حوارات اليوم وغدا: لا تسوية.. إما هدنة أو فوضى

طاولة الحوار
ما حصل في اجتماع لجنة الأشغال العامة النيابية يعكس حدّة الاحتقان في البلد، فيما يؤمل أن يشكّل الحوار الجامع الذي ينطلق اليوم ويُختتم بعد غد فرصةً لتنفيس هذا الاحتقان، إلّا أنّ الأجواء حتى منتصف ليل أمس لم تكن مشجّعة، باستثناء البيان الصادر عن حوار "المستقبل" و"حزب الله" الذي أكّد على "أهمية الحوار الوطني"، ولكن كلّ ذلك يتوقف على مصير التسوية السياسية التي يُعمل عليها، وسط مؤشّرات تفيد أنّ حظوظ نجاحها تضاءلت كثيراً، الأمر الذي يهدّد مصير الحوار نفسه ما لم يبرز في الأفق صيغة تعويضية تحظى بموافقة رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون.

حوار 19: مخارج لتفعيل المؤسسات في أسرع وقت

في “عين التينة” عكس حوار تيار “المستقبل” و”حزب الله” في جولته الـ19 حرصاً مشتركاً على استيلاد مخارج ملائمة للأزمة السياسية بغية استعادة إنتاجية الدولة وتفعيل مؤسساتها “في أسرع وقت”.

وإثر انتهاء الجلسة التي عُقدت بمشاركة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن “المستقبل”، والمعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب، وبحضور الوزير علي حسن خليل، صدر بيان مقتضب جاء فيه: “بحث المجتمعون الأزمة السياسية، وجرى التأكيد على أهمية الحوار الوطني وتأثيره الايجابي على الوضع، والتشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها”.

 

“14 آذار”: الرئاسة وإلا رفض الإنتقال الى أي بند

عشية استئناف اجتماعات هيئة الحوار الوطني، إلتقى  أقطاب “14 آذار”  ليل أمس في “بيت الوسط” وترَكّز البحث حول ما يمكن أن تكون عليه المناقشات في الجلسات المفتوحة التي ستُستأنف قبل ظهر اليوم في ساحة النجمة بكامل حضور المدعوّين بعدما تسرّبَ إليهم من عين التينة أنّ الجميع سيحضر، بمن فيهم رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون الذي أبلغَ الى رئيس مجلس النواب نبيه بري حضورَه الجلسات باستمرار على رغم كلّ التطورات التي أوحت باحتمال ان يؤجّلها بري في حال قاطعَها عون .

وكشفت مصادر “14 آذار” ليلاً أنها تعتبر الجلسة اليوم حاسمة لجهة المضي في البحث في البند الأول من جدول الاعمال ألا وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فإذا ذهبت المناقشات في اتجاه تحديد مواصفات الرئيس المقبل، فسيسير الحوار في المسار المقرر في الجدول الذي وضعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإلا فإن فريق “14 آذار” لن يقبل الانتقال الى أي بند آخر.

إقرأ ايضًا: تدافع وشتائم وتضارب بزجاجات المياه بين نواب التيار العوني والمستقبل

عون يشارك اليوم في الحوار: الفرصة الأخيرة

حتى ساعة متقدمة من ليل أمس لم يكن ثمة قرار من الرابية بمقاطعة الحوار اليوم، وسيشارك رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون فيه شخصياً.

وأكدت مصادر الرابية لـ”المستقبل” أنّ عون “لن يبادر إلى طرح ملف الترقيات في الحوار” باعتبار أنه قال ما لديه وينتظر مبادرة الآخرين، مجددةً التلويح بإبقاء ورقة المقاطعة حاضرة على الطاولة بالقول: “نخشى أن يكون اليوم يوم الفراق”.

أكّد وزير التربية الياس بو صعب لـ”الجمهورية” أن عون قرّر المشاركة على “قاعدة إعطاء فرصة جديدة لإنقاذ الحكومة والحوار”. ودعا إلى تلقّف هذه الرسالة الإيجابية والتعامل معها بالمضمون نفسِه، لأنّ خلاف ذلك يتحمّل الفريق المعرقل وحده انعكاساته وتداعياته.

 

الترقيات العسكرية.. العقدة في آلية عمل الحكومة

قال مصدر في “التيار الوطني الحر” لـ”النهار” ان الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لا يزالان يقومان بمساع لحل عقدة الترقيات العسكرية في مقابل تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب. لكن العقدة الاساسية تكمن في آلية عمل الحكومة وتحديداً في اتخاذ القرار بالأكثرية في ظل غياب او رفض مكونين في الحكومة أي قرار، وهذا ما يرفضه عون وهو المطالب بالعودة الى الاتفاق المرن في اتخاذ القرارات، علماً ان لا ارتباط بالنسبة الى الرابية بين آلية عمل الحكومة والترقيات العسكرية.

السابق
انقاذ اكثر من 1800 مهاجر من 6 قوارب مقابل سواحل ليبيا
التالي
جنبلاط: لا مشكلة لدي في انتخاب عون