برز أمس زيارة وفد المجلس السياسي في “حزب الله” إلى بكركي لتبرير موقف الحزب الرافض للمبادرة الهادفة إلى إنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى باعتباره “موقفاً أخلاقياً” تجاه النائب ميشال عون يحول دون المضي قدماً في تأييد وتنفيذ المبادرة المطروحة لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً.
وهكذا نعى “حزب الله” التسوية من بوابة بكركي التي تأرجح موقفها في الأيام الأخيرة بين تأييد كلي لما سمته “مبادرة جديدة وجدية” والتمييز بين “المبادرة والاسم المطروح”. وقال رئيس وفد “حزب الله” السيد ابراهيم أمين السيد للصحافيين إثر لقاء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي: “نحن التزمنا مع الجنرال عون في ترشيحه للرئاسة ولا نستطيع أن نتحلل أمام أي معطيات جديدة أو أمام أي مفترق سياسي جديد وأن نتخلى عن التزامنا هذا”، معلناً في الوقت عينه رفض الحزب لعب دور في إقناع عون بالتخلي عن ترشيحه ما لم يقم هو من تلقاء نفسه بذلك.
إقرأ أيضًا: هكذا رشّح نصر الله فرنجية… قبل أسبوع من مبادرة الحريري
ورأت “اللواء” أنه لم يُكتب لبكركي النجاح في الاستفادة من زيارة الوفد لتقديم التهاني بعيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة، وهي كانت تتهيّأ لإقناع الحزب بممارسة الضغط المعنوي على الرابية لحمل النائب عون وتكتله السير بالمبادرة الرئاسية التي اقترحها الرئيس سعد الحريري بانتخاب النائب فرنجية رئيساً للجمهورية، سواء بتأييد هذا الترشيح أو التنحي.
اقرأ أيضًا: فرنجية رغم «الإعتراض المسيحي».. ما زال المرشح الوحيد للرئاسة
وأوضحت مصادر بكركي لـ”المستقبل” أنها لم تفاجأ “بهذا الموقف المتصلب” من جانب وفد الحزب ، ناقلةً عن الراعي أنه أبدى أمام الوفد تأييده “انتخاب رئيس للجمهورية من دون تحميل (التسوية) أي أثقال سياسية أخرى لأنّ البلاد تحتاج إلى رئيس فوراً لتدارك انهيار المؤسسات وتحلل الدولة”.
وأشارت مصادر متابعة للزيارة لـ”الأخبار” إلى أن “الراعي لم يكن سعيداً بالحسم الذي عبّر عنه السيد في تصريحه”، مشيرة الى أن الراعي “لا يتمسّك بأسماء المرشّحين بقدر تمسّكه بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن، لتأمين الاستقرار في البلاد، ويفضّل عدم إضاعة الفرص المتوافرة لانتخاب رئيس، في ظلّ الدعم الدولي والإقليمي الذي يجري الحديث عنه لانتخاب فرنجية”.
