ديبلوماسية «السوخوي» و«التاو» و«الستينغر»

كان متوقّعاً ألا يتوصّل ممثلو الدول المشاركة في مؤتمر فيينا حول سوريا إلى تفاهمات نهائية في شأن الأزمة السورية، إذ أن العقدة الأساسية التي تعوق التوصل إلى اتفاق دولي – إقليمي لإنهاء الصراع في سوريا استناداً إلى حل سياسي هي مصير قاتل الأطفال في سوريا بشار الأسد وبطانته. فالتنازلات التي قدمتها الدول الداعمة للثورة السورية متمثلة في القبول بحل على قاعدة حكومة انتقالية تكون بمثابة انتهاء حكم آل الأسد رسمياً في سوريا، واستبداله بحكم ديموقراطي تعددي بضمانات دولية – اقليمية، لم تزحزح روسيا وإيران عن موقفهما الرافض التخلص من بشار، بل أن قول وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن “مصير الأسد يحدده الشعب السوري” يعتبر موقفاً سيئاً معطوفاً على عدوان عسكري ضد الشعب السوري ومختلف فصائل المعارضة. وعليه، وإذا كان موقف موسكو المتصلب يستقوي بالموقف على الأرض وفق قانون “التفاوض تحت النار”، والنار هنا هي نار روسية ضد السوريين، فلا بد للقوى الاقليمية الداعمة للثورة ان تواجه النار الروسية بنار تواجهها، وتفرغها من عناصر قوتها التي يريد الرئيس فلاديمير بوتين ان يعكسها على طاولة المفاوضات لفرض الحل الذي يريد. لا بد من مقاومة روسيا فيما المفاوضات تجري في فيينا.

ولا بد من الخروج نهائيا من حال الارتباك التي ميّزت مواقف القوى المشار اليها في الأيام الأولى للعدوان الروسي على سوريا. لا بد من مدّ الفصائل السورية المسلحة بسلاح نوعي، وبقدرات استخباراتية تمكّنها من مواجهة الاحتلال الايراني وميليشياته، والعدوان الروسي وطائراته.

 

إذا كان بوتين يفاوض بـ”السوخوي” فلا بد من مفاوضته بـ”التاو” المضاد للدبابات و”الستينغر” المضاد للطائرات. فسوريا قلب الاقليم، وانتصار محور موسكو – طهران لا يقل خطورة بتداعياته عن انتصار إيران في اليمن بواسطة تحالف علي عبدالله صالح – الحوثي. وكما يواجه النظام العربي في اليمن، ينبغي أن يواجه في سوريا بالتحالف مع الظهير التركي.
بعد “فيينا – 1 و2” سيأتي “فيينا – 3” بعد أسبوعين، ولن تتوقف “ديبلوماسية السوخوي” وسيستمر حمام الدم في طول البلاد وعرضها مع محاولة روسيا وإيران تعديل موازين القوى في شكل دراماتيكي بما يغيّر قواعد اللعبة وبالتالي قواعد الحل المطروح.
لا تحتمل اللعبة في سوريا أي تلكؤ من جانب الثلاثي السعودية – تركيا – قطر في مقاومة روسيا على الارض، فالمطروح ليس مصير موسكو بل مصير الاقليم بأسره. بناء على ما تقدم، ندعو الى مواصلة التفاوض في فيينا على قاعدة إقامة توازن “ديبلوماسية السوخوي” بـ”ديبلوماسية التاو” و”الستينغر”! إلى أن يزاح بشار وبطانته.

(النهار)

السابق
خامنئي في فيينا يدعو لتخصيب الأسد
التالي
رئيس الوزراء المصري: تحطم طائرة مدنية روسية في شبه جزيرة سيناء المصرية