حزب الله يبدو محرجا بعد ترشيح «الحليفين» من قبل الخصوم

على الرغم من إعلان حزب الله أكثر من مرّة أنّ مرشحه الوحيد لرئاسة الجمهورية هو العماد ميشال عون، ولكن بعد مضي أكثر من 48 ساعة على إعلان جعجع ترشيح عون، لم يصدر من الحزب أي موقف واضح، فهل سيستمر حزب الله بدعم عون بعد اجتماع كتلة «الوفاء للمقاومة»؟ أم انه مربك بسبب ترشيح "حليفيه" فرنجية وعون من قبل خصميه اللدودين الحريري وجعجع؟

أشارت “النهار” إلى أنه من المتوقع ان ترتسم اليوم ملامح أكثر وضوحاً بشأن إقدام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على دعم ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية مع صدور موقف كتلة “الوفاء للمقاومة”.

اقرأ أيضاً: جعجع يعيد عون الى لبنان.. تحت سقف الدولة

ولفتت “النهار” إلى أن بيان “الوفاء للمقاومة” يؤشر لتوجه “حزب الله” في الضغط لايصال عون الى بعبدا أو التريث لاعطاء المشاورات والاتصالات القائمة فرصة للنجاح، في انتظار ما ستؤول اليه المبادرات للتقريب بين المملكة العربية السعودية وايران.

وتفيد أوساط قريبة من “حزب الله” لـ”النهار” ان النقاط العشر التي أعلنها جعجع لا ضرر فيها ولا تتعارض مع ما يطالب به الحزب. وقالت إن الوضع يقتضي مزيداً من الوقت ربما للتفاهم على انسحاب أحد الحليفين لمصلحة الآخر وانجاز الاستحقاق الرئاسي، وليس بالضرورة ان يكون ذلك في الجلسة المقبلة أو الشهر المقبل، وقد تزهر هذه المساعي قبل انتهاء فصل الربيع.

وأوضحَت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” أنّ “حزب الله” لم يُفاجَأ بخطوة جعجع، بل كان يتوقع ان يُقدِم عليها بناءً على معطيات عدة، أبرزُها الظروف التي أحاطت بها والتطوّرات الاخيرة التي شهدها الملف الرئاسي، لا سيّما مبادرة الرئيس سعد الحريري الباريسية، كما كان يتوقع خطوة جعجع نتيجة قراءة سياسية أجراها لعقلِ الأخير وتفكيره ومنطقِه.

سمير جعجع وعون
سمير جعجع وعون

وفي معلومات “الجمهورية” أنّ “حزب الله” المستمر في تريُّثِه في انتظار تبلوُر موقف الآخرين، خصوصاً موقف الرئيس سعد الحريري، يرَكّز جهوده الآن على استمرار التهدئة لكي تؤدّي الى التوافق بين اطراف الفريق الواحد، وحتى تجاه الفريق الآخر.

ويترقّب “حزب الله” بحسب “الجمهورية” ان يقوم عون بخطوة إيجابية باتّجاه رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، معَوّلاً كذلك على خطوات إيجابية يقوم بها “التيار الوطني الحر” باتّجاه الآخرين، تشمل ايضاً فريق “14 آذار” وتيار “المستقبل”، وإذ يَعتبر الحزب أنّ المواقف الإقليمية في النهاية تؤثّر على مواقف أصدقاء محليين فهو يراهن على إنجاز لبناني ـ لبناني.

اقرأ أيضاً: سمير جعجع في مرحلة الرقص مع الشيطان…

ويرفض الحزب بحسب “الجمهورية” اتّهامَه بأنّه لا يريد إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ويكرّر دعمَه ترشيحَ عون ووقوفَه الى جانبه حتى النهاية، “علماً أنّ فرنجية يُعَدّ بالنسبة اليه حليفاً استراتيجياً وأساسياُ لكنّه يلتزم بوعده لعون، ويَعتبر أنّ فرنجية مرشّح استراتيجي ودائم لرئاسة الجمهورية في المستقبل”. ويصف الحزب بيان كتلة “المستقبل” الأخير بأنّه موقف المتريّث والذي يفتح الامور على كلّ الاتجاهات، إلّا أنّه ينتظر الموقف النهائي للحريري متمنّياً أن يأخذ الحريري الموقف الذي يَخدم الوطن.

وفيما يكتفي “حزب الله” وفق “اللواء” بإرسال إشارات إعلامية من خلال تغطية حركة الوزير جبران باسيل مما يوحي أن التفاهم بين الجانبين ما يزال صامداً، ينتظر أن تظهر بوادر منه اليوم في بيان كتلة “الوفاء للمقاومة”، وتنقل جهات عمّا وصفته أوساط في “حزب الله” أن ثلاثة عوامل تتحكم بموقف الحزب في الإطار المحلي، في انتظار بلورة الصورة الإقليمية المتعلقة بموقع الرئاسة الأولى على رقعة شطرنج التسويات المطروحة في المنطقة:

– يعتبر الحزب أنه نجح في حصر انتخابات الرئاسة بمرشحين اثنين من 8 آذار.

– التزام الحزب بدعم عون المستند إلى حسابات “أخلاقية” وسياسية تتعلق بدعم المقاومة من قبل “التيار الوطني الحر” لا ينسحب على دعم حلفائه أو فرض هذا الدعم عليهم.

– تخشى أوساط الحزب أن يكون هناك “قطبة” مخفية تحت الطاولة مدعومة بغطاء دولي – إقليمي رتّبت “إتفاق معراب”، وفي مثل هذه الحالة، قد يحصر الحزب موقفه بدعم كتلته بانتخاب عون ضمن معركة ديمقراطية، وهذا ما لا يروق لـ”التيار الوطني الحر”.

اقرأ أيضاً: هذه هي تفاصيل «يوم معراب» التاريخي…

السابق
فتفت لـ«جنوبية»: فلنترك اللعبة الديمقراطية تحسم جلسة 8 شباط…
التالي
بعد رفع العقوبات: لا تغيير وإيران مستمرة بما هي عليه