مخاوف أمنية.. وجلسة اليوم مفتوحة على كلّ الاحتمالات

اشرف ريفي
في الوقت الذي ظلّ قرار المملكة العربية السعودية بوقف المساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وإعادة تقييم العلاقات مع لبنان، محورَ تفسيرات وتأويلات متناقضة من هنا وهناك، فإنّ اتصالات حثيثة تجري داخلياً ومع الرياض من أجل تدارُك هذه المضاعفات وإعادة تطبيع العلاقات اللبنانية ـ السعودية ربّما يؤسّس لها موقف يتوقّع أن يتّخذه مجلس الوزراء الذي ينعقد في العاشرة صباح اليوم للبحث في الأمور الطارئة، مبني على سياسة "النأي بالنفس" عن الأزمة السوريّة والتمسّك بالإجماع العربي.

جلسة استثنائية سيعقدها مجلس الوزراء صباح اليوم في غياب وزير العدل أشرف ريفي الذي قدم استقالته قائلا إنه باق في مواجهة دويلة “حزب الله”.
وعلمت “النهار” ان الرئيس تمام سلام سيشدد على ان لبنان ملتزم التضامن والاجماع العربيين ولن يخرج عنهما. ويجري سلام اتصالات سياسية مع مختلف القوى للخروج بموقف واضح للحكومة لأن “العلاقة مع السعودية مصلحة وطنية عليا، ولا يُمكن القبول بالمسّ بها”. وبدأ العمل منذ ليل أمس على مشروع بيان سيصدر بالاجماع أو بالاكثرية ومن غير المستبعد أن يتلوه الرئيس سلام نظرا الى أهمية الموضوع.
واتجهت الأنظار إلى ما يمكن أن يصدر رسمياً عن مجلس الوزراء اليوم، والذي يفترض أن يقوّم السياسة الخارجية ويعلن موقفاً واضحاً لا يحتمل التأويل بانحياز لبنان إلى أشقائه العرب على قاعدة التضامن معهم، لا سيما في هذه المرحلة البالغة الصعوبة. وسيطالب البيان، وفقاً لمعلومات وزارية، المملكة العربية السعودية، بإعادة النظر بموقفها من وقف المساعدات المالية.
وعلمت “الجمهورية” أنّ سلام قرّر دعوة المجلس إلى الانعقاد بعد توافر معلومات عن إمكانية حصول تدابير أخرى تضاف إلى وقفِ الهبات. وبناءً على هذه المعطيات، قالت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” إنّ الحكومة ستكون اليوم امام استحقاق خطير قد يهدد وحدتها.
الحريري يحدد اليوم الموقف
علمت “النهار” أن المؤتمر الصحافي الذي سيعقده الرئيس الحريري السادسة مساء اليوم سيحدد الموقف مما سيصدر عن مجلس الوزراء الاستثنائي ويطلق مواقف تتصل بالتطورات الراهنة.
مخاوف أمنية و”المستقبل” يعيد النظر في الحوار الثنائي
تخوفت مصادر وزارية عبر “النهار” من اللجوء الى الشارع للتعبير عن الخلاف والتباعد في وجهات النظر، على خلفية التطورات الأخيرة، في ظل احتدام واسع للصراع تظهر وجوه احتقانه بتبادل التهم والشتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر “تنفيس” ما يبدل المعطيات. ونقل عن مصدر أمني سعد الحريريان الوضع ممسوك وان الخلافات السياسية ليس لها انعكاس مباشر على الوضع الأمني، لكنه حذر من ان “يدخل طابور خامس على خط الصراع ويفتعل مشكلات هنا وهناك تظل محصورة في المكان والزمان في ظل رغبة مشتركة لدى كل الاحزاب في عدم اللجوء الى الشارع”.
وكشفت مصادر قريبة من “14 آذار” لـ”اللواء” أن تيّار “المستقبل” يفصل بين طاولة الحوار الموسّعة وطاولة الحوار الثنائي مع “حزب الله”، وهو قد يُعيد النظر في موقفه من المشاركة في هذا الحوار. وأشارت إلى أنه إذا حدث تأزم سياسي لجهة شلّ عمل الحكومة أو اضطراب سياسي بسبب توقف الحوار الثنائي، فإن الانتخابات البلدية التي يجري التحضير لها ستصبح بحكم المعطّلة في أيار المقبل.

اشرف ريفي
اشرف ريفي

استقالة ريفي يتيمة حتى الآن
قالت مصادر وزارية بارزة “النهار” إن وزير العدل أشرف ريفي، وان لم يفاجئ كثيرين باستقالته، يرجح ان يكون اتخذ خطوته من دون اطلاع أحد عليها في ما عدا الرئيس سعد الحريري. ولفتت الى دلالة التأييد الواسع لريفي في الشارع الطرابلسي الذي عبر عنه باعتصامات شعبية واسعة..

إقرأ أيضاً: أنظروا: إنه ترشيح ميشال عون يحترق
ورأت “السفير” أن ريفي انتقى لحظة “مركبة” لتقديم استقالته التي حاول من خلالها أن يصيب عصافير عدة، بحجر واحد، فهو من جهة أراد تسليف السعودية موقفا عمليا داعما لها لتعزيز مكانته لديها تحسبا لكل الاحتمالات في المستقبل، وأراد، من جهة أخرى، توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى الحريري بعد تفاقم الخلافات بينهما، من دون أن ينجح لقاء “غسل القلوب” الأخير في معالجتها، بل ساءت العلاقة بعده إلى درجة امتناع ريفي ومناصريه عن استقبال الحريري في طرابلس، إضافة إلى أن ريفي يفترض أن “قلب الطاولة” سيعزز رصيده في طرابلس ويكرسه صاحب حيثية شعبية، بمعزل عن “المستقبل”، بل ربما في مواجهته.

إقرأ أيضاً: المشنوق للعرب: عليكم أن تدعموا لبنان لكي لا يكون شوكة في خاصرتكم
وتوقّعت مصادر “الجمهورية” أن تمرّ استقالة ريفي من دون حصول أيّ ارتدادات. وأكّدت أن لا نيّة لوزراء “المستقبل” بالاستقالة لا اليوم ولا لاحقاً. وأضافت: “لم يتّخذ أحد قراراً بالتصعيد، لكن لا أحد يعلم كيف ستتطوّر الأمور”.
كذلك، فوجئ زوّار المصيطبة بمفاجأة الرئيس تمام سلام بالاستقالة، ولاحظ هؤلاء أن رئيس الحكومة الذي تبلغ هاتفياً بنبأ الاستقالة أبدى انزعاجاً من هذه الخطوة. وفي المعلومات ان بيت الوسط لم يكن أيضاً على إطلاع على استقالة ريفي المفاجئة، لا سيما بعد “ترتيبات المصالحة التي حصلت وما قيل عن التزام وزير العدل بقرار التيار ورئيسه.

السابق
عندما يصبح لبنان مستعمرة إيرانية
التالي
الطقس غدا غائم جزئيا وارتفاع بسيط في الحرارة