شيء من الإنصاف!

الطائفية مرض موصوف بامتياز.
أثناء زياراتي السريعة للبنان من المهجر بعد انتهاء الحرب الأهلية كان كثير من الجنوبيين أثناء برمتي على بيروت ومرورا بصيدا جنوبا يتباهون لافتين انتباهي: أنظر كيف أعاد رفيق الحريري تعمير لبنان وعلم كثيرين من شباب وشابات لبنان في أرقى الجامعات ! يكررون على طول الطريق: أنظر! شوف! طلع! ماذا بنى الرجل وقدم …وعلى نفقته الخاصة!!!!

إقرأ أيضاً: سعد الحريري.. هو حضنٌ أولاً

ثم وقع الخلاف بين الحريري والنظام السوري والمستفيدين من الولاية السورية على لبنان واغتيل الحريري، فأخذ نفس الأشخاص وبين عشية وضحاها، يقولون أثناء زياراتي اللاحقة للبلد: شوف كيف دمر الحريري وكيف سرق ونهب وتآمر ووووو.
يا له من تناقض فاضح ومقرف. أسألهم عنه فيقولون: أنت غشيم أستاذ يوسف. يقولونها مشددين على وممددين للقب أستااااذ.
سبحان من جمع الأستاذ والغشيم في عقل وجسد واحد، بل وفي نفس الجملة!
إطمئنوا لست غشيما، الأستااااذ لا يكون غشيما إلا عند الجهلة ومن أعماه التعصب.
أريد لبنان حرا مستقلا وشاطئ أمان للسابحين حوله في بحار الدم والمياه الآسنة النتنة.
وفوق ذلك أريد لبنانا منصفا.
أنصفوا الرجل.
ولو بالكشف عن قتلته.
لا تقعوا ضحية التعصب الطائفي.
بالمناسبة: لا تحتجوا بداعش، فإنى أرى للداعشية أشكالا كثيرة.

إقرأ ايضاً: العلاقة بين القوات والمستقبل… إلى أين؟
الرؤية للناظر عن بعد تكون أكثر جلاءاً من الذي أعماه غبار معركة عبثية.
أفيقوا من الطائفية!

السابق
تفاصيل اغتيال العميد أحمد فايع عسيري
التالي
وصول الحريري إلى معراب