اللبنانيون ردّا على اخلاء سبيل سماحة: لا لمحكمة العار!

المتهم ميشال سماحة
إنّها «محكمة العار» هكذا وصف اللبنانيون المحكمة العسكرية التي أصدرت قرارها بإخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة الذي اعترف بنقل المتفجرات بسيارته الخاصة من سوريا إلى لبنان، وخطّط لتنفيذ عمليات ارهابية كانت ستطال لبنانيين من أجل إشعال فتنة طائفية في البلاد.

إنّه قرار صادم فاضح، الذي أصدرته المحكمة العسكرية اليوم، ميشال سماحة حر طليق، هو من حرّض ببرودة أعصاب على تفجير مساجد في مدينة طرابلس وفي أماكن الإفطارات، إضافة إلى التخطيط لاغتيال رجال دين وسياسيين..كل هذه التهم موثقة بالصوت والصورة واعترف بها سماحة في التحقيقات، إلاّ أنّ المحكمة رأت أنّ سماحة الذي ينتمي لمحور «الممانعة» والذي كان أداة لتنفيذ أجندة النظام السوري الإرهابية في لبنان «قد قضى محكوميته السابقة» وأنّ أرواح آلاف اللبنانيين التي كانت ستزهق بسبب تآمر الوزير السابق مع النظام السوري سيكون ثمنها 150 مليون ليرة فقط لا غير سيدفعها محور الممانعة، وثلاث سنوات من السجن فقط.
إقرأ أيضاً : إخلاء سبيل ميشال سماحة.. «إنتصار الإرهاب» في لبنان

هذا القرار الذي شكّل صدمة للرأي العام اللبناني، واعتبره العديد من القوى والنواب والوزراء بمثابة براءة للمجرم، وانه كان يفترض للمحكمة العسكرية أن تتخذ فيه أشدّ العقوبات ليكون عبرة لكل من يعبث بأمن لبنان واللبنانيين. قرار المحكمة اليوم يعيدنا بالذاكرة إلى قرارات اتخذتها المحكمة سابقًا عندما اخلت سبيل العميل فايز كرم، وبحسب ناشطين فـ”هي المحكمة التي تُبرّىء الإرهابيين والعملاء والقاتلين شرط أن يكون ولاءهم «للمقاومة»!.

إضافة الى ردود الفعل الشعبية، كذلك توالت ردود فعل السياسيين وهذه أبرز التصريحات:

الرئيس سعد الحريري عبر تويتر قال «إن إجماع الضباط على القرار بشأن سماحة هو عار ومشبوه ومكافأة للمجرم ولن أسكت عنه» وأضاف الحريري «هو إجماع على تقديم مكافأة مجانية للمجرم بإسم القانون، وانتهاك لمشاعر معظم اللبنانيين، البعض سيرى في القرار بشأن سماحة تدبير قضائي صرف ونخشى ان يكون وصمة عار في جبين القضاء العسكري».

سعد الحريري
سعد الحريري

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي غرد عبر تويتر قائلا: ” حتى لو لم أكن خبيرا بالقانون، فإطلاق سراح ميشال سماحة مرفوض بكل المقاييس”؟

جعجع

وسأل:”بمنطق عفوي بسيط، كيف لي أن أفهم ان لبنانيا تآمر مع جهة خارجية لارتكاب أعمال قتل وتفجير في بلاده ونقل متفجرات لهذه الغاية وجند أشخاصا لتنفيذها وجرى وقف المخطط في آخر لحظة من قبل فرع المعلومات؟ كيف لي أن أفهم إطلاق سراح هكذا شخص؟ وأي رسالة بعثها رئيس المحكمة والضباط المعاونون الى اللبنانيين بهكذا قرار؟ وأي أمل يتركونه لهم بمستقبل بلادهم وسيادتها والحفاظ على أمن أبنائها وعلى حرياتهم؟“.

وختم: “بئس هذا الزمن لكننا لن نرضخ وإننا كل شيء فاعلون حتى الخروج منه الى زمنٍ أفضل“.

النائب السابق مصطفى علوش رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ قرار «المحكمة هو فضيحة جديدة تطال القضاء اللبناني التابع لمنظومة ما يسمى بالممانعة، فمن الطبيعي أن يفجّر البلد اعضاء هذا المحور ويرهبون الناس لأن ذلك من ضرورة عملهم».

بدوره انتقد منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد القرار، وغرّد قائلا عبر تويتر :”من يهدد لبنان بالقنابل يطلق سراحه القضاء اليوم تحت ضغط سياسي هذا تصرف مرفوض“. 

إقرأ أيضاً : الحكم على ميشال سماحة يقول للسنّة: إذهبوا إلى داعش كلّكم.. وفوراً

وعبر تويتر ايضا، علق رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل قائلا:” رسالة القضاء اللبناني إلى الارهابيين عقوبة تهريب متفجرات والتخطيط لتفجير اللبنانيين بأوامر خارجية هي السجن لثلاث سنوات فقط“.

وعقب خروجه من جلسة مجلس الوزراء، انتقد وزير العدل اشرف ريفي قرار اخلاء سبيل سماحة، وقال “بئس الزمن الذي يتآمر به قاض وضابط على وطنه وسأقوم بما يمليه عليّ واجبي الوطني“. 

بدوره، اعتبر الوزير نهاد المشنوق أن “قرار إطلاق سراح سماحة إدانة واضحة ومؤكّدة لمحكمة التمييز العسكرية بكلّ المعايير الوطنية والقانونية والمنطقية”، لافتاً الى انه “سيكون لنا موقف من إطلاق سراح سماحة أعلى بكثير ممّا يظن زبانية تبرير القتل والتفجير من قبل النظام السوري“.

إقرأ ايضاً : بالفيديو: ميشال سماحة لكفوري: بس أطلع وإرجع بدي إرجع جيب

وعلق النائب نديم الجميل عبر حسابه على “تويتر”، على قرار محكمة التمييز العسكرية تخلية ميشال سماحة بكفالة مالية، وقال “ان اطلاق ميشال سماحة هو اغتيال جديد للبنانيين وعار على المحكمة العسكرية“.

وأدلى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بالتصريح التالي: إن قرار المحكمة العسكرية بإخلاء سبيل المدعو ميشال سماحة  هو إستباحة لشعور الناس، ويشكل طعناً عميقاً في العمل الجبار الذي قامت وتقوم به الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب، وأخيراً إنه تشريع للجريمة إن لم يكن تشجيعاً لها!

وليد جنبلاط
وليد جنبلاط
السابق
جلسة الحكومة: مقاطعات.. قرارات.. وتوقيفات
التالي
ميشال سماحة بعد إخلاء سبيله: سأعود للسياسة!