اتصال من بوتين!

اليوم وفي الساعة السادسة صباحاً رن جرس الهاتف.

وبعيون مثقلة من النعاس والتعب نظرت أليه ورأيت رقم خارجي . قلت في نفسي اللهم ما أجعله خير !
تكلم المتصل وبلغة روسيا يسألني .. هل أنت الدكتور ياسر مقلد؟ قلت نعم فقال : أنتظر لحظة، عاد الصوت ليقول لي بأن الرئيس بوتين يريد التكلم معك؟
في البداء ظننتها مزحة سمجة من رفاقي، فهم يعلمون مدى حبي لبوتين.
في الطرف الأخر صوت بوتين! ونبرته وحديثه الذي أستطيع أن أميّزه بين الألاف.

 

قلت في نفسي معقول ! وكما أنتم لن تصدقوا هذا أنا لم أصدقه أيضاً.
جأني الجواب . أنا الرئيس بوتين ونحن نعرف كل شيء عنك ونراقب صفحتك على الفيسبوك ! ( قلت في نفسي ، حتى المخابرات الروسية تراقب الفيسبوك.
لم أصدق ! لكن بعد سرده لحياتي الشخصية ومعرفته للشاردة والواردة عن دراستي في الأتحاد السوفياتي تيقنت بأنه بوتين.
قال أنت تتساءل لماذا أتصل بك؟

 

قلت نعم . فقال: لديك على صفحتك بعض الأشخاص الذين يريدون تكسير يديّ وأرجلي لأنني تدخلت في سوريا؟ قلت في نفسي، لا هذه مزحة ثقيلة جداً ! لكن الصوت صوته!
تذكرت ساعتها كيف ان الرؤساء يخافون كل شيء حتى الأمور الصغيرة ويصدقونها، ألم يقطع الرئيس الأسد أصابع الأطفال في درعا لأنهم كتبوا كلاما بريئا على الحائط ؟ ألم يمحي صدام حسين قرية بكاملها لأنهم أرادوا أستقباله بقطع الطريق؟ ألم يقتل ستالين جميع الممرضات اللواتي كنّ يعتنين به؟
فقلت له: أن هذا الكلام من التراث اللبناني ولا يقصدونه، الأستاذ يقول لتلميذه سأكسر رجليك ويديك، لكن لا يعني ذلك ويقولون أيضاً سيسلخون جلدك عن عظمك ولا يعنون أيضاً.
ومن ثم لماذا تتصلون بي؟ لديكم سفير أو بأمكانكم الأتصال بوزير الخارجية ؟
قال : لا نريد تكبير الموضوع ونحن سوف نراقب صفحتك قالها والتوتر يصاحب نبرة صوته .وأقفل الخط .
أعتقد بأنه كان خائفاً جداً ولا يستطيع النوم !

السابق
موسكو تعلن توقيع عقد لتسليم صواريخ “اس-300” لايران
التالي
تايمز: الاستخبارات البريطانية تبحث عن زعيم «داعش» في سيناء