحبّ عائلته ويشعر بالمواطنية لثار على الظلم، ولما كان هؤلاء -زعماء الحرب الأهلية- ما زالوا في السلطة.

السابق
بالأرقام والوقائع(6): إلى حزب الله… من أين لك هذا؟‏
التالي
الرئيس سعد الحريري أمام وفد العشائر العربية