إهانات للفلسطينيين وتصويرهم عراة تحت صورة نصرالله والأسد

الفلسطينيون في سوريا

يتعرض فلسطينيو سوريا، في الساعات القليلة الماضية، لحملة تحريض ضدهم غير مسبوقة، نظراً لما تحمله من إهانات بحقهم، ووصفهم بأسوأ النعوت والصفات.
وهي وإن لم تكن المرة الأولى، التي يعمد بها النظام السوري إلى تحريض أنصاره ضد الفلسطينيين، إلا أن حملة الساعات الأخيرة ضدهم، اتخذت شكلا حادا وصفه البعض بأنه ينطوي على مخاطر محدقة وشيكة تحيق بهذا الشعب الأعزل.

وكانت مواقع في شبكات التواصل الاجتماعي، وتتبع للمنظومة الأمنية المرتبطة بالنظام الأمني لرئيس النظام السوري، قد نشرت صورا “مذلة” لمجموعة من الشبان الذين قالوا إنهم فلسطينيون قبض عليهم في بعض مناطق حمص، ونسب إليهم السعي للقيام بعمليات تفجير في المنطقة.

وعلى الفور سارع الشارع الموالي لرئيس النظام السوري، بتوجيه عبارات نابية إلى الشعب الفلسطيني، ووصمه بعبارات لا يتمكن موقع العربية.نت من نشرها، خصوصا أن عددها كان ضخما إلى الدرجة التي رجحت فيها بعض المصادر أن تكون حملة منظمة “ذات أهداف محددة ستظهر لاحقا دون ريب”، لأن كمية ردود الأفعال التي نتجت عن نشر مثل تلك الصور المذيلة باتهامات، كالتي نشرها أنصار النظام السوري، مارست تحريضا مباشرا على الشعب الفلسطيني بأسره سواء المقيم بعضه في سوريا أو الذي لا يزال مقيما في الأراضي الفلسطينية.

إلا أن أكثر ما توقف عنده الناشطون، هو نشر صور من قيل إنهم فلسطينيون، وبوضعية مذلة أشبه ما تكون إلى وضعية السجود أو الركوع أو الإخفاض الحاد للرأس والظهر.

وتوقف المراقبون عند صورة حسن نصرالله، الأمين العام لـ”حزب الله” وإلى جانبها صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد، والتي تم إيقاف الأسرى تحتها، واحداً واحداً، أو جماعيا، حيث تظهر وضعية الإذلال واضحة بحق هؤلاء الفتيان الذين لم يتم التحقق أصلا من هويتهم، حتى مع نشر بعض البطاقات الشخصية لهم.

لأن البطاقات الشخصية في سوريا، مثلها مثل جواز السفر، أصبح أسهل “من شربة ماء” وبالتالي تؤكد كل المصادر أن نشر بطاقات هوية “لا تعني أي شيء” لأن الأوراق الرسمية في سوريا “أصبحت بمتناول كل الأطراف التي تتقاتل إما مع النظام أو في ما بينها”.

ويبدو أن الحملة التي قادها النظام ضد الفلسطينيين، قد بدأت تعطي نتائجها من خلال تجييش “الرأي العام الموالي له ضد الفلسطينيين كفلسطينيين” إلى الدرجة التي تخوف فيها خبير إعلامي من أن يكون هدف الحملة الأخيرة “هو إخراج الفلسطينيين من سوريا”، وخصوصا بعد أن أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

وعلى الفور، بدأت التعليقات التي استجابت للحملة وأغراضها. وقد تكون المرة الأولى التي تخرج فيها أصوات من الداخل السوري وتتحدث عن الفلسطينيين بهذا الشكل: “كل مشاكلنا من الفلسطينيين، يجب أن “ينقلع” كل اللاجئين الفلسطينيين من سوريا”.

وقالت أخرى: “والله أنا مستغربة لماذا لا يطردون كل الفلسطينيين خارجاً”.

تعليقات أخرى نالت من فلسطين نفسها وعموم الشعب الفلسطيني، في استجابة سريعة وكبيرة لحملة التحريض التي يقوم بها نظام الأسد ضدهم.

التعليقات كانت ضخمة عددا وعنيفة نوعاً، وأكّدت ما ألمحت إليه مصادر من أن النظام السوري يسعى إلى إخراج الفلسطينيين من سوريا، لأكثر من سبب على رأي المصادر السابقة.

وأن من أهم هذه الأسباب، أن نظام الأسد “يستعد للضغط باتجاه إسرائيل” على نفس خطى الرئيس الليبي معمر القذافي عندما قام بخطوة إخراج الفلسطينيين من الأرض الليبية بحجة دفعهم للعودة إلى وطنهم.

وأن من شأن “هذه الورقة التي يتلاعب فيها النظام السوري منذ زمن طويل” أن تدفع بعض الأطراف “كي تحاور الأسد” أو لمنحه “بعض شرعية” يحتاجها “لإقناع الأوربيين والأميركيين” بأنه لا يزال لديه ما يقدمه هنا أو هناك، ومن ذلك “الموضوع الفلسطيني برمته لجوءاً أو قضية”.

فلسطينيين

يذكر أن الحملة التي يقودها النظام ضد الفلسطينيين هي الأعنف منذ بداية الأزمة السورية، ما دفع ببعض المصادر أن ترجح لجوء “الأسد إلى الورقة الفلسطينية” كملف بديل في حال فشل “ملف مكافحة الإرهاب” أو استخدامهما معاً، بالوقت نفسه.

كما أكد المصدر الإعلامي، الذي انتهى إلى أن “مأزق النظام السوري” كبير إلى درجة أنه من الممكن أن يستخدم “لو استطاع” حتى “ملف ثقب الأوزون” ليقول: “لدي ما أقدّمه لكم في هذا السياق”.

إلى ذلك فإن نشر صور فتيان قيل إنهم فلسطينيون، بوضعية مذلة تعلوها صورة نصرالله وبشار الأسد، أدى إلى موجة استياء كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اتفق أغلبها على أن “إظهار الفلسطينيين بهذا الشكل المهين” لا يقوم به إلا إسرائيل “وبشار الأسد الذي ترك جولانه محتلا ويريد من الآخرين أن يبيعوا أرضهم مثله”. كما جاء في تعليق من الأراضي الفلسطينية.

(صوت بيروت)

السابق
مخاطر «الولادة القيصرية»
التالي
وطنية لبنانية «غير وطنية» في وسط بيروت