لبنان خائف من التدخل الفارسي

أمس إجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بطلب من المملكة العربية السعودية، وخرجوا بموقف موحّد أكّدوا خلاله أنّ الأزمة ليست ايرانية – سعودية، بل أنّ هناك أزمة حقيقية بين العرب وإيران نابعة من طبيعة الدور الايراني وتدخلاته في شؤون الدول العربية خاصةً في سوريا واليمن والعراق.

موقف العرب جاء نتيجة تراكمات بدأت منذ أن انتصرت الثورة الاسلامية في ايران، وأعلن الخميني «مبدأ تصدير الثورة» أي أن تعمّ مبادئ ثورته العالم العربي والإسلامي أجمع، كذلك نصّبت إيران نفسها وكأنّها وصية على الشيعة العرب، إضافة إلى تدخلاتها المباشرة والعلنية في سوريا دعمًا لنظام الأسد ضدّ شعبه، وفي اليمن من خلال دعم الحوثيين لإشعال فتنة مذهبية في البلاد وكذلك في العراق والبحرين ولبنان. كل تلك الممارسات على مدى العقود الأربعة الماضية لم تلقَ موقفًا عربيًا مشتركًا يدين تدخلات إيران في المنطقة.
ولكن ما حصل بالأمس شكّل نقطة تحوّل في الموقف العربي، فالعرب توافقوا على إدانة اعتداء إيران على السفارة والقنصلية السعوديتين، ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عامة. ولكن المفاجأة أنّ لبنان «ذو الوجه العربي» خرج عن الإجماع أمس وامتنع عن التصويت على البيان الختامي بسبب الإشارة إلى «حزب الله» في البيان.

76_910824_largeوقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد الاجتماع «إنّنا حضَرنا لنُعربَ عن تضامننا مع السعودية بعد الاعتداءات التي تعرّضَت لها بعثتُها الديبلوماسية والقنصلية في إيران، لكنّنا رَفضنا ربطَ اسمِ “حزب الله” بالأعمال الإرهابية، ولذلك امتنَعنا عن التصويت على بيان الجامعة العربية».
هذا الموقف اعتبره الرئيس سعد الحريري في بيان أصدره أنّه «لا يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين، الذين يعانون من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية» وأسف الحريري لامتناع وزير خارجية لبنان عن التصويت على القرار. واعتبره أنّه «موقف لا وظيفة له سوى استرضاء ايران والاساءة لتاريخ لبنان مع اشقائه العرب».

إقرأ أيضاً : ترشيح عون وفرنجية «يفرُط» حلف 14 آذار!

مصادر رئاسة الحكومة تؤكد لـ«جنوبية» أن موقف وزير الخارجية هو موقف يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية، وأضاف أن «امتناع لبنان عن التصويت مبرر لأن حزب الله هو جزء من الحكومة اللبنانية، فلبنان تضامن مع المملكة العربية السعودية لكل ما تعرضت له من أذى من إيران، ولكن اعتراض لبنان جاء على خلفية ذكر حزب الله ووصفه كمنظمة إرهابية، ومن الطبيعي أن يمتنع لبنان عن التصويت لأن حزب الله هو جزء أساسي من الحكومة اللبنانية الإئتلافية».
وتابع المصدر «الدول العربية تدرك خصوصية وحساسية الموقف اللبناني والتجاذبات السياسية الداخلية، وكيف أنّ أي موقف آخر سينعكس سلبا على الوضع الداخلي اللبناني وعدم الاستقرار وخصوصًا أننا نعمل على تفعيل عمل الحكومة».

1451741864-Amin-Wehbe (2)أمّا عن «حزب الله» الذي أشير إليه في البيان الختامي وربطه بالمنظمات الإرهابية على خلفية ممارساته في البحرين، وهو السبب المباشر لامتناع لبنان عن الإمضاء، رأى النائب امين وهبي لـ«جنوبية» أنّ «الدول العربية تتفهم موقف لبنان، وأضاف أننا كتيار مستقبل مع ما صدر عن جامعة الدول العربية فلا يمكن أن نستثني حزب الله في ممارساته الخارجية. فهو يدعم النظام السوري ضد شعبه الذي انتفض من أجل الحرية، ودخوله سوريا سبق ظهور داعش، فوجوده في سوريا هو تشريع للقتل والإرهاب والاعتقالات العشوائية».

 

إقرأ أيضاً :  حوار الكتل: احالة «السّجال» على حوار المستقبل – حزب الله
ورأى وهبي أن «موقف باسيل نابع من كونه ينتمي إلى التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله وسياسة إيران، كذلك الحكومة اللبنانية تتكون من كافة الأحزاب اللبنانية لذلك موقف لبنان يقترب إلى الواقع اللبناني».
وختم وهبي «نحن في تيار المستقبل وعلى الرغم من رفضنا لإرهاب حزب الله في سوريا واختلافنا معه في قضية السلاح، وقرار الحرب والسلم إلا أننا داخل لبنان لا يمكننا التعامل معه إلاّ في منطق الحوار لحل الأزمات الداخلية».

 

إذًا يبدو أنّ ممارسات حزب الله في البحرين وسوريا والتي تمثّلت في قتل وتهجير أصحاب الأرض وتنفيذ المشروع الإيراني الفتنوي والمذهبي في المنطقة، جعل لبنان يخرج عن الإجماع العربي حرصًا على الإستقرار الداخلي، وذلك خوفاً من التدخل الفارسي.

السابق
المشنوق: الحوار مستمر وهو الطاولة السنية الشيعية الوحيدة
التالي
الناشطون اللبنانيون: باسيل «#وزير_خارجية_نصر_الله»