هل تنسّق داعش مع النظام السوري لتسليمه جرود القلمون؟

تنظيم داعش ونظام الاسد
برزت مؤخراً مواقف موزعة لأمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي، يعلن فيها الحرب على تنظيم داعش حتى القضاء عليه، تأتي هذه المواقف بعد هجوم شنته جبهة النصرة، ضد مواقع لداعش في جرود القلمون المواجهة لجرود رأس بعلبك، وتحديداً عند معبر الزمراني وعدد من المعابر الأساسية والمهمة عسكريا في الجرود.

منذ ثلاثة أيام تدور معارك بين التنظيمين وفي السياق، تشير مصادر جنوبية إلى أنّ النصرة تعتزم شنّ هذه المعركة، بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأنّ تنظيم داعش يعتزم شن هجوم واسع على معاقلها في الجرود، بغية طردها منها، وذلك بالتنسيق مع النظام السوري، بهدف تسليم الجرود بشكل كامل إلى النظام، مقابل نقل النظام لمسلحي داعش إلى الرقة.

إقرأ أيضاً: محاربة «داعش» وأسئلة محيرة؟
وتربط المصادر ما يعتزم داعش فعله بالتنسيق مع الجيش السوري، في تلك المنطقة، بما جرى في ريف حلب الجنوبي، وفي حمص، وحتى في دمشق مؤخراً، لا سيما في مخيم اليرموك وحي التضامن، حيث أبرم التنظيم اتفاقاً مع النظام السوري على تسليمه المناطق في محيط دمشق، على أن تنقل الباصات الخضراء المعهودة عناصر داعش من دمشق ومحيطها إلى الرقة.

النصرة داعش
وإذا ما صحت هذه المعلومات، فيكون تنظيم داعش بدأ بالعمل فعلياً على إرساء التقسيم على الميدان السوري، إذ أنّ انسحابه من حمص إلى ريفها، وتالياً إنسحابه من ريف حمص والقلمون إلى الرقة، يعني تسليم مناطق سوريا المفيدة إلى النظام، والاحتفاظ بمنطقته الأساسية في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، بالإضافة إلى التحالف غير المعلن بين داعش والنظام في حلب ومناطق أخرى، سلّم فيها التنظيم مناطق خاضعة لسيطرته للنظام السوري، أو فتح معارك مع فصائل المعارضة المختلفة بالتزامن مع استعداد النظام السوري لشن معارك ضد نفس الفصائل.

إقرأ ايضاً: هل فعلاً عادت داعش والنصرة إلى عرسال؟
وتلفت المصادر، إلى أنّ النصرة، تعتزم شن هجوم ضد داعش، ينطلق من منطقة وادي الخيل، وهو المعقل الأساسي للجبهة في تلك المنطق، ومركز غرفة عملياتها، ولكن تزامناً، تشير المصادر إلى أنّ النصرة، تفاوض داعش على التراجع وإخلاء الموقع المهم الذي سيطر التنظيم عليه، على أن تعود قواعد الإشتباك إلى سابق عهدها، وهنا تستبعد المصادر قبول داعش بالأمر، وتقول:” التجربة مع هذا التنظيم ومنهجيته وطريقة تفكيره وإدارته لمعاركه، تفيد بأنه يستحيل أن يتخلى عن أي موقع أو بقعة جغرافية يسيطر عليها، ومن يريد ذلك عليه إنتزاع ما سيطرت عليه داعش بالقوة، أي بعملية عسكرية.”

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يخضع لـ«النصرة لاند» في لبنان

وعليه تترقب المصادر، لمعركة معينة، عاجلاً أم آجلاً، لإعادة تثبيت قواعد الإشتباك، وهنا ترى المصادر أنّ النصرة من الجهة اللبنانية، لديها هامش حركة أوسع من داعش الذي يتهيب الدخول في معركة طاحنة في هذه المرحلة، وهو يركز على عملية استقطاب الفصائل عبر الترغيب أو الترهيب بدون الدخول في معارك، بالإضافة إلى أن تحرك النصرة نسبة إلى مواقعها الجغرافية قد يكون أسهل لضرب مواقع داعش.

السابق
ما بين فنجاني قهوة عون وفرنجية… نصر الله؟
التالي
«جنوبية» يدعوكم للمشاركة بحملة «الأمم المتحدة حليف الأسد»