الاستقلال اليتيم والسيادة المفقودة!

استقلال لبنان
للسنة الثانية على التوالي يمرّعيد الاستقلال اللبناني بلا رئيس ولا احتفالات رسمية، ولم تفتح أبواب بعبدا لاستقبال المهنئين بالاستقلال. وفي العيد 72 لبنان لا يزال الوطن يرزح تحت احتلال ووصاية من نوع آخر، قادمة من جمهورية حكامها رجال دين وذلك من خلال أتباعهم في لبنان.

عشية عيد استقلال لبنان الـ72، وللمرة الثانية على التوالي، لا يزال الاستقلال يتيماً بلا رئيس للجمهورية ولا احتفال رسمي، ومن دون عرض عسكري، باستثناء العرض الشعبي للحراك المدني الذي سيحصل بعدما تراجعت شعبيته هو الآخر في الآونة الأخيرة. وذلك تحت ظل حكومة غير كفوؤة، ومجلس نواب غير معترف به شعبياً، وحتى القرارات السيادية والدستورية لناحية انتخاب رئيساً للجمهورية في لبنان ما زالت معطلة، وذلك بهدف إدخال الوطن في غيبوبة سياسية سوداء، تهدد وجود الدولة تمهيداً لاستجلاب الوصاية الخارجية عليه من اجل تحويله إلى دولة تبعية وفاشلة وذلك على حساب سيادة لبنان، وطمعاً في القبض على مفاصل دوائر القرار السياسي والقانوني والعسكري فيه من خلال المليشيات المسلحة البعيدة كل البعد عن مفهوم ثقافة الحرية والسيادة والاستقلال والانتماء للوطن، المعتادة فقط على الإملاءات والأوامر الصادرة إليهم مباشرة من خارج حدود لبنان.

اقرأ أيضاً: هل سيبقى الحراك المدني مطلبيا وينجو من الممانعين والفاسدين؟

فبعد استقلال لبنان عام 1946 عن الانتداب الفرنسي، واستقلاله عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي، واستقلاله عام 2005 من الوصاية السورية، ها بلدنا لا يزال يرزح تحت احتلال ووصاية من نوع آخر، قادمة من جمهورية حكامها رجال دين وذلك عبر أتباعهم في لبنان.

مسكين عيد الاستقلال في لبنان، بعدما أصبح دولة ضمن دولة المليشيات المسلحة، استقلاله رهينة بيدها ولا تتقن إلا لغة السلاح، يترجم نفوذها من خلال جمهورية مربعاتها الأمنية الطائفية، حيث يمنع على الدولة اللبنانية المفترض انها مستقلة من الدخول إلى تلك المربعات التابعة أصلا للانتداب الأجنبي الحالم بتفكيره في إعادة أمجاد إمبراطوريته القديمة المذهبية، وذلك عن طريق أحصنة طروادة عبر وكلائهم المعتمدين لها في لبنان وسورية واليمن والبحرين وسائر بلاد ما بين النهرين.

استقلال لبنان

رياح عيد الاستقلال في لبنان تجري مما لا تشتهي سيادة الوطن واللبنانيين، وذلك بسبب الوصاية السابقة للبعث السوري بعد رحيله عام 2005، تاركاً خلفه محركات داخلية وقودها شريحة من المجتمع اللبناني، تتمتع بقدرة عسكرية وأمنية قوية، يعتمد عليها كقنبلة عنقودية موقوتة ومتعددة الأهداف منها سياسية وأمنية ومذهبية، لا زالت تنفجر على مراحل حسبما تقتضي الظروف والأوضاع السياسية وغيرها على الساحة اللبنانية.

اقرأ أيضاً: في الحنين إلى «الاحتلال» اللطيف و«الاستعمار» الرومانسي

لعلَّ عيد الاستقلال القادم يكون، تحت ظل رئيس للجمهورية وحكومة تهتم بالبشر قبل الحجر، ولا تعتمد إلا الصدق والصراحة والشفافية، بعيدا عن المحسوبية والصفقات الضيقة، ولديها الخبرة والكفاءة في إدارة الملفات الحياتية والبيئية وغيرها، مع نواب جدد منتخبين من قبل الشعب اللبناني، ولا يعلو سلاح فوق سلاح الشرعية، على أمل أن يكون اللبنانيون بطوائفهم ومذاهبهم متحدين متكاتفين تحت شعار “كلنا للوطن للعلى للعلم”، وكل عيد استقلال ولبناننا بألف خير.

السابق
تشکیل 2000 فوج لقوات التعبئة فی ایران
التالي
ثلاث خطوات لمعالجة الارهاب الاسلامي