اللبنانيون ينتخبون… ولكن في تركيا!

احتفالات في لبنان بفوز حزب العدالة والتنمية
واكب اللبنانيون الإنتخابات التركية، وكأننا ضمن حدودها الإقليمية أومنطقة تابعة لها، أوكأن حلحلة كل الأوضاع والملفات اللبنانية هي برهن هذه الإنتخابات وما تحققه من نتائج.

بلحظة، حوّلت الانتخابات التركية صفحات مواقع التواصل الإجتماعي يوم أول من أمس من صفحات لبنانية إلى تركية يحاكي اسطنبول في تداعياتها السياسية الديمقراطية.

اقرأ أيضاً: نتائج الانتخابات التركية: الاسباب والسيناريوهات

وطبعاً هذا التفاعل لم يتم على خط واحد، فلبنان الإنقسام لا يمكن له إلا أن يتماشى مع الأحداث من زاويتين متعارضتين متناحرتين، فما كانت تعرف بقوى 14 آذار وجماهيرها ومن أمامها السعودية وأخواتها تدعم لائحة حزب أردوغان، في حين الطرف السياسي المقابل وأقصد به “حزب الله ومن في فريقه” والذي هو الحليف المقدس لكل من روسيا وإيران وحاشيتهما يدعم لائحة الأكراد !

ليحسم النصر “نصر فريق أردوغان” إنتصاراً لفريق لبناني على آخر، ولخط سياسي يعتبر خصمه “خصماً ايديولوجياً – استراتيجياً”، لحد أنّه مستعد أن يقدم الدعم لـ”بلاد الواق الواق” إذا وجد بها توجه سيو – طائفي يتقاطع معه ضد الآخر والذي كان من المفترض أن يكون شريكه في بناء وطن ودولة مدنية .

فاز أردوغان، هلل بعض لبنان وصمت البعض الآخر، مع الإشادة بالديمقراطية وبتجربة الإنتخابات عبر “المانشيت” الإلكتروني والإعلامي …
صحيح أن فوز أردوغان في هذه الإنتخابات سوف ينعكس لوجستياً على الشرق الأوسط ككل وعلى مجريات أحداث المنطقة، غير أنّ هذا الإستغراق المبالغ فيه بالسياسة التركية الذي شهدته ساحتنا الوطنية والشعبية يوم أمس، يظهر مدى السذاجة في التعاطي مع الأوضاع الراهنة على المستوى اللبناني، وكمّ “اليأس” الذي اعترى لبنانيتنا حتى تناسينا أنّنا حرمنا أصلاً من وضع الورقة في الصندوق ومن المشاركة في الحياة السياسية.

احتفالات في لبنان بفوز حزب العدالة والتنمية

الحماس اللبناني الذي رافق الإنتخابات التركية كان يجب أن ينقلب حراكاً عفوياً ومؤثراً ضد من مددوا لأنفسهم حاجبين صناديق الإقتراع عن أصحابها ومانعين الشعب من إختيار نوابهم وممثليهم، وبدلاً من أن نصفق أو ننتقد ما حققته انتخابات (حرّة) في دولة أخرى تتقاطع معنا أو تعارضنا، الأجدر أن نخجل من عجزنا كمواطنين ندعي اننا في بلد ديمقراطي، فنضع رؤوسنا في التراب، وقد سمحنا لمجموعة من الفاسدين بالإستئثار بدولتنا وكأنها ملك أبيهم.

إلا أنه ولسخرية القدر في بلد كلبنان سرقت منه السلطة التشريعية حق منح الوكالة للمشرعين، فمددت لنفسها “رغماً عن أنوف المواطنين” مرة ومرتين، تجد لبنانيين ينادون بالديمقراطية التركية، متناسين قصداً أو عمداً أنهم فقدوا الديمقراطية في وطنهم لبنان!

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب التغيير المفاجئ لموقف أردوغان من الاسد؟

من هنا أقول مبارك أردوغان، وحظ أوفر للأكراد، إلاّ أنني أريد انتخابات في لبنان وأريد لصوتي أن يدخل الى صندوق اقتراع يمثلني.

السابق
مقتل صحافية سورية في قصف للفصائل المقاتلة على ريف دمشق
التالي
مذيع تحرّش بزميلته على الهواء مباشرة فماذا كانت النتيجة؟