غضب زعيم الطائفة: بين حسن يعقوب وبهيج أبو حمزة!

وليد جنبلاط ونبيه بري
حين يرفع زعيم الطائفة الغطاء عن أحد ما فإن غضب الرب ينزل على المغضوب عليه حيث لا قدرة على اعادته سالما الى عائلته إلا بإرادة الله...

الثنائية الشيعية أطبقت على النائب السابق حسن يعقوب، كما أطبقت الزعامة الدرزية على بهيج أبو حمزة ورمته داخل السجون دون أن ينبس أحد ببنت شفة.

هاتان الشخصيتان العامتان كان لكل منهما دور وعمل عام باسم الطائفة وباسم الزعيم وتحت راية ولي الأمر. وعندما خرج كل منهما تباعا- وكل له أسبابه وقضيته -عن طاعة الوليّ المذهبي رُمي في غياهب السجون دون تردّد.

واذا كانت قضية حسن يعقوب تختلف عن قضية بهيج ابو حمزة، الا ان المشترك بينهما هو رب الطائفة، وقائدها، ورازقها، ومُعيّش ابنائها، وحاميهم، وهو البيك، والقائد، والنبيّه، والوليد، والفقيه، والأمام، والحامي، وكل ما يمكن ان نُطلق عليه من الصفات الحسنى تيمنّا بأسماء الله الحسنى.

إقرأ أيضاً:لماذا تأخر نبيه بري في دخول الـ’سوشل ميديا’؟

فـ”لولا الهاء لكنت نبيّا”، و”لولا البيك لكنّا غنما”، و”لولا الراء لكنت نصف إله”.. هذه الجمل التقديسية تتبخر كلها في لحظة غضب او خروج عن الطاعة. كما حصل سابقا ولأسباب سياسية مع مسؤولي حركة امل، محمود ابو حمدان، وايوب حميد، ونسيب حطيط، وعقل حمية، وغيرهم الكثير الكثير من أبناء الحركة… اضافة الى كثيرين من أبناء الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الله.

حسن يعقوب

ان يُزج بحسن يعقوب في السجن هو أمر لافت حقا، واللافت أكثر هو الصمت الرهيب للاعلام المحلي والتواطؤ المريع لكتلة الاصلاح والتغيير التي كان يعقوب عضوا فيها يوما ما. والسبب المتداول بين الناس هو ان النائب السابق خطف شخصية عامة… اعتقد ان الجميع يذكر خطف الكويتي ، وخطف الاتراك، وخطف الكثيرين في البقاع من أجل عمليات سلب وتهديد او تنديد بموقف دولة المخطوف.. وكان التفاوض يتم دون ان يتم إلقاء القبض على الجاني المعروف من السلطات المحلية.

بهيج ابو حمزة

فان يزج ببهيج ابو حمزة لانه سرق الزعيم حسنا! لكن من يحقق مع هذا الزعيم الذي استولى على مرفأ الجية، ومعمل سبلين، واحتكارات النفط،.. فلماذا لم يحاسبه احد؟ وهل سرقة الزعيم محرّمة؟ وهو المعلم الذي يعلم محازبيه الإستزلام والواسطة و”فلسفة مرقلي تمرقلك”، وتغطية السماوات بالأبوات”…

إقرأ أيضاً: أربع جامعات… لـ1.5مليون شيعي في لبنان

كل زعيم طائفي هو لص، واللذين يؤيدونه هم عبيد عنده لا يجب محاكمتهم لأن العبد فاقد للقدرة على التصرف. فهو رهن اشارة الزعيم، هذه العبد يظن نفسه انه ترقى وصار سيدا فيحاول التفكير وتشغيل مخه ساعتئذ يضربه الزعيم على رأسه ضربه تعيد له رشده!

فأن يُزج بحسن يعقوب بالسجن لأنه أراد فضح من ساهم بإخفاء والده هي جريمة جديدة بحق موسى الصدر، وواجب شقيقته رباب الصدرالتحرك، وقول كلمة حق في وجه سلطان جائر.

اليوم يندد الجميع باطلاق المجرم ميشال سماحة من السجن رغم ارتكاباته واعترافاته، لكنه هو من صنفهم، ومن سنخيتهم، ومن نوعهم، لانهم هم مجرمون مثله في السلم وفي الحرب. والمجرم  يستّر على المجرم، والقاتل يستّر على القاتل.. ولعل التكاتف السياسي في لبنان ليس موجها الا ضد من لا داعم له، ولا سند، وضد الأحرار..
إقرأ أيضاً: وليد جنبلاط (1\3): لا ديمقراطية ولا من يحزنون.. توريث وتوريث

لم تكن مُحقا يا حسن يعقوب حين اردت كشف المستور، كان واجبك ان تبقى منتظرا عودة السيد موسى الصدر مع الامام المهدي المنتظر كما يشيع بعض بلهاء الطائفة.. وكما يحاولون تشبيه الغيبتين، في إحياء خبيث من اجل إلهاء السائلين.

السابق
أسلحة الهبة السعودية للجيش اللبناني تسلم اعتبارا في الربيع
التالي
اعتداء بالضرب على مراقب صحي في النبطية‏