حسن خليل في مجلس عاشورائي:الحوار حاجة ماسة لكل الأطراف حتى لمن شكك به

علي حسن خليل

واصلت حركة “أمل” في اقليم بيروت إحياء مجالس عاشوراء في مناطق بيروت والضاحية الجنوبية وفي الليلة السادسة في مدينة العباس في حي السلم وفي حضور قياديين من الحركة ورجال دين ووفد من حزب الله وحشد من اهل المنطقة.

وتحدث عضو المكتب السياسي للحركة وزير المال علي حسن خليل عن “القيم التي خرج من أجلها الإمام الحسين ووقفته يوم استشعر الخطر على مستقبل الأمة ورسالة جده رسول الله، فرفع الصوت لا ليثأر لحكم أو لسياسة مصلحية إنما خرج من أجل محاربة الخطر الحقيقي الذي كان يكمن في الفكر والعقيدة وتصحيح المسار ليصلح في أمة جده رسول الله كما تحدث عن الدور المهم والأساسي الذي قامت به السيدة زينب”.

أضاف: “إن ثورة الحسين هي ثورة كل الأحرار الذين يتطلعون الى إصلاح سياسي وإلى البحث عن مصالح الناس، هي ثورة الوحدة مقابل عناصر التفرقة والدعوة إلى التلاقي”.

وأكد “ضرورة مواجهة الإرهاب التكفيري المستشري على مستوى المنطقة والعالم العربي والإسلامي”، معتبرا أنه “في زمن اختلال الموازين وزمن الذين يحملون راية الإسلام ويمارسون إرهابا وتكفيرا وضربا لكل الأسس التي دعا اليها الإسلام فيقتلون ويرتكبون المعاصي ويهددون مصالح الناس، هؤلاء يجب مواجهتهم بقيم الثورة العاشورائية أي قيم الإنفتاح على الآخر والتواصل مع الآخر من أجل حماية الإسلام والإنسان ومصالح الأوطان”.

وعلى الصعيد الفلسطيني، أكد الوزير خليل أن “القضية الفلسطينية من أولى الإهتمامات إذ إن الإمام السيد موسى الصدر أسس حركة وضع في صلب ميثاقها أن القدس هي القبلة وملتقى القيم ومعراج الرسالة والقضية”.

وشدد من منطلق المسؤولية الإلهية والقومية والوطنية على “وجوب الوقوف إلى جانب الإنتفاضة الفلسطينية بكل قوة من أجل إشعار الشعب الفلسطيني الذي تخلى عنه كل العالم، أن معركته ما زالت معركة الحق في مواجهة الباطل وأنها المعركة التي تختصر صراع الأمة في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي لأنها تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني برفض الإحتلال”.

وأكد أن “هذه القضية هي قضية كل الأحرار الذين يتطلعون الى عالم يسوده منطق العدالة من منطلق الإلتزام الديني والأخلاقي”، مطالبا ب “رفع الصوت لتشكيل أوسع حملة تضامن مع القضية الفلسطينية”.

وحذر من “الأزمة التي يمر بها لبنان انطلاقا من أنه لا يوجد رئيسا للجمهورية ولا محلس نيابيا يعمل ولا حكومة فاعلة في مقابل التحديات التي تنعكس على الواقع الداخلي”، بالاضافة الى “تحديات أخرى علي مستوى إدارة شؤون الناس”.

حي السلم
وفي كلمة له في مجلس عاشورائي أقامته حركة امل في حي السلم، شجب الوزير خليل مسألة “التخبط الحاصل في الحكومة منذ أكثر من ثلاثة أشهر في قضية النفايات دون التوصل الى حل لها”.

وأكد أن “قرار في الحكومة اتخذ في هذا الملف ولا بد أن ينفذ بعيدا عن كل ما يحكى من مبررات”.

وأضاف:”لا حاجة لأن نلتقي اذا لم نبدأ فعلا في حل هذه المشكلة الصغيرة. إن حكومة لا تستطيع أن تتحمل مسؤولية النفايات هي بالتأكيد عاجزة على أن تتحمل مسؤولية الناس في قضايا أخرى. إن هذا الكلام ليس لرمي التهمة على أحد أو للتهرب من المسؤولية بل من أجل حث كل المكونات المختلفة”.

وأكد أن “مسألة الحوار الوطني هي حاجة ماسة لكل الأطراف حتى للذين بادروا في التشكيك بالحوار واستمراره”، ودعا الجميع “كل من موقعه الى استدراك المواقف من أجل العودة الى تنظيم الإختلافات ومن أجل الإستعداد لمتابعة كل المتغيرات التي يمكن أن تخدم الطموحات على المستوى السياسي من استقرار ومن حل سياسي للأزمات ومن متابعة للقضايا بكل ما تمليه المسؤولية الوطنية”.

أضاف :”إن الحوار ليس قضية شخصية للرئيس نبيه بري أو لحركة أمل بل هو قضية أبعد من ذلك فهو مسألة وطنية تساهم في تخفيف الإحتقان وتعزيز مناخ التواصل والبحث عن المشتركات والتركيز على توضيح هذه المشتركات والعمل عليها والإبتعاد عن كل ما يمكن أن يثير وأن يفرق”.

وشدد على أنه “من خلال التجربة تم إثبات أن لا خيار إلا بالعودة الى مثل هذا اللقاء”، خاتما ب “إبداء تفاؤل للأيام المقبلة”، مؤكدا ان “هناك جهدا استثنائيا سيبذل بالتعاون مع كل القوى المخلصة لهذا الوطن ومن دفع الدم ويدفع الدم يتحمل قليلا ويدفع صبرا من أجل إنقاذ لبنان”، مؤكدا “عدم التخلي عن القضية الأساس وهي حفظ الوطن إذ أنه أمانة سيتم حملها بكل قوة وبكل الوسائل التي يمكن أن تتيحها الظروف”.

الشياح
وفي باحة عاشوراء في المصبغة في الشياح كانت كلمة لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الشيخ حسن المصري الذي قال:” “نلتقي هنا في الشياح التي لم ولن تنزاح ابدا لإحياء عاشوراء هذه الذكرى التي ليست حدثا عابرا في التاريخ، فهي تتجدد كل يوم كالنهر الدافق، ثورة الإمام الحسين تتجدد كلما كان هناك حاجة للضوء و للماء”.

أضاف:”نحن أمام حدث متجدد، فكلما وجد باطل في مكان ما، كانت ثورة الإمام الحسين لتنتصر للحق، هكذا تعلمنا من قادتنا الكبار. إن الحسين يحضر كلما احتاجه قوم مظلومون، قوم أرادوا أن ينتصروا على عدوهم، ونحن نستلهم من عاشوراء مدارس وليس مدرسة واحدة وهي لكل الناس لا لفئة دون أخرى”.

وتابع:”عندما وقعت راية ابي فضل العباس في كربلاء رفعها الإمام موسى الصدر وصرخ بأعلى صوته في الجنوب من أراد أن يكون مع الإمام الحسين فليلتحق بنا، فإذا بهذه الجماهير تزحف خلف حسين العصر، الإمام الصدر، ليعلمها المقاومة و الممانعة والوقوف في وجه الظالم وإذا بأفواج المقاومة اللبنانية التي كانت الشرارة الأولى والطلقة الأولى في وجه العدو الإسرائيلي”.

أضاف: “ان الجالس في البيت الأبيض يحاول أن يجعل مصالحه وأهدافه تتحقق هنا في مناطقنا في الشرق الأوسط وإذ بأبطالنا الميامين يضعون حدا لكل هذا الظلم ولكل هذا الكذب”.

وتحدث عن “محاولات تشتيت العالم العربي بالسلاح العربي و المال العربي، وقال: “أرادوا أن يقضوا على خط الممانعة الممتد من إيران إلى العراق و سوريا إلى لبنان، وأرادوا أن يقضوا على كل امل يوصلنا إلى الإمام موسى الصدر، وأرادوا أن يبنوا سدا منيعا في وجه الوحدة الاسلامية وإذا بالرئيس نبيه بري يواجههم بطاولة حوارية ثنائية بين حزب الله و تيار المستقبل تارة، وموسعة أخرى كالتي تجمع أقطاب لبنان، فلم يتبق من لبنان إلا هذه الطاولة التي تحولت إلى جدار عازل للنار العربية التي تشتعل في سوريا والعراق واليمن”.

وسأل:”أليس من العار على العرب أن ينظروا إلى فلسطين و هي تحترق ولا يرف لهم جفن، يبقى الأمل بكم انتم يا ابناء فلسطين، فلن تعود اليكم حقوقكم إلا بالشهادة والانتفاضة، هذا ما تعلمناه من الإمام موسى الصدر وما تعلمناه من الرئيس نبيه بري، لن يكون في وطنكم أمن وسلام إلا إذا صنعتموه أنتم بأيديكم”.

كوراني
وفي باحة عاشوراء في حي المسك في الشياح ، تحدث رئيس معهد الكوادر في حركة امل علي كوراني فأكد أن “ثورة الإمام الحسين هي ثورة لكل العالم، و قد جاد الإمام الحسين بدمه وبدم شهداء أصحابه ليقف بوجه الظلم و الظالم، ومن مفاهيم هذه الثورة كانت ثورة الإمام موسى الصدر في وجه الاحتلال الإسرائيلي التي كانت ولا تزال غاصبة لحقوق الشعوب العربية ولفلسطين، منطلقا من فكرة أن قوة لبنان في قوته، فأطلق أفواج المقاومة اللبنانية (أمل)، ليكونوا فدائيي الوطن والفكر الصحيح، وقاوموا العدو الإسرائيلي ودحروه عن أرضنا، فكان كل يوم عاشوراء و كل أرض كربلاء”.

ياغي
وأكد مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” النائب السابق محمد ياغي خلال المجلس المركزي الذي أحيته حركة أمل المنطقة الأولى في مدينة بعلبك ساحة القسم، أن “حركة الامام الصدر هي امتداد لثورة الامام الحسين في وجه الظلم، فقد انشأ افواج المقاومة لتحرير فلسطين لأنه كان يستشعر الخطر الإسرائيلي والتهديدات الإسرائيلية للجنوب، وبفضل هذه المقاومة ودماء الشهداء والتضحيات كان انتصارنا على العدو الاسرائيلي الذي قيل عنه لا يقهر ولكن بالقبضات الحسينية والمقاومين البواسل هزم واندحر”.

ودعا إلى أن “تصبح الشراكة بين كل الأفرقاء اللبنانيين شراكة حقيقية نتفاهم ونتفق على كل الأمور وبخاصة الأمور الأساسية، ولكن يبدو أن البعض يريد حشر الجميع في الزاويا وان البعض يطلق تهديدا واضحا بالإنسحاب من الحوار لأن هناك من يريد العودة الى العقلية القديمة لأنهم يريدون استئصال غيرهم والهيمنة على مؤسسات الدولة والتسلط”.

وختم: “نحن ننصح بالإقلاع عن هذه السياسة التي ستؤدي الى تضييع كل هذه القضايا وهذه المشكلات وعدم الوصول الى حل، وهناك اصحاب نوايا حسنة يريدون اخراج البلد بالحوار، ونحن نعود لنؤكد أن الحوار هو الذي يخرج هذا البلد من كل ازماته، كما اننا نؤكد على الرئيس نبيه بري أن يستمر في هذه الدعوة الى الحوار علنا نصل الى شيء وهو ما نتطلع اليه”.

وشدد ياغي على “عدم الرهان على الخارج، وان حل مشاكلنا لا يكون الا بالحوار والتلاقي والتفاهم فيما بيننا”.

السابق
الرياض: أحداث الخليج فرضت واقعا جديدا على دول المجلس
التالي
الامن العام حذر النازحين من التعامل مع المختار درنيقة بسببب التزوير